غادرت النقيبة السابقة للصحافيين التونسيين نجيبة الحمروني الحياة بعد صراع طويل مع المرض. الحمروني وهي أول امرأة تونسية تتولى منصب نقيبة الصحافيين كانت مسيرة حياتها مبنية على الصراع. فمنذ تخرجها من معهد الصحافة وعلوم الأخبار في تونس العاصمة سنة 1995، اختارت الدفاع عن المهنة الصحافية كمنهج وخط واضح لها. فكانت بداياتها في صحيفة "الصباح " التونسية. هناك عملت لسنوات في واحدة من أعرق الصحف التونسية. لكن إدارة الصحيفة اختارت طردها من العمل لتتدخل حينها جمعية الصحافيين التونسيين التي مارست كل الضغوط على إدارة الصحيفة. هكذا أعادتها هذه الأخيرة إلى العمل بعقد يمتد لسنة واحدة ليتم طردها من جديد من عملها رغم كفاءتها والمهنية التي تميزت بها. حينها اقتنعت نجيبة الحمروني أن ضريبة المهنية واحترام أخلاقيات المهنة جريمة عند من لا يؤمنون بهذه القيم، فسخّرت نفسها مدافعة عن هذه القيم من خلال انخراطها في الهياكل المهنية المدافعة عن حرية الإعلام وعن الأوضاع المهنية الهشة للصحافيين التونسيين. التحقت بمركز العربية للتدريب والبحوث "كوثر" لتعمل في المجلة التي يصدرها المركز وتواصل صراعها مع النظام القائم وقتها (نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي) دفاعًا عن حرية الصحافة وعن الصحافيين.
الفتاة التونسية السمراء الجميلة كانت عنيفة في دفاعها المستميت عن القيم التي آمنت بها، فكانت سنة 2008 سنة مفصلية في حياتها فقد تمّ انتخابها عضوا في أول مكتب للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين. مكتب لم يدم طويلاً حيث استعمل النظام التونسي المخلوع كل الوسائل للإطاحة به فكان له ذلك. لكن مع ذلك اختارت نجيبة مواصلة المسيرة فواصلت بعنف وشجاعة دفاعها عن حرية الصحافة، وبات صوتها يرتفع، في الوقت الذي اعتقد فيه النظام التونسي أنه قادر على إخراس مثل هذه الأصوات. لكنه فشل في إخفاض صوت، لكن أنى له ذلك والسمراء الجميلة ترابط في شارع الولايات المتحدة بالعاصمة التونسية حيث يوجد مقر النقابة الوطنية للصحافيين، فلا تستسلم بل يزداد إصرارها كل يوم . إصرار بانت تجلياته أيام 11 و12 و13 و14 يناير/كانون الثاني من عام 2011 عندما وقفت ومعها مجموعة من الصحافيين في مقر النقابة مساندة للثورة التونسية ومطالبة برحيل النظام القائم، النظام الذي حاول بكل الوسائل إخراس صوت الإعلام، وتحديداً الصحافيين المعارضين.
نجحت الثورة التونسية، وسقط نظام الدكتاتور زين العابدين بن علي، ومعه المنظومة الأمنية والسياسية الجالسة على صدور التونسيين، فكان لا بد لواحدة من الفاعلين فيها أن تلتحق بالهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي علّها تواصل مسيرة حلمها في أن ترى تونس بلدا ديمقراطياً. بلد يتمتع فيه الصحافيون بالمكانة التي تليق بهم. السمراء التونسية رفعت صوتها عالياً في رحاب هذه الهيئة مطالبة بإنشاء الهيئة الوطنية المستقلة لإصلاح الإعلام والاتصال سنة 2011 فكان لها ذلك لتبصر أول هيئة مستقلة تعنى بالشأن الإعلامي في تونس النور، بعد أن كان هذا الملف من اختصاص النظام القائم يوجهه كيفما يشاء، وبالطريقة التي تناسبه روايته للأحداث، ونظرته للصحافة ودور الصحافيين.
ولأنها مسكونة بالعمل النقابي عادت إلى مهدها الأول النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين لتتولى رئاستها بداية من سنة 2012 فكانت تعرف بالمرأة الحديدية في مواجهة كل من يريد الاعتداء على حرية الصحافة وعلى الصحافيين. وعندما شعرت أن البعض يريد احتواء الإعلام التونسي والعودة به الى مربع الاستبداد الأول، بادرت بإعلان إضراب عام في قطاع الإعلام يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول من العام 2012. وهو إضراب قادت صفوفه الأولى وكان حدثاً تاريخياً غير مسبوق في تاريخ الإعلام التونسي ليصبح حدثًا مفصليًا يؤرخ لما قبله وما بعده.
نجيبة الحمروني تلك المرأة التي اختارت الصحافة والنضال لحريتها كأسلوب حياة تبدو فتاة خجولة هادئة عندما تحادثها، صعبة المراس عنيفة غير قابلة للترويض كلّما تعلق الأمر بحرية الصحافة وبمشاغل الصحافيين، تلك الشابة السمراء الجميلة غادرتنا في عمر لا يتجاوز خمسا وأربعين سنة، لتترك الكثير من الآثار تتحدث عنها وتروي منجزاتها في الإعلام التونسي.
الفتاة التونسية السمراء الجميلة كانت عنيفة في دفاعها المستميت عن القيم التي آمنت بها، فكانت سنة 2008 سنة مفصلية في حياتها فقد تمّ انتخابها عضوا في أول مكتب للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين. مكتب لم يدم طويلاً حيث استعمل النظام التونسي المخلوع كل الوسائل للإطاحة به فكان له ذلك. لكن مع ذلك اختارت نجيبة مواصلة المسيرة فواصلت بعنف وشجاعة دفاعها عن حرية الصحافة، وبات صوتها يرتفع، في الوقت الذي اعتقد فيه النظام التونسي أنه قادر على إخراس مثل هذه الأصوات. لكنه فشل في إخفاض صوت، لكن أنى له ذلك والسمراء الجميلة ترابط في شارع الولايات المتحدة بالعاصمة التونسية حيث يوجد مقر النقابة الوطنية للصحافيين، فلا تستسلم بل يزداد إصرارها كل يوم . إصرار بانت تجلياته أيام 11 و12 و13 و14 يناير/كانون الثاني من عام 2011 عندما وقفت ومعها مجموعة من الصحافيين في مقر النقابة مساندة للثورة التونسية ومطالبة برحيل النظام القائم، النظام الذي حاول بكل الوسائل إخراس صوت الإعلام، وتحديداً الصحافيين المعارضين.
نجحت الثورة التونسية، وسقط نظام الدكتاتور زين العابدين بن علي، ومعه المنظومة الأمنية والسياسية الجالسة على صدور التونسيين، فكان لا بد لواحدة من الفاعلين فيها أن تلتحق بالهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي علّها تواصل مسيرة حلمها في أن ترى تونس بلدا ديمقراطياً. بلد يتمتع فيه الصحافيون بالمكانة التي تليق بهم. السمراء التونسية رفعت صوتها عالياً في رحاب هذه الهيئة مطالبة بإنشاء الهيئة الوطنية المستقلة لإصلاح الإعلام والاتصال سنة 2011 فكان لها ذلك لتبصر أول هيئة مستقلة تعنى بالشأن الإعلامي في تونس النور، بعد أن كان هذا الملف من اختصاص النظام القائم يوجهه كيفما يشاء، وبالطريقة التي تناسبه روايته للأحداث، ونظرته للصحافة ودور الصحافيين.
ولأنها مسكونة بالعمل النقابي عادت إلى مهدها الأول النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين لتتولى رئاستها بداية من سنة 2012 فكانت تعرف بالمرأة الحديدية في مواجهة كل من يريد الاعتداء على حرية الصحافة وعلى الصحافيين. وعندما شعرت أن البعض يريد احتواء الإعلام التونسي والعودة به الى مربع الاستبداد الأول، بادرت بإعلان إضراب عام في قطاع الإعلام يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول من العام 2012. وهو إضراب قادت صفوفه الأولى وكان حدثاً تاريخياً غير مسبوق في تاريخ الإعلام التونسي ليصبح حدثًا مفصليًا يؤرخ لما قبله وما بعده.
نجيبة الحمروني تلك المرأة التي اختارت الصحافة والنضال لحريتها كأسلوب حياة تبدو فتاة خجولة هادئة عندما تحادثها، صعبة المراس عنيفة غير قابلة للترويض كلّما تعلق الأمر بحرية الصحافة وبمشاغل الصحافيين، تلك الشابة السمراء الجميلة غادرتنا في عمر لا يتجاوز خمسا وأربعين سنة، لتترك الكثير من الآثار تتحدث عنها وتروي منجزاتها في الإعلام التونسي.