كشفت الحكومة المحلية في محافظة الأنبار، غرب العراق، اليوم الاثنين، عن اتفاق يقضي بنقل نازحي المحافظة العالقين عند مداخل العاصمة بغداد منذ نحو عشرة أيام، إلى إقليم كردستان بعد الموافقة على استقبالهم بدون كفيل.
وأكد عضو مجلس المحافظة، راجع بركات العيساوي، في حديث خاص لـ "العربي الجديد" أن المحافظ، صهيب الراوي، أجرى الاتصالات اللازمة بالجهات المعنية في بغداد وكردستان، حيث تم الاتفاق على تكفّل وزارة النقل العراقية بنقل النازحين، الذين رفضت بغداد استقبالهم منذ نحو عشرة أيام إثر سقوط مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، في يد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، إلى الإقليم الذي وافقت حكومته على استقبالهم. مضيفاً، أن أكثر من خمسة آلاف عائلة نازحة في طريقها إلى كردستان.
ولفت العيساوي إلى أن النازحين من الأنبار، يعيشون ظروفاً مأساوية على أطراف بغداد، حيث تفترش مئات العوائل المناطق الصحراوية على أطراف بغداد، في انتظار السماح لهم بالدخول، بينما تصر الحكومة العراقية على عدم إدخالهم. وتوفي منهم ستة مواطنين بينهم رضيع وطفلان وسيدة، وهو ما عدّه بعض السياسيين، خصوصاً الكتل السنية، إجحافاً في حق تلك العوائل التي ضمنت الفقرة الأولى من المادة 40 في الدستور العراقي، حق تنقلهم في أرجاء الوطن.
بدوره، أشار عضو مجلس محافظة الأنبار، أركان خلف الطرموز، إلى قبول دول مجاورة وأخرى إقليمية، باستضافة نازحي الأنبار كلاجئين في دولها.
وقال الطرموز في تصريحات صحافية، إن هناك كثيراً من الدول الإقليمية والمجاورة للعراق أبلغت حكومة الأنبار بقبول استضافة نازحي الأنبار في دولها، ومن هذه الدول الأردن، وتركيا، ودول أخرى، إضافة للترحيب المستمر من حكومة إقليم كردستان، التي ترحب بنازحي الأنبار في كل وقت، على الرغم من استضافتها ملايين النازحين من مختلف المحافظات التي سيطر عليها تنظيم "داعش".
ولفت إلى أن الأوضاع المأساوية تعيشها العائلات النازحة من الأنبار، في ظل نقص الغذاء والدواء والسكن في العراء تحت لهيب الشمس الحارقة، في أجواء وصلت فيها درجات الحرارة إلى ما يقارب الـ50 درجة مئوية، مما أدى إلى تفشي الكثير من الأوبئة والأمراض، وتسبب في حالات وفاة بين النساء والأطفال وكبار السن، الأمر الذي يتطلب حلاً عاجلاً.
في المقابل، أوضح عضو مفوضية حقوق الإنسان العراقية، فاضل الغراوي، أن أغلب النازحين هم من النساء والأطفال، ويعانون بشكل كبير في ظل عدم توفر الظروف الملائمة لأوضاعهم الإنسانية، وعدم توفر المواد الغذائية والطبية الكافية لسد احتياجاتهم.
وأشار الغراوي إلى قلّة المساعدات الإنسانية المقدمة للنازحين من الجهات الحكومية والدولية، لافتاً إلى أن أغلب ما يقدم لهم يصلهم من منظمات مدنية وسكان محليين.
وطالبت مفوضية حقوق الإنسان العراقية، الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بإقامة مؤتمر للمانحين لتقديم المساعدات للنازحين في العراق، الذين وصل عددهم إلى ثلاثة ملايين ومئتين وخمسين ألف شخص، ويتعرضون لمأساة إنسانية حقيقية، بسبب غياب أبسط مقومات العيش الكريم.