نجوم في الدراما لا تبتعلها البطولات

07 يونيو 2018
رفيق علي أحمد (افيسبوك)
+ الخط -
يواجه أبطال المسلسلات التي تُعرض حاليًا، مجموعة من المحترفين، الذين يتفوقون عليهم أحياناً في الأداء، ويطبق عليهم مجموعة الصف الثاني من الممثلين. أسماء كثيرة استطاعت تخطي حاجز التهميش المفروض، والصعود إلى مرتبة "النجوم"، نظراً إلى التلقائية التي ظهرت في الأدوار المسنودة إليهم.
رندة كعدي، وختام اللحام، ورفيق علي أحمد لهم تاريخ في التمثيل، وهم عاصروا رواد المسرح والتلفزيون من البدايات، في لبنان، لكنهم في السنوات الأخيرة استطاعوا التقدم بشكل كبير في المساحة الصغيرة للدراما اللبنانية، وما يُعرف بالمشتركة. في عام 2011، لم يكن سهلاً إقناع رفيق علي أحمد بالتمثيل في مسلسل لبناني. المسرحي العتيق الذي بنى شهرته على موهبة تفوقت على نص يكتبه، حملته عام 2011 إلى عالم الدراما، فقام بدور والد الفنانة صباح في مسلسل "الشحرورة"، إنتاج صادق الصباح، وبطولة كارول سماحة. استغل رفيق علي أحمد حرفيته العالية في أداء دور والد صباح، ما فتح أمامه أبواب النجاح؛ فطُلب للمشاركة، عام 2013، في بطولة مسلسل "جذور"، إنتاج مفيد الرفاعي، كما شارك في بعض المسلسلات السورية اللبنانية، مثل "قناديل العشاق"، وهو اليوم يشارك في مسلسل "الهيبة"، ويتخذ من الدور نفَسًا جديداً، إذ يؤدي دور رجل أعمال يحاول التأقلم مع مجتمع التهريب والثأر، ويحاول الربط بين مصالحه والصداقة مع عائلة "شيخ الجبل"، خصوصاً أنه كان مقرباً وصديقاً لرأس العائلة "سلطان شيخ الجبل". لكن، بعد وفاة هذا الأخير، تشعر العائلة أنه انقلب عليها. يبدو علي أحمد واثقاً، متماسكاً، رغم مساحة الدور التي لا تصل إلى حدود البطولة.
من جهتها، تلعب ختام اللحام دوراً تفاعليًا جيداً في مسلسل "طريق". هذه ليست المرة الأولى التي تقف فيها اللحام أمام عدسة المخرجة رشا شربتجي، لكنها أتقنت مع الوقت قدرتها في رسم دور الأم؛ امرأة سكنتها مشاكل الحياة، تدخن سجائرها، وتحاول أن تُسعد ابنتيها بأي وسيلة، لكنها لا تلبث أن تقع فريسة الأمومة أمام خيارات الأبناء، فتعود من جديد لتقوم بعد كل سقوط مكلف. قرب ختام اللحام من الناس، يجعلها تبدو مقنعة في أي حركة أو رد فعل تقوم به، حتى في تناول سجائرها، أو قلب فنجان القهوة والتبصُّر فيه لتكشف ماذا يخبئ لها المستقبل. وتحاول تغليب حكمتها عند كل المواقف الصعبة؛ فتنجح تارة، وترضخ لحكم الأبناء مرة ثانية، لكنها مقنعة تماماً.

وتعود الممثلة اللبنانية رندة كعدي في مسلسل "ومشيت"، على الرغم من عدم تحقيق المسلسل نجاحاً ملحوظاً هذا الموسم. تجيد رندة كعدي، كما الموسم الدرامي اللبناني السابق، في تقمصها للدور تحريك المشاعر، واللعب على أوتار العاطفة عند المشاهد نظراً إلى كمية الصدق التي تُبينها. في "ومشيت"، تلعب كعدي دور والدة لمجند قضى في الجيش اللبناني. صورة الأم الثكلى التي تنقلها بسمات صادقة، تُنسي المتابع أننا نشاهد مسلسلاً، بل تضج كعدي حيوية رغم حزنها البالغ على فقيدها، وتزيد من قناعة المشاهد أنها امرأة لها خبرتها في التمثيل التي تستحق أن تبرز في الأدوار الأولى، وليس فقط في الأدوار المركبة أو تلك التي تتطلب التعليم.
المساهمون