نجم بورنموث المقاتل الذي انتصر في جميع معاركه

14 نوفمبر 2018
اللاعب ويلسون يريد الظهور بأداء مُميز (Getty)
+ الخط -

"تثبت أيام مثل هذه أن العقبات التي تواجهك في الحياة لا يمكن أن تثنيك عن هدفك، يمكنك النهوض مجدداً والتعافي"، هكذا قال نجم بورنموث ومنتخب إنكلترا، بعد دقائق من استدعائه للمرة الأولى كي يحظى بشرف ارتداء قميص منتخب "الأسود الثلاثة".

ولفت كالوم ويلسون نظر مدرب المنتخب الإنكليزي غاريث ساوثغايت بعد تألقه اللافت للأنظار في البريميير ليغ حيث سجل ستة أهداف، وهو المعدل نفسه لكل من هاري كين نجم توتنهام، ورحيم سترلينغ لاعب مانشستر سيتي، وغلين موراي لاعب برايتون آند هوف ألبيون.

وساهم ويلسون في احتلال الـ(تشيريز) للمركز السادس في جدول الدوري الإنكليزي، وقد كشف أنه كان يحلم منذ الصغر بأن يصبح لاعبا كبيرا، حيث قال "ترعرعت وأنا أشاهد لاعبين مثل روني. حينما كنت ألعب مع أقراني في الشارع، كنت أتخيل نفسي مثله".

لكن حياة المهاجم الدولي الإنكليزي الصاعد لم تكن بهذا اليسر بل مليئة بالمصاعب قبل ارتدائه قميص بورنموث وخوضه غمار دوري الدرجة الأولى، وقد خرج عن صمته ليقص حكايته: "أمضيت بعض الوقت داخل ملجأ للأيتام حين كنت صغيراً للغاية"، قبل أن يمضي طفولته وشبابه مع والدته تارا وأشقائه الخمسة إثر هجر والده لهم.

ويلتقط مدرب قطاع الناشئين في نادي كوفنتري، ريتش ستيفنز، طرف الحوار كاشفا عن أنه "كان سلوكه غريبا في السابق. كان يلعب مع أصدقائه الذين كانوا أكبر منه عمرا، في الشارع حيث نشأ. كان يتخلف عن مباراتين ربما ثم يعود إلى ناشئي كوفنتري عندما كان عمره 15 عاما. كانت كرة القدم شغفه الأول، إضافة إلى رياضة (كيك بوكسينغ)".

ويعترف ويلسون بصحة النقطة الأخيرة ويعزو هوسه بهذه اللعبة العنيفة إلى أحد أقاربه، موضحا "كان ابن عمتي لاعب (كيك بوكسينغ)، وبدأت في التدرب معه حين بلغت الثالثة عشرة من عمري. علّمني الضرب، وكنت أحظى بيدّ جيدة. خضت ثلاثة نزالات وفزت فيها جميعا بالضربة القاضية. اتجهت لكرة القدم لاحقاً، لكنني ما زلت أحتفظ بالكؤوس القليلة التي فزت بها".

إلا أنه ومع بلوغه السادسة عشرة ظهرت مشكلات من نوع آخر: الإصابات، التي تلاحقت عليه مثل أهدافه. ويوضح "كنت بعمر الثامنة عشرة وكنت أتمرن مع أناس عمرهم 30 عاما يأتون للعدو وراء الكرة بعد انتهاء دوامهم. وفكرت في أنني لست راغبا في أن ينتهي بي الحال مثلهم عندما أصل لعمرهم. وتعلمت القتال".

ومع تسجيله 21 هدفا بقميص كوفنتري في دوري الدرجة الثالثة موسم 2013-2014، انتبه إليه إيدي هو، مدرب بورنموث، الذي أبدع معه في أول مواسمه مسجلا 20 هدفا، ليقود الـ(تشيريز) لدخول البريميير ليغ للمرة الأولى في تاريخهم، ليدخل عالم الصفوة من أوسع أبوابه: ثلاثة أهداف خلال الفوز على ويستهام 3-4 بملعب الأخير.

ويؤكد كالوم "كانت أول ثلاثية (هاتريك) في مسيرتي. يبدو أنني كنت أنتظر دخول البريميير ليغ كي أفعلها"، لكن كابوسا ثقيلا هاجمه: إصابة في الركبة اليمنى في سبتمبر/أيلول أبعدته عن الملاعب ولم يشف منها سوى في نهاية الموسم. وعاد في فبراير/شباط 2017 لتتلقفه إصابة أخرى في الركبة اليسرى هذه المرة.



إلا أن المهاجم المقاتل عاد في خريف العام نفسه بعد أن "واجه جميع الأوقات الصعبة ببسالة. لم أره منكسرا مطلقا. كان شخصاً إيجابياً وحيوياً للغاية"، هكذا قال المدرب إيدي هو، عن ويلسون الذي عاد بأقوى طريقة ممكنة: هاتريك آخر في شباك هاديرسفيلد، يقول عنه هو: "شعرت أنه عاد، لم تكن هناك إصابات، لم يبق هناك في الظل. فكرت: لقد عاد كالوم. أنهى الموسم الماضي بثمانية أهداف وها قد سجل ستة في بداية الموسم الجاري. إنه على مسافة هدفين من رقمه القياسي في البريميير ليغ ويطرق الكبار بابه. لكننا لن نبيعه لتشلسي".

وتتسابق أندية مانشستر يونايتد وأرسنال وليفربول للفوز بقوة وسرعة ومهارة ويلسون، اللاعب الذي انتصر في جميع معاركه ويستعد لخوض معارك أخرى لذلك "استحق استدعاءه للمنتخب"، على حد قول ساوثغايت، الذي أكد أن إنكلترا تنتظر منه الكثير.

المساهمون