بالنسبة إلى العاملين في الموسيقى العربية، يبقى الفلكلور هو الأصل؛ أي أنه يمثل الجذور التي تناثرت منها أنواع الموسيقى المتباينة. انطلاقاً من هذا الواقع، يحاول الفنانون والفنانات العرب، كل فترة وأخرى، العودة إليه، ساعين إلى الدمج بين زمنين، لتخرج إلينا أعمال فلكلورية في قالب معاصر.
مناسبة الحديث هذا، هو صدور أغنيتين عربيتين في هذا القالب الفلكلوري المعاصر؛ "بنت أكابر" لـ أصالة نصري، و"ملعون أبو العشق" لنجوى كرم.
نبدأ من أصالة التي رغم جنسيتها السورية، إلا أنها ككثير من فناني المشرق العربي، قدّمت قسماً كبيراً من أغانيها باللهجة المصرية. هذه المرة في إصدارها الجديد، "بنت أكابر"، تذهب صاحبة "يا مجنون" أبعد من مجرد الغناء باللهجة المصرية البيضاء، فتطعم أغنيتها باللكنة الصعيدية.
فبعد النجاح الكبير لأغنية "منازل" لأصالة (2014) قررت الفنانة السورية الدخول أكثر إلى عالم الفلكلور المصري، وتقديم أغنية معتمدة على الشكل الصعيدي في الكلمات التي كتبها محمد أبو نعمة في أول تعاون له بينهما. ورغم أن أصالة حصلت على الأغنية وسجلتها العام الماضي، إلا أنها لم تطرحها إلا في الأسابيع السابقة. وقد اعتمد أبو نعمة على "فن الواو" في كتابة الأغنية، وهو طريقة في نظم الشعر تُسمى مربعات. وباستخدام اللغة الشعبية الصعيدية. هكذا نجد عبارات مثل: "بتسوى منه علي جنابي.. يظهر ما يعرفش جنابي".
كما نجد في المقطع الثاني لأصالة "مع إن توبه ماهوش توبي.. طالع في قدري ومكتوبي". يبدو واضحاً الاقتراب بشكل كبير من أغنية "يا شمس يا منورة غيبي" من مسلسل يحيى الفخراني "الليل وآخره". المقطع الأخير، نجد فيه تناصاً في الأداء بينها وبين دنيا مسعود، والأخيرة مشهورة بغناء الفلكلور المصري عامة والصعيدي خاصة.
أما محور الأغنية، فهو الغزل، الحب بكل حالاته، وهو أحد أهم دروب الغناء الفلكلوري، من الصعيد إلى لبنان. لذلك، نجد أن القاسم المشترك بين أغنية أصالة وأغنية نجوى كرم، أنهما تدوران في فلك الحب والغزل والهجران، مع اختلاف المفردات واللهجة. مع نجوى كرم، كانت الكلمات من كتابة عامر لاوند، الذي اعتمد على البساطة في القافية، والكلمات والصور الشعرية، كتأكيد على فكرة الفلكلور.
تتنقل الألحان والتوزيعات في العملين بين الآلات الموسيقية المعبرة عن الفلكلور، فنجد المزمار والربابة في أغنية أصالة، واليرغول لدى نجوى، ونجد إلى جانب ذلك، الموسيقى المعاصرة والتوزيعات الـ"تكنو" المتداخلة معها.
أما في التسجيل نفسه، فيختلف العملان لناحية الكورس. في "ملعون أبو العشق" لنجوى كرم، الكورس عبارة عن خليط من الأصوات النسائية والرجالية، وهو ما أضاف الكثير لأجواء الأغنية، كما أنّ الفيديو كليب الذي تم تصويره بشكل تلقائي في شوارع بيروت، مع رقص الجماهير للدبكة، ساهم بشكل أساسي في نجاح العمل (23 مليون مشاهدة على يوتيوب).
من جهتها، لم تستعن أصالة بأي كورس، واكتفت بإعادة المذهب بصوتها، وذلك أضعف من شكل الأغنية المعتمدة على قالب الفلكلور؛ إذ إن الكورس أساسي وهام في أداء الفلكلور.
في النهاية، نحن أمام أغنيتي بوب تستقيان كثيراً من الفلكلور، بشكل سلس وقادر على خطف الأذن من المرة الأولى.
تقف أصالة إذاً مجدداً على حدود الفلكلور المصري، بينما تبقى نجوى كرم المغنية الأكبر سناً وتاريخاً من أصالة، متمسكة بعهدها بعدم الغناء باللهجة المصرية، هي صاحبة مقولة "سأغني باللهجة المصرية عندما يغني عمرو دياب وأنغام باللهجة اللبنانية"، إلى جانب إصرارها على أنها لا تجيد اللهجة المصرية: "شاع أني لا أحب الغناء باللهجة المصرية، ولكني أؤكد أني تربيت على الطرب المصري الأصيل وأغاني محمد عبد الوهاب وحليم، لكني لا أجيد اللهجة المصرية، لذلك لن أغامر بنطق أي حرف بطريقة خاطئة".
نبدأ من أصالة التي رغم جنسيتها السورية، إلا أنها ككثير من فناني المشرق العربي، قدّمت قسماً كبيراً من أغانيها باللهجة المصرية. هذه المرة في إصدارها الجديد، "بنت أكابر"، تذهب صاحبة "يا مجنون" أبعد من مجرد الغناء باللهجة المصرية البيضاء، فتطعم أغنيتها باللكنة الصعيدية.
فبعد النجاح الكبير لأغنية "منازل" لأصالة (2014) قررت الفنانة السورية الدخول أكثر إلى عالم الفلكلور المصري، وتقديم أغنية معتمدة على الشكل الصعيدي في الكلمات التي كتبها محمد أبو نعمة في أول تعاون له بينهما. ورغم أن أصالة حصلت على الأغنية وسجلتها العام الماضي، إلا أنها لم تطرحها إلا في الأسابيع السابقة. وقد اعتمد أبو نعمة على "فن الواو" في كتابة الأغنية، وهو طريقة في نظم الشعر تُسمى مربعات. وباستخدام اللغة الشعبية الصعيدية. هكذا نجد عبارات مثل: "بتسوى منه علي جنابي.. يظهر ما يعرفش جنابي".
كما نجد في المقطع الثاني لأصالة "مع إن توبه ماهوش توبي.. طالع في قدري ومكتوبي". يبدو واضحاً الاقتراب بشكل كبير من أغنية "يا شمس يا منورة غيبي" من مسلسل يحيى الفخراني "الليل وآخره". المقطع الأخير، نجد فيه تناصاً في الأداء بينها وبين دنيا مسعود، والأخيرة مشهورة بغناء الفلكلور المصري عامة والصعيدي خاصة.
أما محور الأغنية، فهو الغزل، الحب بكل حالاته، وهو أحد أهم دروب الغناء الفلكلوري، من الصعيد إلى لبنان. لذلك، نجد أن القاسم المشترك بين أغنية أصالة وأغنية نجوى كرم، أنهما تدوران في فلك الحب والغزل والهجران، مع اختلاف المفردات واللهجة. مع نجوى كرم، كانت الكلمات من كتابة عامر لاوند، الذي اعتمد على البساطة في القافية، والكلمات والصور الشعرية، كتأكيد على فكرة الفلكلور.
تتنقل الألحان والتوزيعات في العملين بين الآلات الموسيقية المعبرة عن الفلكلور، فنجد المزمار والربابة في أغنية أصالة، واليرغول لدى نجوى، ونجد إلى جانب ذلك، الموسيقى المعاصرة والتوزيعات الـ"تكنو" المتداخلة معها.
أما في التسجيل نفسه، فيختلف العملان لناحية الكورس. في "ملعون أبو العشق" لنجوى كرم، الكورس عبارة عن خليط من الأصوات النسائية والرجالية، وهو ما أضاف الكثير لأجواء الأغنية، كما أنّ الفيديو كليب الذي تم تصويره بشكل تلقائي في شوارع بيروت، مع رقص الجماهير للدبكة، ساهم بشكل أساسي في نجاح العمل (23 مليون مشاهدة على يوتيوب).
من جهتها، لم تستعن أصالة بأي كورس، واكتفت بإعادة المذهب بصوتها، وذلك أضعف من شكل الأغنية المعتمدة على قالب الفلكلور؛ إذ إن الكورس أساسي وهام في أداء الفلكلور.
في النهاية، نحن أمام أغنيتي بوب تستقيان كثيراً من الفلكلور، بشكل سلس وقادر على خطف الأذن من المرة الأولى.
تقف أصالة إذاً مجدداً على حدود الفلكلور المصري، بينما تبقى نجوى كرم المغنية الأكبر سناً وتاريخاً من أصالة، متمسكة بعهدها بعدم الغناء باللهجة المصرية، هي صاحبة مقولة "سأغني باللهجة المصرية عندما يغني عمرو دياب وأنغام باللهجة اللبنانية"، إلى جانب إصرارها على أنها لا تجيد اللهجة المصرية: "شاع أني لا أحب الغناء باللهجة المصرية، ولكني أؤكد أني تربيت على الطرب المصري الأصيل وأغاني محمد عبد الوهاب وحليم، لكني لا أجيد اللهجة المصرية، لذلك لن أغامر بنطق أي حرف بطريقة خاطئة".