رحل اليوم الباحث والأكاديمي الأردني البارز ناصر الدين الأسد، في عمّان، عن 93 عاماً وحياة حافلة بالبحث الأدبي والإنتاج النقدي وبناء المؤسسات الأكاديمية.
ولد الراحل في مدينة العقبة الأردنية عام 1922 لأب أردني وأم لبنانية، وحصل على درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز من جامعة القاهرة عام 1955 وشارك في تأسيس عدد من الجامعات الأردنية والعربية، كما حاضَر الراحل في الأردن وليبيا ومصر.
اشتهر الأسد بالتزامه وتقيّده بالمنهج العلمي من خلال 74 دراسة قدمها في مسيرة حياته، ومن أهمها أطروحته في الدكتوراه "مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية"، التي تشكل مادة سجالية قوّض خلالها ما قدمه أستاذه طه حسين في كتابه الشهير "في الشعر الجاهلي". وتنوعت مؤلفاته بين البحث والنقد والتحقيق ومنها: "الحياة الأدبية الحديثة في فلسطين والأردن حتى سنة 1950" و"نحن والعصر" و"نحن والآخر".
تبوأ الأسد مناصب عدة، وكان أول رئيس لـ"الجامعة الأردنية" في عام 1962، وأول وزير للتعليم العالي في الأردن، وسفير الأردن في السعودية، كما عمل مديراً عاماً مساعداً لـ"المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم"، ورئيساً لـ"المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية"، وعضواً في "مجلس الأعيان" الأردني.
حاز صاحب كتاب "القيان والغناء في العصر الجاهلي" جوائز وأوسمة عدة من بينها: جائزة "الملك فيصل العالمية للأدب العربي"، وجائزة "سلطان بن علي العويس الثقافية" في حقل الدراسات الأدبية والنقد، و"جائزة الدولة التقديرية في الآداب" في الأردن، ووسام "المنظمة الإسلامية للتربية والعلم والثقافة" من الدرجة الأولى.
ورغم التزامه وتقيّده الشديدين بمناهج البحث العلمي، إلاّ أنه لم يقبل فكرة تراجع اللغة العربية وتقهقرها، ولم يقدم حججاً وأمثلة مقنعة، وبدا دفاعه عنها أيديولوجياً، على غير عادته في كتبه الرصينة.