نادين زريقات: الجمهور الأوروبي يدرك أزمة الأغنية العربية

25 فبراير 2015
نادين زريقات (العربي الجديد)
+ الخط -

قالت الفنانة الأردنية نادين زريقات، إنّ توجّهها نحو الغناء باللغات الأجنبية، سببه "أنّني أجد نوع وطبقة صوتي يلائمان الغناء الغربي"، مضيفة في حديثها لـ"العربي الجديد": "أسعى حالياً إلى تضمين "كوبليه" غنائي عربي في كل أغنية أقدّمها، ضمن محاولة لمزج الموسيقى الشرقية والغربية معاً، بهدف الوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور". 

وبرأي زريقات، أنّ الجمهور الأوروبي "ينظر إلى الأغنية العربية على أنّها فنٌّ غير مكتشف عالمياً، لكنّ بعض المطلعين من الموسيقيين الذين أحتكّ بهم، يؤشرون دائما إلى مشكلة موجودة في الأغنية العربية، وهي أنّ الإنتاج الفنّي تخلّى عن أصحاب الأصوات المهمة، وتوجه نحو الأغنيات التي تبحث عن الإثارة الجسدية، وتفتقد إلى المعاني الحسيّة موسيقياً". 

وتعتبر أنّ "الأسماء المعروفة أوروبياً من المغنّين العرب هي قليلة، أبرزها الشاب خالد وعمرو دياب وتامر حسني والفنانة الأردنية آية مرار". هي التي تؤلّف الموسيقى وتكتب أغنياتها بنفسها، تحلم "بثورة فنية تصل إلى مختلف أنحاء العالم بما أقدّمه"، وتضيف: "أعيش الآن في ألمانيا، فأنا تخرّجت قبل شهور من الجامعة الألمانية الاردنية في تخصّص هندسة العمارة، لكنّني منذ العاشرة من عمري وأنا شغوفة بالفنّ".

ففي سنّ العاشرة قدمت نادين، للمرّة الأولى، مقطوعة موسيقية على البيانو أمام جمهور كبير. واكتشفت حينها حبّها للموسيقى، وبدأت تكتشف نفسها في هذا المجال: "أرى نفسي إنسانياً مُحبّة للناس والحياة وإيجابية، واجتماعية وأعشق التحدّي. شخصيتي خجولة من جهة وصارمة من جهة أخرى، وكلّ ذلك أسخّره وأوظّفه فنيّاً، كي أوجّه نفسي أكثر نحو الموسيقى والغناء". 

وتوضح زريقات: "أنا موجودة في ألمانيا، لأنني أريد أن أطوّر نفسي أكاديميا في مجال العمارة والفنّ. أتابع الدراسة في مجال الـ "Passive Design House Consultance" و"Value Engineering"، وإذا نجحت في هذا المسار، سأصبح، إلى جانب كوني مهندسة معمارية، مقاولة معترفاً بها عالمياً في هذين المجالين. وأستثمر وجودي فنياَ أيضا لتسجيل بضع أغنيات وقطع موسيقية، كما سألتقي بمؤلّفين موسيقيين ومطربين، على صلة بشركة الإنتاج الألمانية التي أتعامل معها، إلى جانب تعاوني مع شركة لإدارة الأعمال والأغنيات مقرّها لوس أنجليس، وقّعت معها عقداً أيضا".

وأخيراً تمّت إضافة اسم زريقات إلى لائحة المؤلفين والمغنين المعروفين عالمياً. ومنذ وجودها في الأردن مدّت صلات مع هذه الشركات أثناء دراستها، وهي كانت وما زالت تتلقّى منها التشجيع والدعم المستمرين.

وتبدي زريقات رأيها، في من يقول إنّ الجمهور العربي لا يبحث عن مغنّ عربي، يقدّم له الغناء الغربي، موضحة انّ "هذا الكلام بات قديماً، اليوم هناك انفتاح في كلّ المجتمعات، وبالتالي عمليات المقاومة للأفكار الجديدة أصبحت ضعيفة مقارنة بالسابق".


وتكمل: "فضلاً عن كوني سأقدّم ستايلاً (أسلوباً) جديداً وخاصّاً بي، بحيث أواكب الموضة الموسيقية عالمياً دون التخلّي عن شرقيتي، كما أنّ الإنسان بطبعه يبحث عما يقدّم له الفائدة والجديد معاً، فهو يبحث عما يعبّر عن روحه وعن نفسه وعن شخصيته وتطلعاته وأحلامه، بغضّ النظر عن جنسية المطرب، فالمستمع يبحث عما يستفزّه ولا يبحث في أصوله".

وحول جرأة الأغنيات الغربية، تبينّ زريقات أنّ الجرأة ستكون في الرسالة "التي أحاول إيصالها إلى الجمهور. وبالطبع هي رسائل إنسانية. أما بالنسبة إلى وجود أغانٍ في الساحة الفنية، مليئة بالكلمات غير اللائقة أو المشاهد التي تعد "دخيلة" على المجتمعات الشرقية، فأنا لا أتفق معها إطلاقاً، إذ أؤمن أنّه على الموسيقى أن تأخذ بعين الاعتبار، تأثير الموسيقى على الأجيال الصاعدة، وأن يوصل الفنان رسالته إلى المستمع بكلّ معاني الاحترام"
.

المساهمون