رغم الدعوات التي أطلقتها حركة فتح والقوى الوطنية والإسلامية، منذ أكثر من أسبوع، للمشاركة بفعاليات رافضة لورشة المنامة بالتزامن مع انعقادها، إلا أن تلك المشاركات لم تكن بالمستوى المطلوب الذي يتناسب مع خطورة الحدث، وهو ما دفع بصحافيين وناشطين فلسطينيين لانتقاد ما جرى، داعين لإعادة الحسابات ودراسة ما يجري.
ويؤكد الصحافي، عميد دويكات، في منشور له على حسابه في موقع "فيسبوك"، أن "حجم المشاركة في المسيرة المنددة بصفقه القرن في نابلس لم يكن بالمستوى المطلوب ولا حتى بأدنى مستوياته، محافظة بحجم نابلس كان المفروض أن تكون المسيرة أكبر مما كانت عليه بكثير".
ويتابع "ربما البعض لديه ملاحظات على هذه القضية وهو محق بها، ومن هذه الملاحظات مسؤولية من هذا الحال الذي وصلنا إليه! من أفرغ النقابات من محتواها! من زعزع ثقة الناس بالفصائل! من أفقد الناس الثقة بالحكومة! ومن أوصل الناس إلى مرحلة اليأس هذه! ورغم هذه الأسئلة إلا أن المنطق يقول: كان لا بد من الحضور لمن استطاع ولا عذر لمن غاب، فالحدث كبير جداً، والمناسبة لم تكن إحياء لانطلاقة فصيل سياسي أو مناسبة خاصة، وإنما كانت لحدث يتعلق بالقضية الوطنية بأكملها. أتمنى أن تعاد حساباتنا من جديد لنستطيع تحديد أولوياتنا واتجاه بوصلتنا".
في حين انتقدت بيسان الخاروف، على حسابها في "فيسبوك"، الحضور الخجول للمشاركين، وقالت "بكرا لما تخرفوا ولادكم كيف انباعت القضية ما تكذبوا عليهم واحكولهم انو بيوم ورشة البحرين نزلوا 20 واحد ع بيت ايل (لا يشمل اللي اجو تصوروا وراحوا) وخلصت المواجهات خلال 8 دقايق".
أما نادر داغر فقد أشار، في تعقيب له على حسابه في "فيسبوك"، إلى أنه "لو كانت المظاهرة تأييد للرئيس لتم حشد الضفة كلها لأجلها، ولكن رفضاً لمؤامرة القرن لم يتم حشد أحد، دعوة خجولة ومش مصدقينها".
أما الصحافي، حافظ أبو صبرا، فقد كتب في "فيسبوك" "لما يكون فش غير الصحافيين في مناطق التماس، أكيد الاحتلال رح يستهدفهم، مواجهة صفقة القرن تتم فقط عبر مواقع التواصل للشعب، وعبر الإعلام لأصحاب المناصب. معناها لازم نطلق على ما يجري (الصحافيون يخرجون لمناهضة صفقة القرن)".
في حين عقب المصور الصحافي أشرف النبالي في حسابه على "فيسبوك" قائلاً "أثبتت الدراسات أن الإعلاميين الأشاوس هم الغالبية العظمى في مسيرات التصدي لصفقة القرن".
بينما عقبت الصحافية، تالا حلاوة "مفهوم أنه الصحافيين والصحافيات في فلسطين عايشين في واقع مركّب، وإنه بما معناه ما بتهون عليهم يطلعوا ع الهوا يحكوا عن قضية كبيرة الشارع ما تعبّى ناس عشانها، لكن مش مفروض إنه دور الصحافة واضح؟ نقل الحدث يمكن؟".
وانتقدت حلاوة طريقة تغطية بعض الصحافيين وقالت "الحدث الحالي بقول إنه الفصائل نادت والجماهير لم تلبِ النداء. شو المشكلة إنه الصحافي يطلع ع الهوا يقول أقل من مئة متظاهر؟ أو عشرات المحتجين؟ ويجيب محلل/ة يفسر ليش فش مشاركة جماهيرية؟ ليش الصحافي حاسس حاله لازم يقول (الآلاف)؟ ليش لازم الحدث يكون ضخم عشان نغطيه؟ مش ممكن الحدث المش ضخم يكون كمان خبر؟ إنه الناس مش بالشارع وما بتلبي نداءات القوى والفصائل هاد مش خبر بحد ذاته؟".
أما الصحافي، فراس طنينة، فكتب "لليوم الثاني على التوالي، تدعو حركة فتح والقوى الوطنية إلى مسيرة، والتوجه إلى نقاط التماس، ولليوم الثاني يلبي الصحافيون الدعوة، ويحضرون إلى المدخل الشمالي لمدينة البيرة، برفقة بعض الشخصيات الوطنية. المشهد جعل جنود الاحتلال يستهدفون الصحافيين اليوم، بإطلاق قنابل الغاز بكميات هائلة في ثلاث مرات، وبطريقة الغدر، فلم يصب أحد إلا الصحافيون فقط. مش قادرين تحشدوا ناس خلي ثورتكم على مواقع التواصل الاجتماعي فقط".
في حين، عقب الصحافي، أحمد جرار، "لو ظل الإضراب بالضفة أشرف، لا يوجد أي مظاهر رافضة لصفقة القرن في الضفة اليوم سوى مسيرات خجولة. غياب الفعل الحقيقي مرتبط بقتل الروح الوطنية".
الصحافي، عميد شحادة، كتب "نمت الليلة وكل فكري إنه اليوم في مواجهات على حاجز حوارة، لا وبناء على هاي المعلومة لبست بوت طري عشان أركض، وصحيت بالليل 3 مرات عشان أشحن 3 بطاريات للكاميرا لتغطية مواجهات في مناطق التماس مع الاحتلال، وبالآخر لقيت حالي بتشعبط على منصة في نص نابلس عشان أصوِّر أناديكم وأشد على أياديكم".
في حين، كتب لطفي حرز الله على حسابه في "تويتر" "للتاريخ..اليوم فشلت كافة التيارات الوطنية بحشد مئة شخص للتوجه إلى نقاط التماس رفضاً لصفعة العصر التي آلمت جموع شعبنا، والمبكي بالأمر أن هذه الصفعة هي التي جعلت قادتنا اليوم ترى بالعين المجردة إفرازات أوسلو وباريس".