26 يونيو 2018
نبض الضفة ثورة لا تهدأ
استنزاف العدوّ في الضفة، من خلال العمليات المتنوعة المنتشرة في نقاط مختلفة ممتدة، وتعزيز دور المطاردين وحمايتهم، ستعمل على تقويض القوة العسكرية للعدوّ عبرَ استنزافِ مقدّراته وتكبيده خسائر مادية، وتدمير لمعنويات الجنود من خلال جرّهم إلى دائرةٍ مفرغة من المواجهات المتقطعة، فالقاعدة العسكرية تقول أرهق عدوك بالهجمات المتكررة إذا كانت قواته مستريحة، واعمل على تجزئته إذا كان موحداً، وهاجم عندما يكون عدوك أقل استعداداً، وبادر بالعمل في الوقت الذي لا يتوقعه منك عدوك.
يعتبر إقرار رئيس الشاباك (الأمن الداخلي) الإسرائيلي، أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، إحباط 480 هجوماً للمقاومة الفلسطينية في الضفة، واعتقال 590 مقاوماً منفرداً، إضافة إلى تفكيك 219 خلية لـ"حماس" في الضفة منذ بداية العام، على أن استمرار الضفة في استنزافها للاحتلال، يشكل ضربة موجعة لمشروع التنسيق الأمني، ويعزز نجاح المقاومة في تجاوز التنسيق الأمني مع الاحتلال، وأن شباب الضفة لديهم القدرة على امتلاك زمام المبادرة ومفاجأة العدو على حين غرة.
حقيقة مهمة يجب تأكيدها، هي أن أي مقاومة وثورة في التاريخ الحديث والقديم، لم تشهد خطاً بيانياً مستقيماً للعمليات المسلحة والفعل المقاوم، فهذا مستحيل تماماً، بل كانت القاعدة هي اختلاف اتجاهات الخط البياني، فتارة يرتفع وتارة ينخفض الخط البياني تبعاً للظروف الموضوعية.
ستعود وتتهيأ الظروف الممكنة لانطلاقة جديدة للمقاومة بالضفة، بعد زوال الأسباب القاهرة التي اضطرت المقاومة إلى الغياب عن المشهد. ستعود للقيام بواجبها بإذن الله تعالى، ولن تكلّ المقاومة أو تملّ حتى إعادة الحق لأهله، وأهل الضفة ورجالها أصحاب تجربة وثقة فريدة مع مقاومتهم، فالأرقام عن عدد العمليات المتزايدة وحجم الاستنزاف الذي يحدثه المطارد نعالوة للاحتلال منذ شهور في رحلة المطاردة المستمرة حتى الآن، بكل تأكيد تشير إلى أن الضفة مقبلة على الانفجار بوجه الاحتلال وأزلام التنسيق الأمني المقدس.
تشير إحصائيات العمل المقاوم التي شهدها العام الحالي، لحدوث أكثر من 4367 عملاً مقاوماً ما أدى لمقتل 11 إسرائيلياً وإصابة أكثر من 159 آخرين، من أبرزها 40 عملية إطلاق نار و33 عملية طعن ومحاولة طعن، و15 عملية دعس ومحاولة دعس، و53 عملية تم فيها إلقاء أو زرع عبوات ناسفة محلية الصنع، و262 عملية إلقاء زجاجات حارقة صوب آليات ومواقع الاحتلال العسكرية والمستوطنات.
حينما تتكلم الأرض تخرس الدعاية، فالوقائع على الأرض تتحدث وهي التي تحسم كل جدل أو ثرثرة أو دعاية مضللة، وتحدد ما إذا كانت المقاومة في الضفة في حالة تقدم أو تراجع. إذا نظرنا إلى ما يجري في الضفة الآن فإن أول ما يلفت نظرنا هو تصريحات قادة الاحتلال، وهي تحدد حقيقة ما يجري، فقد نشر عدد من محللي المواقع والقنوات العبرية مؤخراً توقعاتهم حول الأحداث الأخيرة التي شهدتها الضفة الغربية، إذ شهدت الضفة عدة عمليات وشهداء خلال الأسابيع القليلة الماضية. تال ليف رام المحلل العسكري لصحيفة معاريف العبرية، يقول إن الضفة تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في الأحداث خلال الأسابيع الماضية، فيما زعم جال برغر مراسل قناة كان العبرية، أن حركة حماس تتجهز لتنفيذ عمليات فدائية من الضفة المحتلة، في حال فشلت مباحثات التهدئة في قطاع غزة، وأضاف أن الحركة تستثمر ملايين الشواقل سنوياً لتأسيس خلايا في الضفة لاستخدامها في حال اندلاع حرب جديدة بالقطاع، إذ يشكل ذلك ضغطاً على جيش الاحتلال في التعامل مع الضفة وغزة.
وعندما يقول رئيس الشاباك نداف ارغمان إن الهدوء النسبي في الضفة مخادع، فهو يعلم مدى قناعة أهالينا في الضفة بالمقاومة المسلحة، وأنها السبيل للتخلص من الاحتلال وعدوانه، وفشل كل المحاولات الحثيثة لترهيب المواطنين من الإقدام على أي عمل مقاوم، من خلال حملات الاعتقالات والتهديد.
من بين أهم قواعد حرب العصابات قاعدة تدوير مكان العمليات العسكرية، فحينما يركز العدوّ المحتل قواه وإمكاناته في منطقة معينة، وحينما تشعر المقاومة بأن الاستمرار في الصراع في تلك الجبهة مضر لها، تتحول إلى مكان آخر أكثر مناسبة لمواصلة مقاومتها. وهذا ما أكده سن تزو عندما قال: أزعج عدوك وعكّر صفاء تفكيره، وقم بملاحظة نشاطاته وتحركاته، وأجبره على أن يكشف عن مآربه، لكي تكتشف نقاط ضعفه المحتملة.
الضفة هي الذخر الاستراتيجي للمقاومة وقوتها، وتطورها يخدم مشروع المقاومة والتحرير ويقرب من زوال الاحتلال، فعندما تكون المقاومة الفلسطينية في الضفة بخير لن تنعم أي مدينة وأي شارع في العمق الصهيوني بالأمن، وعندما تكون المقاومة في الضفة بخير لن يتجرأ المستوطنون من السير والعربدة في شوارعها ولن تتمدد المستوطنات.
هل تذكرون زمن عباس السيد وطوالبة ورائد الكرمي، وكيف شلّت إسرائيل من الداخل وزادت الهجرة العكسية، هي مقاومة الضفة التي يحاربها الكون كله، العدو والقريب، فوجود عباس هو أداة وظيفية لمحاربة المقاومة وتحطيم قدرتها على النهوض. لذلك عباس، أكد أنه يجلس مع رئيس الشاباك من أجل التنسيق الأمني، وأن هناك اتفاقاً على 99٪ من القضايا، لذلك نهوض الضفة وتطورها يعنيان نهاية مشروع الانهزام بلا رجعة، وأن تغيير البيئة الأمنية في الضفة لن يضمن تحقيق المصالحة فقط، بل سيقودنا إلى وضع القضية الفلسطينية في مسارها الصحيح.
يعتبر إقرار رئيس الشاباك (الأمن الداخلي) الإسرائيلي، أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، إحباط 480 هجوماً للمقاومة الفلسطينية في الضفة، واعتقال 590 مقاوماً منفرداً، إضافة إلى تفكيك 219 خلية لـ"حماس" في الضفة منذ بداية العام، على أن استمرار الضفة في استنزافها للاحتلال، يشكل ضربة موجعة لمشروع التنسيق الأمني، ويعزز نجاح المقاومة في تجاوز التنسيق الأمني مع الاحتلال، وأن شباب الضفة لديهم القدرة على امتلاك زمام المبادرة ومفاجأة العدو على حين غرة.
حقيقة مهمة يجب تأكيدها، هي أن أي مقاومة وثورة في التاريخ الحديث والقديم، لم تشهد خطاً بيانياً مستقيماً للعمليات المسلحة والفعل المقاوم، فهذا مستحيل تماماً، بل كانت القاعدة هي اختلاف اتجاهات الخط البياني، فتارة يرتفع وتارة ينخفض الخط البياني تبعاً للظروف الموضوعية.
ستعود وتتهيأ الظروف الممكنة لانطلاقة جديدة للمقاومة بالضفة، بعد زوال الأسباب القاهرة التي اضطرت المقاومة إلى الغياب عن المشهد. ستعود للقيام بواجبها بإذن الله تعالى، ولن تكلّ المقاومة أو تملّ حتى إعادة الحق لأهله، وأهل الضفة ورجالها أصحاب تجربة وثقة فريدة مع مقاومتهم، فالأرقام عن عدد العمليات المتزايدة وحجم الاستنزاف الذي يحدثه المطارد نعالوة للاحتلال منذ شهور في رحلة المطاردة المستمرة حتى الآن، بكل تأكيد تشير إلى أن الضفة مقبلة على الانفجار بوجه الاحتلال وأزلام التنسيق الأمني المقدس.
تشير إحصائيات العمل المقاوم التي شهدها العام الحالي، لحدوث أكثر من 4367 عملاً مقاوماً ما أدى لمقتل 11 إسرائيلياً وإصابة أكثر من 159 آخرين، من أبرزها 40 عملية إطلاق نار و33 عملية طعن ومحاولة طعن، و15 عملية دعس ومحاولة دعس، و53 عملية تم فيها إلقاء أو زرع عبوات ناسفة محلية الصنع، و262 عملية إلقاء زجاجات حارقة صوب آليات ومواقع الاحتلال العسكرية والمستوطنات.
حينما تتكلم الأرض تخرس الدعاية، فالوقائع على الأرض تتحدث وهي التي تحسم كل جدل أو ثرثرة أو دعاية مضللة، وتحدد ما إذا كانت المقاومة في الضفة في حالة تقدم أو تراجع. إذا نظرنا إلى ما يجري في الضفة الآن فإن أول ما يلفت نظرنا هو تصريحات قادة الاحتلال، وهي تحدد حقيقة ما يجري، فقد نشر عدد من محللي المواقع والقنوات العبرية مؤخراً توقعاتهم حول الأحداث الأخيرة التي شهدتها الضفة الغربية، إذ شهدت الضفة عدة عمليات وشهداء خلال الأسابيع القليلة الماضية. تال ليف رام المحلل العسكري لصحيفة معاريف العبرية، يقول إن الضفة تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في الأحداث خلال الأسابيع الماضية، فيما زعم جال برغر مراسل قناة كان العبرية، أن حركة حماس تتجهز لتنفيذ عمليات فدائية من الضفة المحتلة، في حال فشلت مباحثات التهدئة في قطاع غزة، وأضاف أن الحركة تستثمر ملايين الشواقل سنوياً لتأسيس خلايا في الضفة لاستخدامها في حال اندلاع حرب جديدة بالقطاع، إذ يشكل ذلك ضغطاً على جيش الاحتلال في التعامل مع الضفة وغزة.
وعندما يقول رئيس الشاباك نداف ارغمان إن الهدوء النسبي في الضفة مخادع، فهو يعلم مدى قناعة أهالينا في الضفة بالمقاومة المسلحة، وأنها السبيل للتخلص من الاحتلال وعدوانه، وفشل كل المحاولات الحثيثة لترهيب المواطنين من الإقدام على أي عمل مقاوم، من خلال حملات الاعتقالات والتهديد.
من بين أهم قواعد حرب العصابات قاعدة تدوير مكان العمليات العسكرية، فحينما يركز العدوّ المحتل قواه وإمكاناته في منطقة معينة، وحينما تشعر المقاومة بأن الاستمرار في الصراع في تلك الجبهة مضر لها، تتحول إلى مكان آخر أكثر مناسبة لمواصلة مقاومتها. وهذا ما أكده سن تزو عندما قال: أزعج عدوك وعكّر صفاء تفكيره، وقم بملاحظة نشاطاته وتحركاته، وأجبره على أن يكشف عن مآربه، لكي تكتشف نقاط ضعفه المحتملة.
الضفة هي الذخر الاستراتيجي للمقاومة وقوتها، وتطورها يخدم مشروع المقاومة والتحرير ويقرب من زوال الاحتلال، فعندما تكون المقاومة الفلسطينية في الضفة بخير لن تنعم أي مدينة وأي شارع في العمق الصهيوني بالأمن، وعندما تكون المقاومة في الضفة بخير لن يتجرأ المستوطنون من السير والعربدة في شوارعها ولن تتمدد المستوطنات.
هل تذكرون زمن عباس السيد وطوالبة ورائد الكرمي، وكيف شلّت إسرائيل من الداخل وزادت الهجرة العكسية، هي مقاومة الضفة التي يحاربها الكون كله، العدو والقريب، فوجود عباس هو أداة وظيفية لمحاربة المقاومة وتحطيم قدرتها على النهوض. لذلك عباس، أكد أنه يجلس مع رئيس الشاباك من أجل التنسيق الأمني، وأن هناك اتفاقاً على 99٪ من القضايا، لذلك نهوض الضفة وتطورها يعنيان نهاية مشروع الانهزام بلا رجعة، وأن تغيير البيئة الأمنية في الضفة لن يضمن تحقيق المصالحة فقط، بل سيقودنا إلى وضع القضية الفلسطينية في مسارها الصحيح.