نتابع حلقة اليوم في فقرة "نجوم من الماضي"، باسم غيّر مفاهيم الدفاع، إذ كان قائداً ميدانياً مذهلاً، وصاحب أداء رائع، حمل فريقه إلى النجومية، وكان ملهماً لكل من عايشه، إن من حيث أخلاقه أو حتى قوة شخصيته.
باولو مالديني رمز الأناقة الدفاعية، لاعب لم تنجب الملاعب الإيطالية له مثيلاً، حفر اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ نادي ميلان، مدافع صلب، وقائد عظيم، قصة لاعب يجسد الوفاء والعشق الأبدي للنادي الذي لعب في صفوفه، فحكاية باولو تجعل عاشق كرة القدم يستمتع بإنجازاته الرائعة.
خاض مالديني أكثر من 900 مباراة مع النادي اللومباردي، منها 647 لقاء في الدوري الإيطالي، سجل خلال مسيرته الممتدة من سنة 1984 حتى عام 2009، ثلاثاً وثلاثين هدفاً. يعتبر باولو أفضل مدافع مرّ في تاريخ "معقل دفاع إيطاليا"، حيث تمتع بقوة بدنية هائلة، وذكاء خارق للعادة في افتكاك الكرات، بالإضافة، إلى الانطلاقات الصاروخية من الخط الدفاعي إلى الهجومي.
التحق في سن العاشرة بالفئات الصغرى في نادي ميلان، وفرض أسلوبه الراقي بطريقة تمركزه في الميدان، وأسكت كل من نعته بمدلل أبيه تشيزاري، فبنى لفسه اسماً كبيراً، وفأثبت علو كعبه في 20 يناير/كانون الثاني عام 1985 أمام أودينزي، لم يكن يتجاوز آنذاك السادسة عشرة، ليصبح في الموسم الذي تلاه لاعباً أساسياً، وكانت أول مباراة له مع المنتخب الإيطالي في سنة 1988 أمام يوغسلافيا.
حقّق مالديني الأسطوري خمسة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، إذ جاور العديد من اللاعبين الكبار، أمثال فان باستن وخوليت، ونيستا، وروي كوستا، ووياه، والكثير من اللاعبين الآخرين، وففاز ببطولة الدوري الإيطالي سبع مرات، وبطولات أخرى عدة.
ولعل ما يدعو للحسرة في مسيرة باولو الرياضية، حيث تعرض لبعض النكسات، منها صحبة فريقه ميلان ومنتخب بلاده إيطاليا، ففي نهائي 1994، خسر الأزوري بركلات الجزاء، وعاد وسقط أمام فرنسا في أمم أوروبا عام 2000، وكان السقوط الأصعب أمام ليفربول في موسم 2005 في نهائي دوري الأبطال حين سجّل باولو الهدف الافتتاحي، قبل أن يقلب جيرارد وزملاؤه الطاولة، ولطالما كان مثالاً للرجل الخلوق، فنعتته الجماهير "بالرجل النبيل"، وحجبت إدارة ميلان الرقم 3 الخاص بالأسطورة مالديني.
اقرأ أيضاً: نجوم من الماضي.. جاليوكا باليوكا حارس من زمن الكبار