وجاءت الحملة بعد مناشدات لصفحات اجتماعية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مرفقة بصور ومقاطع تسجيلية أظهرت تعرض المارة للصعق الكهربائي خلال الأمطار، بسبب ملامستهم أعمدة الكهرباء التي يتم تثبيتها على الأرصفة، ونتيجة لغرق الشوارع.
وفي السياق، يقول الناشط عامر الدليمي: "تزايدت حالات الصعق الكهربائي أخيراً، وتوفي عدد من الشباب والأطفال بسبب أعمدة الكهرباء التي تتحول خلال الأمطار إلى خطر يقود إلى موت محتم بسبب تهالك الشبكات الكهربائية في عموم العراق".
ويضيف الدليمي لـ"العربي الجديد" "إنّ الحملة قام بها شباب متطوعون من مختلف المحافظات، وتتضمن شراء شريط لاصق بلاستيكي ولفه على العمود الكهربائي بارتفاع مترين ليكون عازلاً جيداً في حال ملامسة أحدهم العمودَ الحديدي".
وما دفع الشباب للخروج في مجموعات والتجول في الشوارع، وتغليف الأعمدة الكهربائية، هو تفاعلهم الإيجابي مع الصور والفيديوهات التي نشرت بمواقع التواصل الاجتماعي في البلاد، عن تعرض أطفال وشباب للصعق خلال مرورهم قرب أعمدة الكهرباء.
وهذا ما يوضحه مهيمن العبيدي؛ "أعمدة الكهرباء في موسم الأمطار تتحول إلى خطر حقيقي يداهم بشكل كبير التلاميذ، فبعد غرق الشوارع بمياه المطر، لا تبقى سوى ممرات ضيقة بجانب أعمدة الكهرباء يعبر منها الصغار، ما يضطرهم لملامسة الأعمدة والتعرض للصعق، وهو ما سبب وفيات عديدة للأسف".
ويبين أنّ "صفحات مواقع التواصل الاجتماعي واسعة الانتشار ساهمت كثيراً في نشر الحملة والتوعية لها، خاصة في ظل التزام الحكومة العراقية الصمت في مثل هذه المواقف، وعدم تقديم أي شيء للمواطنين، ما يجعلنا نعتمد بشكل كامل على مواقع التواصل الاجتماعي".
ومن بين الصفحات الفيسبوكية المنخرطة في الحملة "صفحة قارش وارش"، التي جاء فيها: "كتبنا قبل يومين، وكنا نتمنى أن يتم ذلك والحمد لله انطلقت حملة واسعة، نأمل أن تشمل كافة المحافظات العراقية لتغليف أعمدة الكهرباء بمواد عازلة لإنقاذ حياة الناس بعد تزايد الوفيات بسبب الصعق الكهربائي".
وأرفقت الصفحة صوراً لناشطين ومتطوعين شباب، وهم يقومون بتغليف أعمدة الكهرباء بشريط لاصق عازل لحماية المارة من التعرض للصعق الكهربائي ".
كما كتبت صفحة من بغداد "حملة كبيرة تقوم بها مجموعة من الشباب من أنحاء العراق، إذ يغلفون أعمدة الكهرباء تطوعيا حرصاً على أرواح المارة، إنها خطوة موفقة".
وأرفق الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الحملة المستمرة في معظم المحافظات العراقية، بوسم "حملة تغليف أعمدة الكهرباء".
Twitter Post
|
وأثنى مواطنون على هذه الخطوة والمبادرة التي وصفوها بالإنسانية والنبيلة، للحفاظ على أرواح المارة وخاصة الأطفال الصغار الأكثر عرضة للخطر.
ويقول راضي الربيعي من أهالي بغداد: "قبل يومين تعرض طفل صغير في منطقتنا للصعق بعد ملامسته عمودَ كهرباء خلال عودته من المدرسة، وكانت الأمطار تهطل والشوارع غارقة بالمياه، وبسبب تهالك شبكات الكهرباء تتحول الأعمدة الحديدية أثناء هطول الأمطار إلى خطر شديد جداً".
Facebook Post |
ويتابع الربيعي: "لولا هؤلاء الشباب والنشطاء والمتطوعون لضاع ما بقي من العراق، فنحن نشعر بأننا بلا حكومة تهتم بنا كشعب، ولكن الحمد لله العراق فيه رجال وشباب لديهم شهامة عظيمة ولولاهم لضاع ما تبقى من البلد".
وبحسب مهندسين، فإنه لم تطرأ أي تحسينات على الشبكات الكهربائية بعد عام 2003، والتي أنشأ معظمها في فترة الثمانينيات والتسعينيات، ما عرضها للتهالك وحدوث التسريب، خاصة الأعمدة الكهربائية الحاملة أسلاك الطاقة عالية التردد المنتشرة في كل شارع وزقاق.
Facebook Post |