احتج عدد من الناشطين السوريين على السياسة التحريرية لوكالة الأنباء "رويترز" فيما يتعلق بتغطيتها للشأن السوري، وبشكل خاص خلال تغطيتها الأخيرة لأخبار مدينة الزبداني، مطالبين الوكالة بضرورة الالتزام بالمعايير المهنية ومواثيق الشرف المهني.
يأتي هذا الاحتجاج على خلفية نشر الوكالة، في 5 يوليو/تموز الحالي، تقريراً بعنوان "الجيش السوري و"حزب الله" يحاصران الزبداني". وأورد التقرير الجملة التالية "الجيش السوري يسعى، مع حزب الله المتحالف معه منذ فترة طويلة، إلى انتزاع السيطرة على الزبداني من قبضة المتشددين السُّنة".
واعتبر الناشطون أنّ وصف فصائل المعارضة المسلحة بالمتشددين السُّنة، يفتقد إلى أبسط المعايير المهنية التي تعتمدها الوكالة.
وفي هذا السياق، يقول الصحافي السوري حافظ قرقوط لـ"العربي الجديد": "في فضاء الإعلام المفتوح ومع تطور وسائل الاتصال، لم يعد مقبولاً أن يمرّ خبر، أيًا كان مصدره، من دون أن يتمتع بحد أدنى من المصداقية، فكيف إذا كان هذا الخبر مصدره وكالة أنباء لها مكانتها وتاريخها؟".
ويضيف "اليوم أثبت الناشطون السوريون للعالم، وبالصوت والصورة، أن البعض ومن خلال صفحاته الشخصية أصبح وكالات أنباء تبث الحدث مباشرة، كنا نأمل أن ترتقي وكالة "رويترز" إلى مستوى الحدث من دون مواربة أو تدليس لنظام قتل البشر والحجر، وتتبنى إعلام القاتل لا إعلام الضحية. والمؤلم في الموضوع هو تبني الوكالة وجهة نظر إعلام النظام الفاقد للمهنية، وهذا بحد ذاته تساؤل ليس إعلاميا، بل سياسي".
اقرأ أيضاً: معركة الزبداني... بحث عن انتصار إعلامي
وناشد قرقوط الوكالة بأن تقدم اعتذارها للشعب السوري وللمظلومين، وأيضًا لمتابعيها، وإلا ستعتبر وكالة مؤدلجة كوكالة "سانا"، وسيتم التعامل مع أخبارها من هذه الزاوية.
يُشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يعترض فيها الناشطون على تغطية الوكالة للأخبار السورية، إذ سبق وأن وقّع 72 إعلامياً ومواطناً صحافياً يعملون في وسائل إعلامية عربية وأجنبية، من داخل سورية وخارجها، عريضةً احتجاجية بحق وكالة الأنباء البريطانية، بسبب نقل الأخيرة أخبارها حرفياً عن التلفزيون السوري، خلال الأحداث التي شهدتها مستشفى مدينة جسر الشغور في إدلب سابقاً.
وحينها اعتبر الناشطون أن الوكالة "تتسم بكثير من الانحياز لصالح الرواية الرسمية لنظام الأسد، من حيث التوصيفات المستخدمة، وكذا في مضامين تلك الأخبار".
اقرأ أيضاً: "#الزبداني_تباد"... "إنجاز" آخر للجلاد