وقالت الإدارة المدنية للمخيم، في بيان اليوم الجمعة، إن "أكثر من 70 ألف نازح في منطقة 55 المحمية من قبل التحالف الدولي الممثل بقاعدة التنف، مصيرهم مجهول في حال سحب التحالف قواته، وجميع المحاصرين في المخيم منذ سنوات يعيشون حالة فقر شديد، ولا يملكون المال لتأمين طعامهم، فضلا عن توفير تكاليف الانتقال إلى خارجه".
وضربت عاصفة غبار مخيم الركبان أمس الخميس، ويتخوف النازحون من الأمطار الغزيرة التي قد تتسبب بسيول في المنطقة خلال فصل الشتاء، وهو أمر لن تتحمله المنازل الطينية والخيام البسيطة في المخيم.
واشتكى النازح مأمون فهد من غلاء الأسعار في المخيم، مشيرا إلى أن "قرابة 80 في المائة من النازحين لا يمكنهم شراء مواد التدفئة كالحطب والديزل وغاز الطهو، وكلها مواد تصل إلى المخيم بكميات قليلة عبر طرق في الصحراء، ووصل سعر إسطوانة الغاز المنزلي إلى 12 ألف ليرة سورية، بينما سعر ليتر المازوت تجاوز 475 ليرة".
وقال فهد لـ"العربي الجديد": "نستعين بأقارب لنا خارج سورية، كي يرسلوا لنا ما أمكن من مساعدات، شخصيا يرسل لي أخي مائة دولار شهريا، وهي لا تكفي عائلتي إلا قرابة 15 يوما، ولا يسعني سوى شكره على مساعدته لي، وبعض الناس معدمون لا حول لهم ولا قوة، ويعيشون على حافة الموت".
وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في تصريحات صحافية، إنه يتم التنسيق مع روسيا لحل قضية نازحي مخيم الركبان، وإعادتهم إلى مناطقهم، الأمر الذي يثير مخاوف الأهالي بشكل كبير.
وقال عضو تنسيقية تدمر، أيمن الحمصي، لـ"العربي الجديد": "التجويع والحصار وانتشار الأمراض في المخيم هدفها الضغط على النازحين للقبول بأي حل يخلصهم من الموت، لكن النازحين يرفضون رفضاً قاطعاً وصاية النظام والضغوط الأردنية، ويجب على الأمم المتحدة العمل على تأمين الحماية لهم، إما في المخيم، أو بنقلهم إلى مكان آمن بعيد عن بطش النظام".
وأضاف الحمصي: "النازحون صمدو لأعوام في مواجهة الجوع وحرارة الصحراء وبردها، والبقاء في المخيم رغم المعاناة أهون من الاعتقال والتعذيب بمناطق سيطرة النظام، أو الموت على يد الشبيحة، وكل الذرائع لمنع وصول المساعدات الإنسانية للمخيم كاذبة، فالنازحون فروا من تنظيم داعش الذي بطش بهم في دير الزور والرقة وتدمر والسخنة، إلى الأمان في المنطقة منزوعة السلاح قرب المثلث الحدودي، والأمم المتحدة تعلم بأوضاعهم، وكل من يدعي أن مشكلة المخيم تتمثل في وجود متطرفين مسؤول عن موت النازحين".