تحمل أم أحمد طفلها ابن الأعوام الثلاثة وتضمّه بين ذراعَيها، محاولة منحه بعض الدفء في خيمة للنازحين العراقيّين في مدينة خانقين الواقعة عند أطراف محافظة ديالى. ترتجف يداها من شدّة البرد، وهي تمسح دموعها التي سالت حزناً على ما حلّ بهم.
تتفاقم أزمة النازحين في العراق يوماً بعد آخر مع اقتراب موسم الشتاء والأمطار. فهجوم تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) على الموصل وما أعقبه من اجتياح للمحافظات العراقيّة، تسبّب بموجة نزوح خطيرة وسط عجز حكومي عن توفير الاحتياجات الضروريّة من أدوية وأغذية للنازحين. وترتفع المناشدات لتدخل المنظمات الدوليّة لإيجاد حلول مناسبة للأزمة.
بنبرة تشعرك بعمق ألمها، تقول أم أحمد: "ليتنا لم نكن عراقيّين. ليتنا عشنا في أي بلد فقير آخر ما عدا العراق.. فقدنا الأمن وفقدنا الكرامة وفقدنا حقوقنا". وتسأل: "أي وطن هذا الذي يُذلّ فيه المواطن ويُعزّ فيه الغريب؟ أي وطن هذا الذي تترك فيه النساء في مخيمات؟ أي وطن هذا الذي جعلنا نستجدي لقمة الخبز؟".
قصّة أم أحمد، واحدة من آلاف قصص المخيمات حيث يعيش العراقيّون غربة الوطن. هم متروكون ليواجهوا مصيرهم بأقلّ ما يقدّم لهم، الأمر الذي ينذر بوقوع كارثة إنسانيّة بدأت ملامحها تظهر مع أول انخفاض في درجات الحرارة.
وهذا ما يؤكّده عضو مجلس مفوضيّة حقوق الإنسان هيمن باجلان والمسؤول عن ملف النازحين والمهجرين في العراق لـ "العربي الجديد"، إذ يقول إنّ "الحكومة أثبتت فشلها بإيجاد حل لأزمة النازحين من خلال عدم توفير الأمن لهم أولاً، وعدم إعادتهم إلى مناطقهم أو توفير الاحتياجات اللازمة لهم من ناحية المسكن والمنح الماليّة".
ويلفت إلى أن "الفساد وجد طريقه إلى ملف النازحين المغلوب على أمرهم، وأن الفاسدين لهم دور كبير بتعطيل صرف مستحقات هؤلاء". يضيف أن "أعداد النازحين أرسلت إلى الأمم المتحدة لتوفير المساعدات اللازمة، خصوصاً مع تفاقم الأزمة بحلول فصل الشتاء وهطول الأمطار".
إلى ذلك، يقول النائب عن تحالف القوى العراقيّة عبد الرحمن اللويزي إنّ "الحكومة لا تتعامل بحياديّة مع ملف النازحين، وإن ثمّة تمييزاً واضحاً من خلال توزيع المنح الماليّة وتوفير المستلزمات الضروريّة لهم".
ويوضح أن "الحكومة وفّرت المقطورات المناسبة للنازحين في محافظة البصرة، في الوقت الذي لم يحصل هؤلاء في إقليم كردستان إلا على الخيم، على الرغم من أن برودة الجو وكثرة الأمطار في الإقليم تجعلهم بحاجة إلى المقطورات أكثر من المحافظات الجنوبيّة".
وكانت المفوضيّة العليا لحقوق الانسان العراقيّة قد لفتت إلى أنه ووفقاً لأحدث تقييم في إقليم كردستان العراق حيث تصل درجة الحرارة في فصل الشتاء إلى 16 درجة مئويّة دون الصفر، نحو 80 ألف أسرة نازحة في حاجة ماسة إلى المساعدة في خلال فصل الشتاء المقبل.
من جهتها، دعت الأمم المتحدة إلى "مزيد من الاستعداد للشتاء في كل أنحاء العراق". وقال القائم بأعمال منسّق الشؤون الإنسانيّة في العراق نيل رايت إن "ثمّة جهوداً جيّدة تُبذَل تحضيراً للشتاء، لكن ثمّة حاجة إلى أكثر من ذلك بكثير. فمئات آلاف المشرّدين داخلياً، في حاجة ماسة إلى الحماية والمأوى واللوازم الأساسيّة".
وشدّد رايت: "نحن قلقون بشكل خاص على النازحين الذين يعيشون في العراء"، خصوصاً أن وكالة الأمم المتحدة للاجئين لديها حالياً القدرة والموارد اللازمة للاستجابة لاحتياجات 30 ألف أسرة فقط، أي أقلّ من نصف الأسر.
أما منسّقة الشؤون الإنسانيّة للأمم المتحدة في العراق جاكلين بادكوك، فقد دعت الولايات المتحدة إلى "توفير 173 مليوناً و100 ألف دولار أميركي لتلبية الاحتياجات الفوريّة للنازحين العراقيّين".
وأكّدت على أنّ "ثمّة حاجة ماسة إلى مزيد من الموارد. فالشتاء في أجزاء عديدة من البلاد قاس، والسكان المشرّدون يعانون من الأمطار الغزيرة والرياح والعواصف ودرجات الحرارة المنخفضة".
وأوضحت بادوك أن مئات آلاف النازحين اضطروا إلى اللجوء إلى المباني غير المكتملة والمراكز الجماعيّة والمباني العامة بما في ذلك المدارس، وكذلك العراء.
إلى ذلك، ثمّة مليون ومائة ألف طفل بحاجة إلى رعاية إضافيّة خلال أشهر الشتاء، بسبب الأمراض التنفسيّة الحادة والأمراض المزمنة، و50 في المائة من المشرّدين بحاجة إلى رعاية طبيّة. وذكرت بادكوك أن "ثمة حاجة إلى ملابس دافئة وأحذية لنحو 450 ألف شخص، من بينهم 225 ألف طفل".
تتفاقم أزمة النازحين في العراق يوماً بعد آخر مع اقتراب موسم الشتاء والأمطار. فهجوم تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) على الموصل وما أعقبه من اجتياح للمحافظات العراقيّة، تسبّب بموجة نزوح خطيرة وسط عجز حكومي عن توفير الاحتياجات الضروريّة من أدوية وأغذية للنازحين. وترتفع المناشدات لتدخل المنظمات الدوليّة لإيجاد حلول مناسبة للأزمة.
بنبرة تشعرك بعمق ألمها، تقول أم أحمد: "ليتنا لم نكن عراقيّين. ليتنا عشنا في أي بلد فقير آخر ما عدا العراق.. فقدنا الأمن وفقدنا الكرامة وفقدنا حقوقنا". وتسأل: "أي وطن هذا الذي يُذلّ فيه المواطن ويُعزّ فيه الغريب؟ أي وطن هذا الذي تترك فيه النساء في مخيمات؟ أي وطن هذا الذي جعلنا نستجدي لقمة الخبز؟".
قصّة أم أحمد، واحدة من آلاف قصص المخيمات حيث يعيش العراقيّون غربة الوطن. هم متروكون ليواجهوا مصيرهم بأقلّ ما يقدّم لهم، الأمر الذي ينذر بوقوع كارثة إنسانيّة بدأت ملامحها تظهر مع أول انخفاض في درجات الحرارة.
وهذا ما يؤكّده عضو مجلس مفوضيّة حقوق الإنسان هيمن باجلان والمسؤول عن ملف النازحين والمهجرين في العراق لـ "العربي الجديد"، إذ يقول إنّ "الحكومة أثبتت فشلها بإيجاد حل لأزمة النازحين من خلال عدم توفير الأمن لهم أولاً، وعدم إعادتهم إلى مناطقهم أو توفير الاحتياجات اللازمة لهم من ناحية المسكن والمنح الماليّة".
ويلفت إلى أن "الفساد وجد طريقه إلى ملف النازحين المغلوب على أمرهم، وأن الفاسدين لهم دور كبير بتعطيل صرف مستحقات هؤلاء". يضيف أن "أعداد النازحين أرسلت إلى الأمم المتحدة لتوفير المساعدات اللازمة، خصوصاً مع تفاقم الأزمة بحلول فصل الشتاء وهطول الأمطار".
إلى ذلك، يقول النائب عن تحالف القوى العراقيّة عبد الرحمن اللويزي إنّ "الحكومة لا تتعامل بحياديّة مع ملف النازحين، وإن ثمّة تمييزاً واضحاً من خلال توزيع المنح الماليّة وتوفير المستلزمات الضروريّة لهم".
ويوضح أن "الحكومة وفّرت المقطورات المناسبة للنازحين في محافظة البصرة، في الوقت الذي لم يحصل هؤلاء في إقليم كردستان إلا على الخيم، على الرغم من أن برودة الجو وكثرة الأمطار في الإقليم تجعلهم بحاجة إلى المقطورات أكثر من المحافظات الجنوبيّة".
وكانت المفوضيّة العليا لحقوق الانسان العراقيّة قد لفتت إلى أنه ووفقاً لأحدث تقييم في إقليم كردستان العراق حيث تصل درجة الحرارة في فصل الشتاء إلى 16 درجة مئويّة دون الصفر، نحو 80 ألف أسرة نازحة في حاجة ماسة إلى المساعدة في خلال فصل الشتاء المقبل.
من جهتها، دعت الأمم المتحدة إلى "مزيد من الاستعداد للشتاء في كل أنحاء العراق". وقال القائم بأعمال منسّق الشؤون الإنسانيّة في العراق نيل رايت إن "ثمّة جهوداً جيّدة تُبذَل تحضيراً للشتاء، لكن ثمّة حاجة إلى أكثر من ذلك بكثير. فمئات آلاف المشرّدين داخلياً، في حاجة ماسة إلى الحماية والمأوى واللوازم الأساسيّة".
وشدّد رايت: "نحن قلقون بشكل خاص على النازحين الذين يعيشون في العراء"، خصوصاً أن وكالة الأمم المتحدة للاجئين لديها حالياً القدرة والموارد اللازمة للاستجابة لاحتياجات 30 ألف أسرة فقط، أي أقلّ من نصف الأسر.
أما منسّقة الشؤون الإنسانيّة للأمم المتحدة في العراق جاكلين بادكوك، فقد دعت الولايات المتحدة إلى "توفير 173 مليوناً و100 ألف دولار أميركي لتلبية الاحتياجات الفوريّة للنازحين العراقيّين".
وأكّدت على أنّ "ثمّة حاجة ماسة إلى مزيد من الموارد. فالشتاء في أجزاء عديدة من البلاد قاس، والسكان المشرّدون يعانون من الأمطار الغزيرة والرياح والعواصف ودرجات الحرارة المنخفضة".
وأوضحت بادوك أن مئات آلاف النازحين اضطروا إلى اللجوء إلى المباني غير المكتملة والمراكز الجماعيّة والمباني العامة بما في ذلك المدارس، وكذلك العراء.
إلى ذلك، ثمّة مليون ومائة ألف طفل بحاجة إلى رعاية إضافيّة خلال أشهر الشتاء، بسبب الأمراض التنفسيّة الحادة والأمراض المزمنة، و50 في المائة من المشرّدين بحاجة إلى رعاية طبيّة. وذكرت بادكوك أن "ثمة حاجة إلى ملابس دافئة وأحذية لنحو 450 ألف شخص، من بينهم 225 ألف طفل".