الشاعرة التي ولدت في بغداد وانتقلت إلى أميركا حيث أكملت دراساتها في الأدب المقارن، ثم عادت ودرّست في جامعات بغداد والبصرة والكويت، غيّرت في مسار كتابة القصيدة العربية؛ الأمر الذي وصفته مرة بعبارتها "ما كتبته سيحدث ثورة في شعر العالم العربي بأسره"، والتي سبقت حتى بدر شاكر السياب في الخروج على عمود الشعر العربي.
يتناول "نجمة بغداد"، الذي تخرجه دوروثيا والتر ويشارك في إعداد النص الشاعر التونسي حسونة المصباحي، لحظة أولى من تجربة الملائكة، تلك التي بدأت فيها إرهاصات كتابة الشعر الحر وأصدرت مجموعتها الأولى "عاشقة الليل" (1947)، يقول بيان العرض "تحكي القصة عن حياتها وعن تلك اللحظة الخاصة جداً عندما كانت نازك الملائكة تمرّ بنوع من التجربة الروحية ألا وهي ولادة الشعر الحر الذي سمي فيما بعد بالشعر العربي الحديث" .
كما يعود إلى لحظة لاحقة في الثمانينيات، حين قرّرت الشاعرة الانعزال والصمت، عن ذلك تقول "صمتّ لأن روحي لم تعد قادرة على التعبير عن نفسها "، وكان ذلك بعد إصدار سبع مجموعات شعرية بدأت بـ "عاشقة الليل" (1947)، ثم "شظايا الرماد" (1949)، و"قرارة الموجة" (1957)، و"شجرة القمر" (1968)، و"يغير ألوانه البحر" (1970)، و"مأساة الحياة وأغنية للإنسان" (1977)، و"الصلاة والثورة" (1978).
كما أن لها عدة مؤلفات نقدية من بينها "قضايا الشعر الحديث" (1962)، "التجزيئية في المجتمع العربي" (1974) وهي دراسة في علم الاجتماع، و"سايكولوجية الشعر" (1992)، و"الصومعة والشرفة الحمراء" (1995) وهو دراسة نقدية في شعر علي محمود طه. كما صدر لها في القاهرة مجموعة قصصية عنوانها "الشمس التي وراء القمة" عام 1997.
هذه ليست المرة الأولى التي تستعيد فيها القاهرة صاحبة "أسئلة كبيرة من الشعر الحديث" وتكرّم تجربة الملائكة، ففي عام 1999، أقامت "دار الأوبرا" المصرية احتفالاً بها بمناسبة مرور نصف قرن على انطلاقة الشعر الحر في الوطن العربي والذي لم تحضره آنذاك بسبب المرض.
العرض من أداء مروة سمير، وماهر الحجار، والقصائد من إلقاء إسراء مجدي، وأميرة بدوي، وعلياء عامر، والأداء الجسدي لفريق "سيكم" وهو من إخراج وتصميم مارتينا دنكل.