نحن قادمون يا صنعاء

06 فبراير 2015
+ الخط -

هذا هو الشعار الذي كان اليمنيون يشاهدونه ملصقاً بالنقاط الحوثية، في أثناء تنقلهم بين المحافظات اليمنية، وها هم جماعة أنصار الله يترجمون للغير ما كان يخشاه اليمنيون، وينكره النظام، إذا تساءل المواطن ما يعني لسيادة الوطن هذا الشعار، والذي لا يفيدهم الآن لمعرفة معانيه، بقدر إمكانيتهم لدفع الشباب إلى استغلال مخاوف العالم من هذه الجماعة الموالية لإيران، إذا تمكنت من حكم اليمن، وتوظيف مخاوفهم للصالح العام للوطن، لأن اليمن، بطبيعة حالها الراهن والمرهون، لا تشكل للعالم قضية كبرى، كثقل الدول النفطية، حتى تحظى بالدلال والرعاية الدولية. وبمعنى آخر، لا توجد مصالح قوية تربط اليمن بالدول العظمى. ولذلك، إذا أراد الأحرار التحرر من التبعية إلى الأبد، فعليهم النهوض لإكمال المسيرة للوصول إلى الخاتمة بنهاية شبابية. ولكن، هل يحق التساؤل عن مصير الوحدة اليمنية، في ظل الضبابية والتزاحم على التمزق، لأجل السلطة. ولماذا الغياب المستميت للشباب المسمى الثائر والغائب عما يجري من تحولات خطيرة، لتمزيق الأوطان العربية، وملحوظة بالبروفات التي يجريها أنصار الله في الساحة اليمنية، فقد كانت الكلمة الأخيرة لعبد الملك الحوثي توحي، بين طياتها، بالمريب القادم لليمنيين، من الصراع السعودي الإيراني، للمستفيد الصهيوني، والمنذر بتعريض الوحدة اليمنية لمخاطر الانفصال، بمجرد المقايضة بين الدول الكبرى بالمذاهب العربية. فقد تحدث الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، عن فحوى هذا التحالف الشيطاني، قبل أن يتحدث عبد الملك الحوثي عن سلمية الثورة التي يقودها، وذهب ضحاياها ألوف من اليمنيين، ولم يشعر السيد فيهم بأن معركته محسومة، وحذر من يحاول التصدي لمشروعه هذا بأن عاصفة التغيير سوف تدمره، ووصف من يحلم بالتراجع بأنه واهم، وطمأن الجنوبيين، بصفة خاصة، بأن ثورته تصب لمصلحتهم، فلا يخشوها.
وكمَن يقول للجنوبيين لم يتبق الكثير، حتى يكتمل لديكم النصاب، فإذا اكتملت اللعبة بين الكبار تكتمل بأنقاض دولته أركان الانفصال. وما زال اليمنيون ينتظرون أن يأتي الفرج. ولا ندري، هل يعلم الثائرون من أين تؤكل الكتف، فمنذ سقوط ثورتهم، والمواطن اليمني يعيش بين مخاوفه، ويعاني الأمرّين. اختلطت الأوراق وأعداؤه كثروا، ومنبوذ الأمس تحوّل إلى ثائر. وما زال السؤال ما إذا كانت لذة الانتصار تسمح لجماعة أنصار الله بالانسحاب من صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة من دون مقابل مغاير لمطالبهم المشروطة بتخفيض المشتقات النفطية، وتشكيل حكومة شراكة وطنية، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
والغريب أنه كلما تمسكت هذه الجماعة بمخرجات الحوار، توسع نفوذهم في اليمن، واتسعت الطرقات لأحلامهم، باتساع الفجوة السياسية بينهم وبين الشعب المحاصر بمحض إرادته منهم. وبحضور مبعوث الأمم المتحدة، جمال بنعمر، توصل رئيس الجمهورية إلى صيغة توافقية، ويرضي بعجزه جماعة أنصار الله المسلحة. وكمثيلاتها من الاتفاقيات التي ذهبت أدراج الرياح ذهبت وثيقة السلم والشراكة، بحيثياتها، إلى أبعد ممّا خرج لأجله الحوثيون الذين توافدوا إلى صنعاء للاعتصام، كمواطنين عزّل مسالمين، يطالبون بحقوق مشروعة، كفلها لهم الدستور اليمني، فأسقطوا بسلميتهم العاصمة، وما زالت الميليشيات الحوثية تكثف من وجودها في صنعاء، بحجة حفظ الأمن.

 

avata
avata
سعيد النظامي (اليمن)
سعيد النظامي (اليمن)