ميلان بين ناريّ الميزانيّة.. وأحلام الميركاتو

20 اغسطس 2014
موسم الانتقالات مازال به بقيّة
+ الخط -

وقعت إدارة ميلان الإيطالي خلال موسم الانتقالات الصيفية بين ناري تلبية طلبات المدرب الجديد فيليبو إنزاجي، ومراعاة ميزانية هشة تفتقد لموارد مالية كبيرة، خصوصاً بعد فشل الفريق في التأهل لأي بطولة أوروبية بنهاية الموسم الماضي، ومع اقتراب نهاية فترة التنقلات، وبداية الموسم الجديد، لم ترض جماهير "الروسونيري" بالتعزيزات التي قامت بها الإدارة، رغم التعاقد مع أليكس وأرميرو في الدفاع واستقدام الإسباني دييجو لوبيز لحراسة المرمى.

فبعد موسم كارثي آخر، لا يمكن لنادي الرئيس بيرلوسكوني أن يقدم لجمهوره بطولة يمثل فيها دوراً ثانوياً بعيداً عن النجومية. وتماشياً مع هذه الحدود تحرك جالياني لتعزيز فريق ضعيف في الدفاع وفقير في الوسط وجيد إلى حد كبير في الهجوم، ولكنّ التعاقدات الجديدة لم تلق استحسان الجماهير، وهو ما ظهر في حملة اشتراكات موسمية فاترة جداً، شهدت بيع حوالي 15 ألف اشتراك فقط لا غير.

كثرت التحفظات والشكوك حول قيمة الفريق وقدرته الفعلية للمنافسة من أجل مركز يؤهل لإحدى البطولات القارية، وذلك بعد الجولة الأميركية، وعلى ضوء سلسلة من النتائج السيئة والأداء الهزيل وتزايد الرغبة في إيقاف التدهور الفني الذي يعيشه النادي منذ أربع سنوات، وعليه الحاجة لضمان عناصر بمقدورها تطبيق منظومة المدرب الجديد (4-3-3)، والرفع من فنيات فريق افتقد في الموسم الماضي للصرامة في الدفاع، واللمسة الفنية بالوسط، ومزيداً من الفعالية الهجومية.
ودائما ما تشهد الأيام الأخيرة من السوق الكثير من المفاجآت غير المتوقعة، وعليه يتأمل جمهور ميلان خيراً وينتظر الصفقة التي تعيد للمدرجات حماسها.
هذا لا يعني أن ميلان فجأة سيكون قادراّ على إنفاق 20 أو 30 مليون في السوق، إنما يعني أنه قد يقوم بالتضحية بعنصر لضمان حلول للمدرب الجديد في خطوط تحتاج للدعم. وقد يكون هذا العنصر هو المهاجم ماريو بالوتيلي، والذي بالرغم أنّ سعره انهار في السوق، لا سيما بسبب تصرفاته الشهيرة، وأخيراً بسبب كأس عالم مخيبة للآمال من كل النواحي، لا يزال يحظى ببعض الاهتمام وبشكل خاص من قبل الأندية الإنجليزية، فحسب آخر المؤشرات يبدو أن ليفربول عبر وكيل أعمال اللاعب، مينو رايولا عبر عن نيته في ضم اللاعب مقابل 20 مليون يورو بأقساط على 3 سنوات. في حال تمت هذه الصفقة، سيكون لدى الميلان السيولة اللازمة لشراء لاعب الوسط الفني الذي لطالما تحدث عنه إنزاجي.

وبغض النظر عن المشهد المستقبلي المرتبط ببيع بالوتيلي، يخرج إلى الساحة سؤال حول ماهية أهداف الميلان الحالية؟ ويعتبر الإسم الذي تتداوله الصحف منذ بداية السوق والذي يبدو الأقرب من ضمن الكم الهائل من الشائعات التي تحوم حول ميلان وغيره من الأندية، هو اليسيو تشيرتشي لاعب تورينو، نادي السكريتير السابق لبيرلوسكوني، كايرو والصديق الحميم لجالياني، واستناداً على هذه العلاقة الوطيدة والمقربة تستمر المفاوضات لتخفيض مطالب تورينو المالية وايجاد حل يناسب احتياجات الميلان (انتداب اللاعب على سبيل الإعارة مع الدفع المقسط على سبيل المثال) وخطف اللاعب من اتليتيكو مدريد الذي لم يخف يوماً إعجابه بالجناح الايطالي.

علاوة على هدف السوق تشيرتشي، يسعى جالياني لضم عناصر بخبرة وبأقل تكلفة ممكنة وهنا الأسماء الأقرب تبدو دزيمايلي والمخضرم بانديف وكلاهما من نابولي، حتماً ليست بأسماء عالمية تغذي خيال وأحلام الجماهير الميلانية، ولكنها واقعياً الأقرب بسبب وضع النادي المالي والإداري.

ما هو أكيد أنّ لاستعادة ثقة الجمهور لا تكفي الاجتماعات ومآدب العشاء في فيلا بيرلوسكوني أو الإشاعات عن انتداب كبير، ليس بمتناول الميلان حالياً، كلما احتاج سيلفيو لتأييد جماهيري في معركته السياسية، بل الأمر يحتاج إلى شيئ ملموس وأفعال، فالجمهور لن يقبل بموسم آخر يحمل سيناريو الموسم الماضي الذي بدأ بانتقاد اليجري واستمر باستقالة جالياني والصراع مع باربارا وانتهى بإقالة باهظة الثمن لكليرنس سييدورف غير المبررة.

المساهمون