ناثانيال تارن: شريد الأنثروبولوجيا

03 نوفمبر 2017
(تارن مع بابلو نيرودا عام 1967)
+ الخط -

كتب ناثانيال تارن (1928) مرة أنه "جاء إلى الشعر متأخراً"، وهي جملة أسيء فهمها، وكثيراً ما سئل عنها في مقابلاته. وهو يقول في حديث مع مجلة Boundary 2 (خريف 1975)، إن علاقته بالشعر بدأت منذ سنوات الطفولة، غير أنه قصد بقدومه المتأخر إلى الشعر: الالتزام، أي "الكتابة المنتظمة والنسقية والمستمرة"، إذ إن هذه الأخيرة لم تحصل إلا بعد الثلاثين.

ويعزو تارن ذلك إلى انشغاله وانغماسه "المتهوّر" في الأنثروبولوجيا، وسفراته المطولة لأغراض إثنوغرافية، كما يقول. ويضيف في مقابلة حديثة له مع مجلة Fact-Simile (العدد 10، 2014) أنه استفاد كثيراً من عمله الأكاديمي في كتاباته اللاحقة، ولم ينظر للشعر كمهنة، "الشعر حياة، الحياة"، وهو بذلك قد "يستفيد من المهن التي قد يزاولها الشاعر"، ويستطرد بأنه غير نادم على هذا "الدخول المتأخر".

غير بعيد عن هذا الموضوع، يعرّج تارن في نفس الحوار الأخير، على ندمه الدائم الذي لا يخلو من طرافة-جدّية، إذ يقول "لدي مكتبة من 25000 كتاب، أحتاج إلى 500 عام على الأقل كي أقرأ جزءًاً منها، وهذا أمر يسبب لي اكتئاباً مزمناً"، ويضيف: "حينما كنت صغيراً وشاباً، كنت أجلس أرضاً وأنتحب كلما دخلت مكتبة ولم أكن أملك ثمن كتاب ما. لطالما وافقت ملاحظة والتر بنيامين: كل كتاب يضاف إلى مكتبة، هو كتاب تم إنقاذه من البربرية... ندمي الوحيد حول "الحياة الأخرى" هو أن لا مكتبات هناك".

المساهمون