نجوم من الماضي..قصة زانيتي..من عامل بناء إلى أسطورة كروية

نتابع اليوم فقرة "نجوم من الماضي"، وسنتناول في هذه الحلقة، قصة مؤثرة عن نجم جمع بين العمل الشاق وعشق الكرة، ليصل في نهاية الأمر إلى مراده، ويصبح أحد أعظم لاعبي الأرجنتين والعالم.

جمع بين كرة القدم والتعليم والعمل في آنٍ واحد، هو خافيير زانيتي، الذي ولد في أزقة فقيرة، تربى على مساعدة والده في البناء، ثم يعود ليسلم عبوات الحليب إلى المنازل، من  دون إهمال حبه لكرة القدم. فكان يقوم بواجباته ثم يذهب إلى ملعب كرة القدم، في أحياء مدينة بوينس آيرس الأرجنتينية.

زانيتي ابن بلاد الفضة، بدأ خطواته الأولى في عالم المستديرة، في نادي تلايراس وبانفيلد، لكنه رحل بعدها إلى القارة العجوز، حيث كانت كرة القدم هناك، تشهد طفرة في المستوى، وانتشاراً واسعاً غير مسبوق، وكان خياره الأول والأخير، نادي إنتر ميلان الإيطالي، والذي جسد صحبته قصة وفاء خيالية، جعلته أحد أعظم أساطير النادي على مرّ تاريخه.

بدأت رحلة "إلكابيتانو" مع النيراتزوري في 20 أغسطس/آب 1995، وكانت تلك المباراة الأولى له في المسيرة العملاقة، التي كللها بالكثير من الألقاب على المستوى المحلي والأوروبي والعالمي، فزانيتي، حقق لقب دوري أبطال أوروبا، إذ حمل الكأس الغالية في موسم 2010، كما أنه فاز بلقب الدوري الإيطالي في أكثر من مناسبة، بالإضافة إلى الكأس المحلية والعالمية، وكأس الإتحاد الأوروبي. وشارك في 957 مباراة مع الأندية التي لعب بها، وفي كافة المسابقات سجل خلالها 26 هدفاً، ومثّل منتخب بلاده الأرجنتين في 145 مباراة، حقق خلالها 5 أهداف.

يلقب زانيتي في أحيان كثيرة "بالتراكتور"، وذلك إشارة إلى قوته البدنية الهائلة وقدرته على التحمل، وجريه المستمر في الملعب، وقطعه للكيلومترات بكل سهولة وسرعة، فقد عرف بذكائه الكبير في قيادة الفريق، ولياقته العالية، وهو الذي بدأ مسيرته كجناح هجومي، لكنه عاد ليكون أنجح اللاعبين في الرواق الخلفي، حيث كان ينطلق بالكرة كالسهم ليتخطى عدداً كبيراً من اللاعبين، معتمداً على سرعته الانفجارية، والتي كانت تتعب خصومه في الكثير من الأوقات.

حقق لاعب التانغو السابق الكثير من الأرقام القياسية، حيث أصبح في موسم 2010 أكبر لاعب يسجل في دوري الأبطال خلال مبارة فريقه أمام توتنهام، ونذكر أيضاً تحطيمه لرقم جوسيبي بيرغومي من حيث عدد المشاركات في الدوري الإيطالي "كالتشو"، وأعلن أعتزاله في ملعب الجوزيبي مياتزه في 29 أبريل/نيسان 2014، حيث ودعه الجميع في جوّ أعاد ذكريات الزمن الجميل مع صولاته وجولاته، وحجبت إداراة نادي إنتر في 2014 الرقم 4  تمجيداً لعطائات زانيتي.

اقرأ أيضاً: