ناهويل غونزاليز: تاريخٌ للأرقام العربية الهندية

13 نوفمبر 2019
(ملصق المحاضرة)
+ الخط -

تشير الرواية المتداولة إلى أن العرب استخدموا أرقاماً لاتينية كانت منتشرة في حوض البحر المتوسط، ثم استعاروا الأرقام الهندية منذ القرن التاسع الميلادي، مع الأخذ بالاعتبار أن سكان الجزيرة العربية والعراق استخدموا تلك الأرقام البراهمية الآتية من الهند بحكم التبادل التجاري خلال آلاف السنين.

لكن الأهمّ من ذلك كلّه، كان نظام العدّ والحساب وليس شكل الأرقام ورسمها، حيث تطوّر في شمالي الهند ما بين 1500 و500 قبل الميلاد استخدام النظام العددي والعمليات الحسابية الأساسية التي وُظّفت في علم الفلك، ثم جاء العرب المسلمون وتبنوا هذا النظام خلال العهد العباسي وأضافوا عليه الصفر والكسور العشرية.

"مختصر تاريخ الأرقام العربية الهندية" عنوان المحاضرة التي يلقيها عالم الحاسوب الهندي ناهويل غونزاليز عند الرابعة من مساء السبت المقبل، السادس عشر من الشهر الجاري، في "مكتبة قطر الوطنية" في الدوحة، ويفصّل فيها تطور الأرقام الهندية ورموزها عبر آلاف السنين.

يبدأ المحاضر بالعودة إلى العد البسيط على العظام لدى الحضارات القديمة، قبل الانتقال إلى الحروف الرسومية للأعداد البراهمية التي ذكرها كتاب "الفيدا" في سنة 1200 ق. م، والذي يبيّن كيف عبّر الهنود القدماء عن الأرقام على شكل تراكيب من الأعداد المضروبة بقوى العدد 10، وتُبرز العديد من المراجع القديمة التطور الرياضي عند قدماء الهنود ومنها قوانين الأعداد السالبة وحلول المعادلات التربيعية.

ويقف غونزاليز عند الأرقام العربية الهندية برموزها الموضعية، ورمزها الخاص الذي يعبّر عن الصفر، والتي أتت من خلال مساهمات الخوارزمي بكتابه "الجمع والتفريق في الحساب الهندي"، والكندي بمؤلَّفه "كتاب في استعمال الأعداد الهندية"، كما عمل أبو الحسن الإقليدسي على طريقة لتمثيل الكسور العشرية، ومنذ تلك الفترة تشارك الهنود والعرب في نظام عدٍ واحد، وقد التفت إلى هذه الأنظمة الأوروبيون بعد عدّة قرون من عدم الاهتمام بها.

في هذه المحاضرة، يتتبع غونزاليز "تطور هذه الرموز عبر الزمان والمكان، لنكتشف أن أساليب الحساب التي نعتبرها الآن من المسلمات قد تطورت بعد جهد جهيد ومعاناة هائلة وقدر كبير من الإبداع والتجريب والابتكار"، بحسب بيان المنظّمين.

المساهمون