تستيقظ صباحاً، ترتدي ثيابها وتبدأ بالتفكير كيف سيبدأ نهارها؟ تقرر أن تتنزه في حديقتها. تتجه نحو ورود الغاردينيا، تتأملها بهدوء، ثم تقطف فاكهة الكرز.
تتذكر أنها وعدت أهلها برسم لوحةٍ لوضعها في غرفة الضيافة، ولا يمكنها أن ترفض لهم طلباً واحداً. تتجه نحو غرفتها، حيث توجد العديد من اللوحات التي رسمتها. الأقرب إلى قلبها أول لوحة رسمتها منذ سنتين (باقة الورد). تبتسم، تتأمل، تمسك الريشة، وتبدأ أصابعها بالرسم.
وبعد مرور بعض الوقت، تأتي شقيقتها وتقنعها بترك الريشة، لتعزف معها الموسيقى على البيانو. تعزفان مقاطع لموزارت، وبيتهوفن، وغيرهما. شقيقتان بروح واحدة تداعبان مفاتيح البيانو بأصابعهما بإتقان.
اسمها نادين صايغ. تبلغ من العمر أربعة عشر عاماً. وهي مصابة بسرطان الدم. للوهلة الأولى، تظن أن ما سبق ليس قصة نادين. كيف يعقل أن ترسم، تلعب، تعزف الموسيقى، تساعد والدتها في الطبخ، تدرس، تساعد شقيقتها الصغرى على الدرس أيضاً، وهي مصابة باللوكيميا؟
عادةً يكون من يعاني هذا المرض متطلباً، كسولاً أو يشعر بالتعب دائما. لكن نادين كسرت هذه النظرية بتحديها المرض.
تقول نادين إنها اكتشفت المرض منذ سنة ونصف السنة: "كان شعوري تجاه المرض مستغرباً، لأن ما كنت أعرفه أن الكبار فقط يصابون به". وتُضيف أن ما تعرفه هو أن هذا "المرض مخيف، وأنه صعب بسبب تساقط الشعر". تلمع عيناها ثم تبتسم، وتقول: "عندما تساقط شعري، اشترت لي أمي شعرا مستعارا لأرتديه، لكنني رفضت وقلت لها إنني لا أريده لأنني سوف أتغلب على المرض، ولكن احتفظت به للذكرى".
أما كيف أصبحت حياتها بين أهلها، وفي مدرستها ورفاقها، فتشير إلى أنها لم يكن في مقدورها مواجهة المرض لولا أهلها، وهم أغلى "ما عندي". لكن هذا لا يلغي أن "إدارة مدرستي وأصدقائي دعموني كثيراً، منهم من جلب لي الهدايا، وآخرون كانوا يتصلون بشكل يومي للاطمئنان".
في البداية، كان مرض نادين صعبا. كانت مناعتها ضعيفة، مما فرض عليها التغيب عن مدرستها. لكنها عوّضت عن ذلك بالدراسة في مركز سرطان الأطفال حيث تعالـَج.
بدورها، تقول مديرة مركز سرطان الأطفال، السيدة هناء شعيب، إن نادين لديها قوة الإرادة "إذ تجاوبت مع مرضها، وتحسنت كثيراً مع العلاج".
وتشير إلى أنه بعد مرور 12 سنة على تأسيس المركز، "تم علاج أكثر من 1000 طفل ليكملوا حياتهم بشكل طبيعي". وتشكر المتبرعين للمركز "لأننا نعالج الأطفال من دون إضافة أي عبء مالي على الأهالي".
وتختلف مدة العلاج بحسب نوع مرض السرطان، فهناك نوع يحتاج إلى مدة علاج تتراوح بين 9 و12 شهراً، فيما تحتاج أنواع أخرى إلى فترة علاج تصل إلى 3 سنوات أو أكثر.
تعرفت نادين في المركز على أصدقاء جدد، مرضى، وممرضين. في المركز أيضاً تعزف البيانو، تدرس وتلعب. بالنسبة إليها لا يوجد شيء اسمه المستحيل. ورسالتها للأطفال الذين يعانون من مرض السرطان هي: "لا تخافوا، كل شيء سيتحقق. طالما لديكم الإرادة، القوة، الإيمان بأنفسكم، يمكنكم أن تغلبوا كلَّ شيء".
تتذكر أنها وعدت أهلها برسم لوحةٍ لوضعها في غرفة الضيافة، ولا يمكنها أن ترفض لهم طلباً واحداً. تتجه نحو غرفتها، حيث توجد العديد من اللوحات التي رسمتها. الأقرب إلى قلبها أول لوحة رسمتها منذ سنتين (باقة الورد). تبتسم، تتأمل، تمسك الريشة، وتبدأ أصابعها بالرسم.
وبعد مرور بعض الوقت، تأتي شقيقتها وتقنعها بترك الريشة، لتعزف معها الموسيقى على البيانو. تعزفان مقاطع لموزارت، وبيتهوفن، وغيرهما. شقيقتان بروح واحدة تداعبان مفاتيح البيانو بأصابعهما بإتقان.
اسمها نادين صايغ. تبلغ من العمر أربعة عشر عاماً. وهي مصابة بسرطان الدم. للوهلة الأولى، تظن أن ما سبق ليس قصة نادين. كيف يعقل أن ترسم، تلعب، تعزف الموسيقى، تساعد والدتها في الطبخ، تدرس، تساعد شقيقتها الصغرى على الدرس أيضاً، وهي مصابة باللوكيميا؟
عادةً يكون من يعاني هذا المرض متطلباً، كسولاً أو يشعر بالتعب دائما. لكن نادين كسرت هذه النظرية بتحديها المرض.
تقول نادين إنها اكتشفت المرض منذ سنة ونصف السنة: "كان شعوري تجاه المرض مستغرباً، لأن ما كنت أعرفه أن الكبار فقط يصابون به". وتُضيف أن ما تعرفه هو أن هذا "المرض مخيف، وأنه صعب بسبب تساقط الشعر". تلمع عيناها ثم تبتسم، وتقول: "عندما تساقط شعري، اشترت لي أمي شعرا مستعارا لأرتديه، لكنني رفضت وقلت لها إنني لا أريده لأنني سوف أتغلب على المرض، ولكن احتفظت به للذكرى".
أما كيف أصبحت حياتها بين أهلها، وفي مدرستها ورفاقها، فتشير إلى أنها لم يكن في مقدورها مواجهة المرض لولا أهلها، وهم أغلى "ما عندي". لكن هذا لا يلغي أن "إدارة مدرستي وأصدقائي دعموني كثيراً، منهم من جلب لي الهدايا، وآخرون كانوا يتصلون بشكل يومي للاطمئنان".
في البداية، كان مرض نادين صعبا. كانت مناعتها ضعيفة، مما فرض عليها التغيب عن مدرستها. لكنها عوّضت عن ذلك بالدراسة في مركز سرطان الأطفال حيث تعالـَج.
بدورها، تقول مديرة مركز سرطان الأطفال، السيدة هناء شعيب، إن نادين لديها قوة الإرادة "إذ تجاوبت مع مرضها، وتحسنت كثيراً مع العلاج".
وتشير إلى أنه بعد مرور 12 سنة على تأسيس المركز، "تم علاج أكثر من 1000 طفل ليكملوا حياتهم بشكل طبيعي". وتشكر المتبرعين للمركز "لأننا نعالج الأطفال من دون إضافة أي عبء مالي على الأهالي".
وتختلف مدة العلاج بحسب نوع مرض السرطان، فهناك نوع يحتاج إلى مدة علاج تتراوح بين 9 و12 شهراً، فيما تحتاج أنواع أخرى إلى فترة علاج تصل إلى 3 سنوات أو أكثر.
تعرفت نادين في المركز على أصدقاء جدد، مرضى، وممرضين. في المركز أيضاً تعزف البيانو، تدرس وتلعب. بالنسبة إليها لا يوجد شيء اسمه المستحيل. ورسالتها للأطفال الذين يعانون من مرض السرطان هي: "لا تخافوا، كل شيء سيتحقق. طالما لديكم الإرادة، القوة، الإيمان بأنفسكم، يمكنكم أن تغلبوا كلَّ شيء".