نازحو تاورغاء... معاناة متواصلة ووعود مؤجلة

طرابلس

محمد النائلي

avata
محمد النائلي
07 نوفمبر 2018
AB1C075A-20C9-45DD-B727-24BB8BCAD111
+ الخط -
تتواصل معاناة نازحي مخيمات تاورغاء الليبية، في ظل ظروف معيشية قاسية وإهمال الدولة عبر حكوماتها المتعاقبة ملفَّهم، والوعود المؤجلة بـتأمين عودتهم إلى المدن التي هجروا منها قبل سبع سنوات.

وتتكبد الأسر التاورغية ظروفا إنسانية صعبة في ظل غياب أدنى الخدمات، والأوضاع السياسية والاقتصادية التي تعصف بليبيا، كما يقول محمد رضوان، نازح ومسؤول داخل مخيم الفلاح لـ"العربي الجديد": "فرقت الظروف الصعبة الأهالي على المخيمات، هناك مخيم يضم 270 أسرة، ومخيم الفلاح 2 يضم 140 أسرة، أما مخيم طريق المطار الذي كان يؤوي 208 أسر، فقد تم هدمه وطرد العائلات منه، إلى جانب مخيم الفلاح القريب من مقرات الحكومة في العاصمة طرابلس، والذي يؤوي أكثر من ستين عائلة.

المساكن التي تؤوي النازحين عشوائية وصفيحية، أنشأها سكان تاورغاء وقطنوا بها على أمل أن يتغير حالهم وتتحقق وعود عودتهم، غير أن هذا الأمر لم يتحقق، على الرغم من اتفاق المصالحة الذي تم مع مصراتة، والذي كان يفترض أن يعود بموجبه أهالي تاورغاء الذين يتجاوز عددهم 40 ألفا إلى مدينتهم.

ويوضح محمد رضوان أن "العائلات في تاورغاء لا ترفض العودة كما تروج لذلك بعض الشائعات، بل إنهم يرحبون بكل بوادر الصلح بين مصراتة وتاورغاء، لكن لديهم بعض المطالب البسيطة، متمثلة في الجانب الأمني للحفاظ على حياتهم، وتوفير الخدمات الضرورية للعيش". ويتابع: "الإمكانيات هنا ضعيفة جدا، الخدمات الصحية والتعليمية تكاد تكون منعدمة، لا توجد كهرباء، الأهالي هنا ينتظرون ما وعدت به الحكومة من إعادة إعمار المدينة وتهيئتها".

من جهتها، توضح محاسن عبد الله، مديرة مدرسة ونازحة داخل مخيم الفلاح: "لقد تأسست هذه المدرسة مع بداية النزوح، يرتادها 500 تلميذ، 3 طلاب في مقعد واحد، وهي لا تستطيع استيعاب كل تلاميذ المخيم، لأنها غير مهيأة، ولا تتوفر على شروط التمدرس والإمكانيات العلمية المطلوبة، هذا إلى جانب النقص الكبير في المعلمين". 

ورغم كل الصعوبات، فإن طلاب مخيم تاورغاء يصرون على التعلم للسير بخطى ثابتة نحو مستقبل مشرق، كما جاء على ألسنتهم.


يذكر أن مشكلة تهجير أهالي مدينة تاورغاء الساحلية، بدأت منذ سيطرة مليشيات مسلحة من مصراتة على المدينة في 2011. وكان المفترض أن تنتهي مطلع فبراير/شباط الماضي، بحسب بيان رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج، الذي أكد أن أهالي تاورغاء سيعودون إلى منازلهم، إلا أن الاتفاق لم ينفذ، بسبب تعنت المليشيات.


وكانت تاورغاء المتاخمة لمدينة مصراتة، وسط البلاد، موقعاً عسكرياً لكتائب النظام السابق، لقصف ثوار مصراتة، لتتحول بعدها إلى ساحة حرب بعد سقوط النظام، إذ اعتبرها الثوار "مدينة مارقة" ويتوجب تهجير سكانها البالغ عددهم 40 ألف نسمة، فدمروا أغلب أجزاء المدينة، لتتحول إلى مدينة أشباح.

ذات صلة

الصورة
عناصر من قوات الامن الليبية في طرابلس 26 أغسطس 2024 (محمود تركية/فرانس برس)

سياسة

قُتل عبد الرحمن ميلاد المعروف بـ"البيدجا" في مدينة الزاوية الليبية، غرب طرابلس، على يد مسلحين مجهولين، وهو مطلوب دولياً وأحد قادة المجموعات المسلحة.
الصورة
مقبرة جماعية في منطقة الشويريف بطرابلس، 22 مارس 2024 (الأناضول)

مجتمع

أعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، الثلاثاء، أن مكتبه يتابع تقارير عن اكتشاف مقبرة جماعية في الصحراء على الحدود الليبية التونسية.
الصورة
فقدت أدوية أساسية في درنة رغم وصول إغاثات كثيرة (كريم صاهب/ فرانس برس)

مجتمع

يؤكد سكان في مدينة درنة المنكوبة بالفيضانات عدم قدرتهم على الحصول على أدوية، خاصة تلك التي للأمراض المزمنة بعدما كانت متوفرة في الأيام الأولى للكارثة
الصورة

منوعات

استيقظ من تبقى من أهل مدينة درنة الليبية، صباح الاثنين الماضي، على اختفاء أبرز المعالم التاريخية والثقافية في مدينتهم؛ إذ أضرّت السيول بـ1500 مبنى. هنا، أبرز هذه المعالم.
المساهمون