ناد للرماية في أركانساس الأميركية يحظر دخول المسلمين

21 يناير 2015
صاحبة نادي الرماية، جان مورغان (فيسبوك)
+ الخط -
لم يخطر ببال رجل هندي وابنه أنه سيتم منعهما من دخول ناد للرماية في مدينة "هوت سبرنغز" بولاية أركانساس الأميركية، وذلك للاعتقاد بأنهما مسلمان. الشاب الهندي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أخبر وسائل الإعلام المحلية أن صاحبة المكان طلبت من الشاب ووالده مغادرة ناديها لأنه "منطقة خالية من المسلمين". وعلى الرغم من أن الشاب أجاب أنه هندوسي وليس مسلماً، إلا أن المرأة صممت على رحيلهما، مشيرة إلى أنهما لا ينتميان إلى المكان على حد قوله.

وكانت صاحبة نادي الرماية، جان مورغان قد أعلنت في سبتمبر/أيلول الماضي رفضها استقبال الزبائن المسلمين، الأمر الذي دفع مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية "كير"، للضغط على وزارة العدل الأميركية للتحقيق في ارتكاب "نادي الرماية" انتهاكا للقانون الاتحادي الذي يحظر التمييز الديني والعنصري.  

مورغان التي كتبت على موقعها على الإنترنت أنها "لن تؤجر أو تبيع سلاحاً لشخص يأمره دينه بقتلها"، رأت أن ادعاءات الرجلين الهنديين "غير متزنة". ففي مقابلة مع صحيفة الواشنطن بوست دافعت المرأة عن موقفها؛ مبررة أن تصرفها كان نابعاً من شعورها "بغرابة" سلوك الرجلين، الأمر الذي أثار لديها شكوكا حول "سلامة المكان إذا ما وقعت الأسلحة تحت تصرفهما".

وتعتبر مورغان منع المسلمين من دخول ناديها جزءاً من إجراءات السلامة اللازمة، وذلك لاعتقادها أن المسلمين المسلحين يشكلون خطراً عليها وعلى من في النادي؛ وهو برأيها إجراء مماثل لذلك الذي يمنع من هم تحت تأثير الكحول أو المخدرات من استخدام الأسلحة أيضا.

وفي حديث لـ"العربي الجديد" رأى عبد الحميد صيام، الأستاذ في مركز دراسات الشرق الأوسط والعلوم السياسية في جامعة رتغرز الأميركية، أن الأميركيين عادة لا يميزون بين عربي مسلم أو مسيحي أو إيراني أو باكستاني، إذ يضعونهم جميعاً في سلة واحدة. وأضاف صيام "أن أغلب الأميركيين يحصلون على معلوماتهم من وسائل الإعلام، والتي للأسف جعل بعضها الإسلام والمسلمين هدفاً لبث سمومها مثل فوكس نيوز وغيرها. الأمر الذي كون لديهم رأيا عاما معاديا للعرب والمسلمين".

وأضاف أن التمييز ضد غير المسلمين اعتقاداً أنهم مسلمون ليس بالأمر الجديد، ذاكراً الهجوم الذي استهدف معبدا للسيخ في آب/أغسطس عام 2012 في ولاية ويسكونسن، حيث دخل مسلح أبيض على معبد للسيخ وقتل ستة أشخاص ظنا منه أنهم مسلمون.

وأشار الأستاذ صيام إلى أن تغاضي وسائل الإعلام الأميركية عن تغطية موسعة للأحداث التي تستهدف المسلمين ومراكز عبادتهم ومقراتهم، يؤدي إلى تفاقم المشكلة وتكرارها. وتساءل "هل يعرف الأميركي العادي أن 73 مسجداً ومركزاً إسلامياً في فرنسا تعرضت للاعتداء بعد الحادث الإرهابي الذي استهدف مجلة شارلي إيبدو؟ المشكلة التي يعيشها الغربي هي في ازدواج المعايير... عندما يرتكب شخص جريمة ما ضد المسلمين يوصف بأنه معتوه وتنتهي القصة.

وعندما يرتكب مسلم جريمة ضد أبرياء تقوم الدنيا ولا تقعد، ويوصف أولا أنه مسلم. فمتى تنتهي هذه الممارسات التي تفاقم المشكلة ولا تساهم في حلها؟
 
المساهمون