وبلغ عدد الواصلين إلى قلعة المضيق بحسب ما أكد لـ"العربي الجديد"، الناشط يحيى أبو الحسن، نحو 1500 شخص، ما بين مقاتلين وعائلاتهم، ومدنيين بينهم نساء وأطفال من سكان حي برزة شمال شرق دمشق، حيث كانت فرق الدفاع المدني والهلال الأحمر قد استعدت لنقل الجرحى والحالات الصحية الحرجة منهم للعلاج في نقاطٍ طبية، فيما جهزت بعض الجمعيات مساكن يقيم فيها الواصلون من دمشق مؤقتاً.
وفيما بدت علامات الإرهاق واضحة على وجوه المُهجرين من برزة، عبر أحدهم ويدعى صلاح إدلبي عن قلقه حول مصير أقاربه وأصدقائه الذين ما زالوا في برزة البلد، ومن المفترض أن يغادروها بحسب الاتفاق الذي تم التوصل إليه أول أمس الأحد، إلى محافظة إدلب أو مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي.
وقال إدلبي الذب عرّف نفسه كناشط بالأعمال الإغاثية، إنّ عملية نقلهم من دمشق إلى حماه لم تواجه عوائق تُذكر حيث "وصلت الباصات إلى برزة عند التاسعة صباحاً أمس (الاثنين)، وبدأ كل من رفض الرضوخ لشروط النظام، بتسجيل اسمه عند اللجنة المفاوضة المؤلفة من وجهاء في حي برزة"، مشيراً إلى أنه اختار كـ"آلاف آخرين الخروج وعدم البقاء حتى لا نبقى تحت رحمة من استمر بقصفنا وتشريدنا على مدار السنوات الستة الماضية".
ووصف الشاهد الذي روى لـ"العربي الجديد"، مشاهد من "يوم التهجير"، "الحالة النفسية للمُهجرين بالمأساوية للغاية، فليس هناك أصعب من أن تُجبر على ترك المكان الذي ولدت وعشت كل حياتك فيه، وأن تمضي في رحلةٍ تهجير نحو مستقبل مجهول، فالجميع ممن غادروا لا يعرفون مصيرهم ولا أين يذهبون، لكنهم اختاروا الخروج بعد أن دُمِرّ حيهم، وباتوا محاصرين ضمن مساحة مئات الأمتار المربعة دون غذاء أو دواء او أدنى مستلزمات العيش الأساسية".
وبحسب مصادر مختلفة، فإن نحو خمسة آلاف عائلة، تقيم في منطقة برزة البلد؛ وقد خرج منها أمس، نحو ألف وخمسمائة شخص بين مدنيين ومقاتلين، على أن يخرج آخرون عبر دفعات أخرى الى مناطق شمالي سورية، فيما اختار آخرون أن يغادروا نحو مناطق الغوطة الشرقية القريبة من حي برزة، على أن يبقى من أراد ضمن الحي، بشرط أن يخضع الشباب الذين بسن الخدمة العسكرية لـ"تسوية وضعهم" بعد أشهر.