أبدت أوساط إعلامية إسرائيلية قلقاً إزاء التداعيات المحتملة لنتائج الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي المعلنة اليوم الأربعاء، والتي أعطت الغالبية للديمقراطيين في مجلس النواب، في مقابل احتفاظ الجمهوريين بغالبية مقاعد مجلس الشيوخ.
بحسب مايكل أورن، نائب الوزير في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والسفير الأسبق في واشنطن، فإنّ خسارة الجمهوريين للأغلبية في مجلس النواب، سترغم الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الانشغال بمحاولة إحراز إنجازات على صعيد السياسة الخارجية، ما قد يضطره للاهتمام بحل الصراع الفلسطيني بشكل يمثّل تحدّياً لمصالح إسرائيل.
وأوضح أورن، في مقابلة مع قناة التلفزة الإسرائيلية "13"، أنّ فقدان الجمهوريين للأغلبية في مجلس النواب، يعني أنّه لن يكون بوسع ترامب تمرير تشريعات تحقق برامجه على الصعيد الداخلي، ما يقلّص هامش المناورة أمامه، ويدفعه للاهتمام بالسياسة الخارجية.
ورأى أورن أنّ "ما يفاقم الأمور تعقيداً في الواقع، أنّ استعادة الديمقراطيين للأغلبية في مجلس النواب، ستعزّز مكانة المحقق روبرت مولر، الذي يحقق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة"، محذراً من أنّه في حال قام مولر بتضييق الخناق على ترامب، فإنّ الأخير قد يندفع لمحاولة تحقيق اختراق في أحد الملفات التي تشغل السياسة الخارجية الأميركية".
ووفق المسؤول الإسرائيلي، فإنّ "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو أحد بؤر الصراع التي يرى ترامب أنّ بوسعه معالجتها"، معرباً عن اعتقاده بأنّ "الحلول التي سيحاول ترامب فرضها، قد لا تتوافق مع الخط الذي تنتهجه الحكومة الإسرائيلية الحالية".
وفي الوقت الذي أكدت فيه استطلاعات الرأي أنّ 79% من اليهود الأميركيين صوّتوا لصالح الديمقراطيين في الانتخابات التي أجريت الثلاثاء، فقد حذر أورن من تواصل تراجع العلاقة بين اليهود الأميركيين وإسرائيل، بسبب موقف هؤلاء اليهود المناهض لترامب، وإحساسهم بأنّ الحكومة الإسرائيلية لا تراعي مصالحهم عند إدارة العلاقة مع الرئيس الأميركي.
من ناحيته، رأى أودي سيغل، مقدّم البرامج الحوارية في قناة "13"، أنّه يتوجّب على إسرائيل أن تقلق من التوجهات اليسارية التي باتت تتبناها قطاعات واسعة في الحزب الديمقراطي، والتي تتمثل في مواقف معادية لإسرائيل.
وأضاف سيغل، في تعليق، اليوم الأربعاء، على نتائج الانتخابات النصفية الأميركية، أنّ "فوز الديمقراطيين بالأغلبية في مجلس النواب، ليس هو فقط ما يوجب قلق تل أبيب، بل تركيبة القائمة الديمقراطية التي تضم يساريين من ذوي التوجهات المتطرفة الذين يتبنون مواقف معادية لإسرائيل"، حسب قوله.
ولم يستبعد سيغل أن يتجه الديمقراطيون لـ"الانتقام" من الحكومة الإسرائيلية، بسبب طابع علاقتها الحميم مع إدارة ترامب.
ويتفق يوسي ميلمان، المعلّق في صحيفة "معاريف"، مع ما ذهب إليه سيغل من "خطورة" طابع تركيبة القائمة الديمقراطية في مجلس النواب.
واعتبر، في تغريدة على حسابه على "تويتر"، اليوم الأربعاء، أنّ "انتماء الكثير من النواب الديمقراطيين الجدد إلى الأقليات العرقية، سيؤثر بشكل سلبي على مصالح إسرائيل في الولايات المتحدة".
وهناك في إسرائيل من رأى في نتائج الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي ضربة لمحاولات حكومة اليمين المتطرف في تل أبيب إنقاذ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في أعقاب تفجّر قضية اغتيال الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي.
ففي تقرير نشره موقعها اليوم، الأربعاء، أشارت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إلى أنّ الديمقراطيين في مجلس النواب بإمكانهم الآن أن يمرروا قانوناً يحظر بموجبه بيع السلاح للسعودية، كعقاب على اغتيال الصحافي السعودي. وبحسب الصحيفة، فإنّ الديمقراطيين بإمكانهم تمرير قوانين ضد روسيا بسبب تدخلها في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وفي الوقت ذاته، فإنّ أحد مسوّغات القلق الإسرائيلي من نتائج الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي، يتمثل في أنّ هذه النتائج يمكن أن تؤثر سلباً على قدرة ترامب على مواصلة تنفيذ استراتيجيته ضد إيران.
وأشار موقع صحيفة "جيروزاليم بوست"، اليوم الأربعاء، إلى أنّ الأغلبية الديمقراطية الأميركية في مجلس النواب التي رفضت قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، لن تبدي تعاوناً مع الإدارة في حملتها ضد طهران.