أكد خالد الجبري، نجل اللواء السابق بوزارة الداخلية سعد الجبري، أن والده أقام دعوى قضائية ضد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بعد أن فشلت مساعيه على مدار 3 سنوات في استخدام كل وسائل "الدبلوماسية الهادئة والمصالحة" مع الحكومة "من دون فائدة".
وكان الجبري اليد اليمنى لوليّ العهد السعودي السابق محمد بن نايف، ويعتبر اليوم أبرز المطلوبين لمحمد بن سلمان.
وذكر الجبري، في مقابلة خاصة مع شبكة "سي أن أن" الأميركية، الجمعة، أن أسرته واجهت "حملة إرهابية غير قانونية عابرة للحدود"، كانت تسعى إلى قتل والده وأخذ شقيقيه (عمر وسارة)، المحتجزين في السعودية حاليًا، كـ"رهائن".
وكشف الجبري عن أنه كان هناك تهديد مماثل لحياة والده "قبل أسبوعين"، وأن أجهزة الاستخبارات في كندا وأميركا كانت على اطلاع بذلك. وتابع: "في النهاية، دُفعنا إلى السعي إلى المحاسبة والعدالة من خلال (رفع قضية أمام) محكمة اتحادية أميركية، ونأمل أن تساعدنا القضية الحالية في إنهاء هذا العذاب، وحرية عمر وسارة ولمّ شملهما معنا وحماية والدي، ونهاية الكابوس لعائلتي".
وقال خالد الجبري، عن الدعوى القضائية المقامة من قبل والده: "نحن نحب السعودية، وليست لدينا أجندة... نأمل أن يأتي الطرف الآخر إلى الطاولة، وأن يأتوا من أجل الدفاع عن هذه المزاعم. لا داعي لخطف الأبناء أو إرسال فرق الاغتيال".
A lawsuit filed by fmr. intel official Saad al-Jabri alleges that Saudi Crown Prince MBS sent a hit squad to kill him just days after the death of Jamal Khashoggi. In a TV exclusive, Al-Jabri's son calls it an "unlawful, transnational and global terror campaign"against his family pic.twitter.com/nxEkBS7t3a
— Christiane Amanpour (@camanpour) August 7, 2020
وجاء في الدعوى القضائية، وفق ما كشفته صحيفة "ذا ستاندرد" الكندية، الخميس، أن فرقة اغتيال خاصة تُعرف باسم "فرقة النمر" أرسلت إلى تورنتو الكندية، حيث يقيم الجبري، بعد أيام قليلة من اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده في إسطنبول، الذي تواصل السلطات السعودية إنكارها ضلوع بن سلمان فيه.
وبحسب الصحيفة، فإن فرقة الاغتيال تعقّبت الجبري إلى كندا بعد زرع برنامج تجسس في هاتفه. وبحسب فحوى الوثيقة القضائية، فإن فريق الاغتيال حمل معه "حقيبتين من أدوات الطب الشرعي، بالإضافة إلى عنصر متخصص في تنظيف مسرح الجريمة، ومدرب في قسم الأدلة الجنائية تماماً، مثل أخصائي الطب الشرعي الذي كان مسؤولاً عن تقطيع جثة خاشقجي بمنشار عظام". وتضيف الوثيقة أن أفراد الخلية حاولوا دخول كندا متخفّين، "عبر السفر من خلال فيزا سياحية، ومحاولة الدخول عبر أكشاك مختلفة".
ووفقًا للدعوى أيضاً، فقد نشر بن سلمان "شبكة عملاء سريين" في الولايات المتحدة، في محاولة منه لتعقب مكان الجبري، وقد احتك هؤلاء في أكثر من مناسبة بنجل الجبري وأصدقائه في بوسطن.
وتضاف محاولة الاغتيال المذكورة إلى سلسلة محاولات فاشلة أخرى لتعقّب الجبري منذ عام 2017، بدأت بمراسلات مباشرة من بن سلمان نفسه لإقناع الأخير بالعودة، عبر إغرائه بـ"وظيفة كبيرة" تارة، ومحاولة إقناعه بوجود مسألة حساسة تخص بن نايف وتتطلب وجوده في البلاد لأخذ مشورته؛ ثمّ تبعت ذلك محاولة استدراجه من خلال صديق قديم له التقاه في كندا، وحاول إقناعه بالعودة إلى إسطنبول "ليكون قريباً من عائلته"؛ ثمّ سعت السلطات السعودية لاستعادته عبر "إنتربول"، ثم اعتقلت ابنيه اللذين بقيا في السعودية واحتجزتهما كرهينتين للضغط عليه.