لا تتأثر النار بهبوب الرياح، أو هطول الأمطار، أو تساقط الثلوج. ومن بعيد، يمكنك رؤية الشعلة وهي ترقص بلا هوادة، على امتداد التل البالغ ارتفاعه عشرة أمتار، مما يجعل يوماً حاراً أكثر حرارة.
ويعد "ينار داغ"، أحد مصادر أذربيجان العديدة لاحتياطيات الغاز الطبيعي الوفيرة، والتي تتسرب إلى السطح. وسرّ هذا الجبل أنّه يشهد واحداً من العديد من الحرائق التي تحدث تلقائياً، والتي فتنت زوار أذربيجان عبر آلاف السنين.
وقد كتب الرحالة الإيطالي ماركو بولو (1254ــ 1324) عن هذه الظاهرة الغامضة عندما مرّ بأذربيجان في القرن الثالث عشر. كما تناقل تجار طريق الحرير العديد من الأخبار عن الشعلة أثناء سفرهم.
وكانت مثل هذه الشعلات وفيرة في أذربيجان، ولكنها أدت إلى انخفاض ضغط الغاز تحت الأرض، ما يتعارض مع استخراج الغاز التجاري، لذلك أُخمدت. و"ينار داغ" هي إحدى الشعلات القليلة المتبقية، وربما هي الأكثر إثارة للإعجاب.
في وقت من الأوقات، لعبت الشعلة دوراً رئيسياً في الديانة الزرادشتية القديمة، والتي تأسست في إيران، وازدهرت في أذربيجان في الألفية الأولى قبل الميلاد.
وبالنسبة للزرادشتيين، فإنّ النار هي حلقة الوصل بين البشر والعالم الخارق، وهي وسيلة يمكن من خلالها اكتساب البصيرة الروحية، والحكمة. وتُعتبر بمثابة تطهير واستمرار للحياة بالإضافة إلى كونها جزءاً حيوياً من العبادة.
ورغم استمرار شعلة "ينار داغ"، يشير البعض إلى أنّ هذه الشعلة بالذات قد التهبت فقط خلال الخمسينيات، وتبعد فقط 30 دقيقة بالسيارة شمالاً عن وسط العاصمة باكو.