ميشيل أوباما تهاجم ترامب بافتتاح مؤتمر الديمقراطيين: غير كفء ويفتقر للتعاطف

18 اغسطس 2020
ميشيل أوباما: جو كان نائباً رائعاً للرئيس (جو رايدل/Getty)
+ الخط -

وجهت زوجة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، التي تحظى باحترام كبير في أوساط الحزب الديمقراطي، كلمة في افتتاح المؤتمر الذي يختلف كلّياً هذا العام عن كل المؤتمرات السابقة، تضمنت انتقادا شديدا للرئيس دونالد ترامب.

وقالت السيدة الأميركية الأولى السابقة، في افتتاح مؤتمر الحزب الديمقراطي الإثنين بالتوقيت المحلي، إن ترامب رئيس غير كفء يُظهر "افتقارا تاما للتعاطف"، داعية لانتخاب جو بايدن في اقتراع الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني.

وقالت أوباما إنه "في كل مرة نلتفت إلى البيت الأبيض بحثا عن بعض القيادة أو المواساة أو أي مظهر من مظاهر الثبات، فإن ما نحصل عليه في المقابل هو الفوضى والانقسام والافتقار التام والمطلق للتعاطف".

في المقابل، دعت السيدة الأولى السابقة لاختيار بايدن، مشددة: "أنا أعرف جو. لقد كان نائباً رائعاً للرئيس. هو يعرف ما يتوجّب فعله لإنقاذ اقتصاد والتغلّب على جائحة وإظهار الطريق لبلادنا. هو سيقول الحقيقة وسيثق بالعِلم".

ويُقام المؤتمر على مدى أربعة أيام، وكان مفترضاً عقده في مدينة ميلووكي (عاصمة ويسكونسن)، لكنّ تفشّي وباء كوفيد-19 أجبر القيّمين على الحزب على إلغائه والاستعاضة عنه بمؤتمر يقام بغالبيته عبر الإنترنت.

تُعدّ ويسكونسن معقلا للديمقراطيين، لكنّ ترامب فاز فيها في انتخابات 2016، ما دفع الديمقراطيين بادئ الأمر إلى اتخاذ قرار إقامة المؤتمر فيها في محاولة لاستعادتها انتخابيا من الجمهوريين.

 

كذلك أجبر تفشي كوفيد-19 الجمهوريين على الاستعاضة عن مؤتمرهم الحزبي التقليدي، بآخر يقام عبر الإنترنت ويبدأ في 24 آب/أغسطس.

وسعى بايدن إلى التقليل من غرابة إقامة مؤتمر حزبي خال من الحشود والهتافات والمؤثرات المباشرة.

وجاء في تغريدة أطلقها بايدن لتشجيع الناخبين على متابعة المؤتمر ليل الإثنين: "قد نكون متباعدين ماديا، لكن الديمقراطيين من مختلف أنحاء البلاد سيتّحدون هذا الأسبوع لعرض رؤيتنا لأميركا أفضل".

من جهته، توجّه ترامب، الإثنين، إلى وسط غرب البلاد لإلقاء خطابين، أحدهما في مدينة أوشكوش في ولاية ويسكونسن، والتي تقع على مسافة نحو 140 كيلومترا من ملعب ميلووكي، حيث كان مقرّراً أن يعقد الحزب الديمقراطي مؤتمره.

وأثناء توقّفه في مينيسوتا، قال ترامب إنّ اقتراع الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر سيكون "الأهمّ في تاريخ بلادنا"، معتبراً أنّ بايدن يريد "إلغاء أسلوب الحياة الأميركي" وتحويل الولايات المتحدة "إلى بلد اشتراكي مملّ".

ولاحقاً، صرّح ترامب لشبكة "فوكس" الإخبارية الأميركية: "أعرف كل هؤلاء الأشخاص جيدا، تغلّبت عليهم كلهم المرة الماضية"، في إشارة إلى الرئيس الأميركي السابق أوباما وزوجته، والمرشّحة الرئاسية الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون، وخصم بايدن السابق في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بيرني ساندرز.

توجّه ترامب الإثنين إلى وسط غرب البلاد لإلقاء خطابين، أحدهما في مدينة أوشكوش في ولاية ويسكونسن، والتي تقع على مسافة نحو 140 كيلومترا من ملعب ميلووكي، حيث كان مقرّراً أن يعقد الحزب الديمقراطي مؤتمره

وقال ترامب: "لا يمكن أن يتّحدوا"، ساعيا عبر تصريحاته إلى زرع الشقاق في صفوف الديمقراطيين الساعين إلى تشكيل جبهة موحدة دعما لبايدن وإظهار تصميمهم على منع ترامب من الفوز بولاية رئاسة ثانية في انتخابات الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر.

ويأتي المؤتمر في توقيتٍ تُثير جهود ترامب للحد من التصويت بالمراسلة عبر البريد غضبا عارما.

ويدرس المدّعون العامّون في ولايات أميركية عدة اتخاذ إجراء قانوني، "للحفاظ على حق الأميركيين في التصويت" بالمراسلة.

ويُراجع هؤلاء المسؤولون "جميع الاحتمالات القانونية" المتاحة في هذا المجال، معتبرين أنّ الرئيس الأميركي "يحرم الناخبين من حقوقهم"، بحسب بيان صادر عن المدعية العامة في نيويورك ليتيسيا جيمس.

وأوضحت جيمس أنّها تقوم بهذه الخطوة مع "العديد من المدعين العامين الآخرين في البلاد".

أجواء "افتراضية"

لكنّ ترامب يصرّ على أن التصويت بالمراسلة يفسح المجال أمام التزوير، من دون إعطاء أي دليل على هذا الأمر، ويهدّد بحجب التمويل الإضافي الذي يشير الديمقراطيون إلى أنه ضروري للغاية للسماح لخدمة البريد الأميركية بالتعامل مع ملايين بطاقات الاقتراع.

وقال رئيس الحزب الديمقراطي توم بيريز إن المؤتمر سيتصدى للرئيس في "اعتدائه على ديمقراطيتنا"، عبر تسليط الضوء على ضرورة حماية التصويت بالمراسلة.

ويواجه منظّمو المؤتمر صعوبات في العثور على بدائل افتراضية للأجواء الاحتفالية المعتادة على غرار التصفيق والهتاف وإلقاء البالونات.

وسيتيح المؤتمر بنسخته الجديدة للمتحدّثين مخاطبة الناخبين الأميركيين، بدون أيّ من التأثيرات المعتادة والمبالغ فيها على المسرح وهتافات المندوبين.

لكن البعض يخشى أن يفضي ذلك إلى حدث ممل.

وشدد بيريز على ضرورة أن يُظهر الديمقراطيون أن الانتخابات التي تُجرى في زمن جائحة كوفيد-19 التي خلفت أكثر من 170 ألف وفاة في الولايات المتحدة وفي ظل غضب عارم إزاء عنف الشرطة والعنصرية، تتمحور حول القيادة والثقة.

وقال: "نحتاج إلى من يدير الدفة بثبات واقتدار. هذا الشخص هو جو بايدن. وهي كامالا هاريس".

وينطلق مؤتمر ترشيح بايدن في ظل تقلّص تقدّمه على الرئيس في الاستطلاعات، ووسط آمال بأن يلقى اختياره للسناتورة كامالا هاريس نائبة له تأييدا واسعا في أوساط الديمقراطيين.

 

وهاريس هي أول سوداء يتم اختيارها من قبل أي من الحزبين لهذا المنصب.

ومن شأن اختيار هاريس، البالغة 55 عاما والنائبة العامة السابقة المتحدّرة من أصول هندية وجمايكية، أن يضخ طاقة شبابية في حملة بايدن البالغ 77 عاما.

وسيكون ساندرز، الذي يقود جناح الحزب اليساري الأكثر ليبرالية، أحد أبرز المتحدّثين الإثنين، إلى جانب السيدة الأولى سابقا ميشيل أوباما التي تحظى بشعبية واسعة في صفوف الحزب الديمقراطي.

أما الثلاثاء، فيلقي الرئيس الأسبق بيل كلينتون وجيل بايدن، زوجة المرشّح الحالي، خطابيهما.

وفي محاولة منه لخطف الأضواء من المؤتمر الديمقراطي، يلقي ترامب خطابا قرب سكرانتون في بنسيلفانيا، البلدة العمالية حيث نشأ بايدن، بالتزامن مع أهم لحظة في المسيرة السياسية لمنافسه.

 

(فرانس برس)

 
المساهمون