يتطلب احتراف كرة القدم تحمّل اللاعبين أو المدربين لضغط عصبي شديد باعتبارها الرياضة الأكثر شعبية في العالم ويدرك كل فرد بالمنظومة أن الخطأ الواحد قد يكلف بطولة وقد يبكي مدينة أو دولة بأكملها، وهو ما يدفع كثيرين للجوء لعيادات الطب النفسي تأثراً بالضغط الهائل من ملايين المشجعين ووسائل الاعلام.
وتحدث النجم الأرجنتيني أنخل دي ماريا مؤخراً عن معاناته نفسياً بعد خسارة منتخب بلاده في نهائي كأس العالم 2014 أمام ألمانيا حيث إنه لجأ لطبيب مختص، ولكنه لم يكن يتلقى علاجاً بسبب الخسارة نفسها، وإنما بسبب السخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو فيما يعرف بالـ"كوميكس" بلغة الانترنت.
وتفيد دراسة بأن واحداً من كل ثلاثة لاعبين يعاني من أمراض نفسية تتعلق بالاكتئاب أو القلق لذا يرى خبراء ضرورة وجود طبيب نفسي في كل فريق بخلاف أطباء علاج الإصابات والتأهيل البدني.
وظهرت مطالبات بتعميم هذه القضية لتصبح حديث العالم واعتبارها لا تقلّ أهمية عن قضية فساد الفيفا التي استدعت حملة تطهير تاريخية أطاحت بالرئيس سيب بلاتر خاصة أن الأمر يخص أكثر من ثلث لاعبي كرة القدم سواء الحاليين أو المعتزلين.
وبحسب إحصائية الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) شملت 826 لاعباً عام 2015 فإن نسبة اللاعبين الحاليين الذين يعانون من أمراض نفسية تبلغ 38% بينما تبلغ 35% بين المعتزلين. وهذه نسبة ضخمة إذا ما قورنت بنسبة من يعانون من اضطرابات نفسية داخل مجتمع بأكمله إذ تتراوح النسبة بين 13 و17%.
ويعد السبب الرئيسي وراء أمراض الاكتئاب والتوتر هو الإصابات والآلام البدنية، وتزداد المعاناة النفسية لمن تعرضوا لثلاث أو أربع إصابات طويلة خلال مسيرتهم.
وتقول الطبيبة إيفا موييخا المختصة بعلاج الرياضيين إنه من المؤسف تجاهل الأضرار النفسية للاعبين داخل الأندية واعتبارها من الأمور الثانوية، وأضافت "لا يؤخذ في الاعتبار عادة اللجوء لمختصين نفسيين عند تعرض اللاعبين لإصابات خطيرة لكن في الواقع فإن العلاج النفسي يحسن الاستعداد الداخلي لدى اللاعب للتعافي ويساعد على العودة للملاعب في وقت أسرع".
وضربت إيفا مثالاً بالدوري الاسباني مشيرة إلى وجود أربعة أو خمسة أندية فقط تستعين بأطباء نفسيين لمساعدة اللاعبين مثل برشلونة وأتلتيكو مدريد. لكن زاد الاهتمام بالطب النفسي بشكل أكبر في رياضات أخرى مثل السباحة وألعاب القوى ورياضات المحركات.
ولا يعني ترك الملاعب الابتعاد عن الضغوط إذ يعاني كثير من اللاعبين المعتزلين بسبب الخوف من المستقبل والاكتئاب بعد الابتعاد عن الأضواء والتوقف عن ممارسة الرياضة والتقدم في العمر. ولعل المثال الأبرز هو الإنكليزي كلارك كارليسل رئيس جمعية اللاعبين المعتزلين الذي حاول الانتحار في 2014.
وفي 2011 انتحر جاري سبيد مدرب منتخب ويلز عن عمر 42 عاماً رغم أنه بدا شخصاً سعيداً فاز بالدوري الإنكليزي الممتاز مع ليدز يونايتد وحقق سلسلة انتصارات متتالية غير معتادة مع منتخب ويلز المغمور آنذاك.
ويوجد مرض نفسي شهير يدعى "متلازمة الاحتراق النفسي" يصيب الأشخاص بعد التوقف عن ممارسة الأنشطة الرياضية ومن أعراضه الخمول والإنهاك.
وذكرت مجلة (فور فور تو) البريطانية أن 78% من اللاعبين المحترفين في إنكلترا واسكتلندا مروا بفترات اكتئاب ليس فقط بسبب النتائج السلبية أو الهجوم من الجماهير ووسائل الاعلام وإنما للتعرض للعنصرية.
وانتحر اللاعب الإنكليزي جاستن فاشانو، وهو أول لاعب أسمر البشرة ينتقل مقابل أكثر من مليون جنيه استرليني، وذلك عام 1998 بعد معاناته من التمييز.
كما انتحر روبرت إنكه الحارس السابق لبرشلونة وبنفيكا وهانوفر في 2009 بعدما تضرر نفسياً من وفاة إبنته رغم أنه كان مرشحاً بقوة للمشاركة مع منتخب المانيا في كأس العالم 2010.
ومن أشهر نماذج اللاعبين المشاهير الذين لجأوا للطب النفسي المهاجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز وذلك بعد خسارة نهائي كوبا أميركا فبسبب شعوره بالحزن زاد وزنه ستة كيلوجرامات كما تأثر مستواه في الملعب بشدة. وقال تيفيز "عندما أهدرت إحدى ركلات الترجيح في النهائي شعرت بأنها نهاية العالم. دخلت في نوبة اكتئاب".
وبسبب الضغوط الشديدة ليستمر كأفضل حارس في العالم اضطر الأسطورة الإيطالي جيانلويجي بوفون للجوء للعلاج النفسي في الفترة بين عامي 2003 و2004 وعانى من التوتر المرضي خوفاً من ارتكاب أخطاءٍ في مباريات تكلف فريقه الخسارة.
وقال بوفون عن هذه المعاناة :"كنت بحاجة لأن أحب نفسي بشكل أكبر. لم أكن أستمتع بالحياة أو بصحبة الأشخاص المقربين مني وكنت أفكر فقط في كرة القدم..لكن هذه المعاناة ساعدتني لاحقاً على أن أصبح قوياً وناضجاً وكانت مقاومة الاكتئاب أفضل تصدٍّ لي في مسيرتي".
وكان بويان كركيتش موهبة واعدة في برشلونة، لكنه شعر باكتئاب شديد بعد استبعاده من منتخب إسبانيا في يورو 2008 عندما أحرز اللقب ومن بعدها تدهور مستواه وفشل في الاستمرار مع البرسا وتنقل بين عدة أندية دون نجاح يُذكر.
وعانى مواطنه خيسوس نافاس من اكتئاب، ولكن لسبب مختلف وهو قضاء فترات طويلة في المعسكرات والسفر بعيداً عن العائلة مع فريقه اشبيلية ومنتخب اسبانيا، وهو ما جعله يستمر في صفوف النادي الأندلسي ورفض عروض الاحتراف لفترة طويلة قبل أن يقاوم مخاوفه لينتقل إلى مانشستر سيتي الإنكليزي إلا أنه عاد مؤخراً لإشبيلية.
وكان البرازيلي أدريانو مشروع أسطورة عالمياً بعد تألقه مع الإنتر الايطالي، لكنه لم يصل إلى مستوى رونالدو أو رونالدينيو وتضرر نفسياً بعد وفاة والده ودخل في فترة اكتئاب بين 2005 و2009 وبدا أنه لم يتعافَ بعدما أدمن الكحول والمخدرات وانضم لعصابات إجرامية في البرازيل.
ويعطي أطباء نصائح للاعبين لتجنب هذه المعاناة مثل عدم اعتبار الإخفاق الرياضي فشلاً شخصياً والتدريب على استرخاء الذهن والابتعاد عن الضغوط عبر سماع الموسيقى قبل المباريات على سبيل المثال وتوعية المدربين بالتركيز على الجوانب الايجابية عند حدوث نتائج سلبية.
كما يوصي الأطباء باعتبار النشاط الرياضي نوعاً من التسلية والترفيه في المقام الأول رغم تحول كرة القدم إلى تجارة تدر الملايين ومصدر سعادة أو حزن للشعوب.
وتحدث النجم الأرجنتيني أنخل دي ماريا مؤخراً عن معاناته نفسياً بعد خسارة منتخب بلاده في نهائي كأس العالم 2014 أمام ألمانيا حيث إنه لجأ لطبيب مختص، ولكنه لم يكن يتلقى علاجاً بسبب الخسارة نفسها، وإنما بسبب السخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو فيما يعرف بالـ"كوميكس" بلغة الانترنت.
وتفيد دراسة بأن واحداً من كل ثلاثة لاعبين يعاني من أمراض نفسية تتعلق بالاكتئاب أو القلق لذا يرى خبراء ضرورة وجود طبيب نفسي في كل فريق بخلاف أطباء علاج الإصابات والتأهيل البدني.
وظهرت مطالبات بتعميم هذه القضية لتصبح حديث العالم واعتبارها لا تقلّ أهمية عن قضية فساد الفيفا التي استدعت حملة تطهير تاريخية أطاحت بالرئيس سيب بلاتر خاصة أن الأمر يخص أكثر من ثلث لاعبي كرة القدم سواء الحاليين أو المعتزلين.
وبحسب إحصائية الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) شملت 826 لاعباً عام 2015 فإن نسبة اللاعبين الحاليين الذين يعانون من أمراض نفسية تبلغ 38% بينما تبلغ 35% بين المعتزلين. وهذه نسبة ضخمة إذا ما قورنت بنسبة من يعانون من اضطرابات نفسية داخل مجتمع بأكمله إذ تتراوح النسبة بين 13 و17%.
ويعد السبب الرئيسي وراء أمراض الاكتئاب والتوتر هو الإصابات والآلام البدنية، وتزداد المعاناة النفسية لمن تعرضوا لثلاث أو أربع إصابات طويلة خلال مسيرتهم.
وتقول الطبيبة إيفا موييخا المختصة بعلاج الرياضيين إنه من المؤسف تجاهل الأضرار النفسية للاعبين داخل الأندية واعتبارها من الأمور الثانوية، وأضافت "لا يؤخذ في الاعتبار عادة اللجوء لمختصين نفسيين عند تعرض اللاعبين لإصابات خطيرة لكن في الواقع فإن العلاج النفسي يحسن الاستعداد الداخلي لدى اللاعب للتعافي ويساعد على العودة للملاعب في وقت أسرع".
وضربت إيفا مثالاً بالدوري الاسباني مشيرة إلى وجود أربعة أو خمسة أندية فقط تستعين بأطباء نفسيين لمساعدة اللاعبين مثل برشلونة وأتلتيكو مدريد. لكن زاد الاهتمام بالطب النفسي بشكل أكبر في رياضات أخرى مثل السباحة وألعاب القوى ورياضات المحركات.
ولا يعني ترك الملاعب الابتعاد عن الضغوط إذ يعاني كثير من اللاعبين المعتزلين بسبب الخوف من المستقبل والاكتئاب بعد الابتعاد عن الأضواء والتوقف عن ممارسة الرياضة والتقدم في العمر. ولعل المثال الأبرز هو الإنكليزي كلارك كارليسل رئيس جمعية اللاعبين المعتزلين الذي حاول الانتحار في 2014.
وفي 2011 انتحر جاري سبيد مدرب منتخب ويلز عن عمر 42 عاماً رغم أنه بدا شخصاً سعيداً فاز بالدوري الإنكليزي الممتاز مع ليدز يونايتد وحقق سلسلة انتصارات متتالية غير معتادة مع منتخب ويلز المغمور آنذاك.
ويوجد مرض نفسي شهير يدعى "متلازمة الاحتراق النفسي" يصيب الأشخاص بعد التوقف عن ممارسة الأنشطة الرياضية ومن أعراضه الخمول والإنهاك.
وذكرت مجلة (فور فور تو) البريطانية أن 78% من اللاعبين المحترفين في إنكلترا واسكتلندا مروا بفترات اكتئاب ليس فقط بسبب النتائج السلبية أو الهجوم من الجماهير ووسائل الاعلام وإنما للتعرض للعنصرية.
وانتحر اللاعب الإنكليزي جاستن فاشانو، وهو أول لاعب أسمر البشرة ينتقل مقابل أكثر من مليون جنيه استرليني، وذلك عام 1998 بعد معاناته من التمييز.
كما انتحر روبرت إنكه الحارس السابق لبرشلونة وبنفيكا وهانوفر في 2009 بعدما تضرر نفسياً من وفاة إبنته رغم أنه كان مرشحاً بقوة للمشاركة مع منتخب المانيا في كأس العالم 2010.
ومن أشهر نماذج اللاعبين المشاهير الذين لجأوا للطب النفسي المهاجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز وذلك بعد خسارة نهائي كوبا أميركا فبسبب شعوره بالحزن زاد وزنه ستة كيلوجرامات كما تأثر مستواه في الملعب بشدة. وقال تيفيز "عندما أهدرت إحدى ركلات الترجيح في النهائي شعرت بأنها نهاية العالم. دخلت في نوبة اكتئاب".
وبسبب الضغوط الشديدة ليستمر كأفضل حارس في العالم اضطر الأسطورة الإيطالي جيانلويجي بوفون للجوء للعلاج النفسي في الفترة بين عامي 2003 و2004 وعانى من التوتر المرضي خوفاً من ارتكاب أخطاءٍ في مباريات تكلف فريقه الخسارة.
وقال بوفون عن هذه المعاناة :"كنت بحاجة لأن أحب نفسي بشكل أكبر. لم أكن أستمتع بالحياة أو بصحبة الأشخاص المقربين مني وكنت أفكر فقط في كرة القدم..لكن هذه المعاناة ساعدتني لاحقاً على أن أصبح قوياً وناضجاً وكانت مقاومة الاكتئاب أفضل تصدٍّ لي في مسيرتي".
وكان بويان كركيتش موهبة واعدة في برشلونة، لكنه شعر باكتئاب شديد بعد استبعاده من منتخب إسبانيا في يورو 2008 عندما أحرز اللقب ومن بعدها تدهور مستواه وفشل في الاستمرار مع البرسا وتنقل بين عدة أندية دون نجاح يُذكر.
وعانى مواطنه خيسوس نافاس من اكتئاب، ولكن لسبب مختلف وهو قضاء فترات طويلة في المعسكرات والسفر بعيداً عن العائلة مع فريقه اشبيلية ومنتخب اسبانيا، وهو ما جعله يستمر في صفوف النادي الأندلسي ورفض عروض الاحتراف لفترة طويلة قبل أن يقاوم مخاوفه لينتقل إلى مانشستر سيتي الإنكليزي إلا أنه عاد مؤخراً لإشبيلية.
وكان البرازيلي أدريانو مشروع أسطورة عالمياً بعد تألقه مع الإنتر الايطالي، لكنه لم يصل إلى مستوى رونالدو أو رونالدينيو وتضرر نفسياً بعد وفاة والده ودخل في فترة اكتئاب بين 2005 و2009 وبدا أنه لم يتعافَ بعدما أدمن الكحول والمخدرات وانضم لعصابات إجرامية في البرازيل.
ويعطي أطباء نصائح للاعبين لتجنب هذه المعاناة مثل عدم اعتبار الإخفاق الرياضي فشلاً شخصياً والتدريب على استرخاء الذهن والابتعاد عن الضغوط عبر سماع الموسيقى قبل المباريات على سبيل المثال وتوعية المدربين بالتركيز على الجوانب الايجابية عند حدوث نتائج سلبية.
كما يوصي الأطباء باعتبار النشاط الرياضي نوعاً من التسلية والترفيه في المقام الأول رغم تحول كرة القدم إلى تجارة تدر الملايين ومصدر سعادة أو حزن للشعوب.