هو ميسي الذي يصنع العجب لساعات، اللاعب الوحيد الذي يتحدى الكون ويتوقف الزمن من حوله عندما تُلامس الكرة قدميه. هو ميسي، هو ليونيل ميسي. هو القاتل الذي يُراقص موتاه، بلسان المعلق علي سعيد الكعبي، وهو اللاعب الذي وصفه عصام الشوالي بكلمات لا تُنسى "أنا الذي نظر العاشق إلى قدمي وأطربت مراوغاتي من به ملل، أنا ليو عارض المتعة في عالم القدم أنا ميسي كبيرهم على صغري".
من أين جاء ميسي بكل هذا الجمال حتى أصبح الصمتُ في حضور ميسي جمالاً وأكثر. لا تُحدث الجماهير عن بيليه أو مارادونا بعد اليوم، بل حدثهم عن لاعب سجل وصنع أهدافاً على مدى 12 موسماً متتالياً في دوري أبطال أوروبا. لا تُحدث كرة القدم عن أساطير صنعت التاريخ سابقاً، بل حدثها عن ميسي الذي يُسجل 40 هدفاً وأكثر في موسم واحد منذ عشر سنوات وبشكل متتال.
الجميع تابع وسمع عن مراوغات مارادونا وأناقة بيليه على أرض الملعب في أيام العصر الذهبي، لكن ميسي صنع مراوغة على تلفزيون ملون وبعد سنوات بتقنية الـ"HD"، سجل هدفاً عالمياً بالإعادة البطيئة وبتقنية الـ"3D"، مرر تمريرة ساحرة بالـ"Slow Motion" وبتقنية الـ"360". ظهر في جيل الألفية الجديدة فخطف أنظار أجيال الستين، السبعين، الثمانين والتسعين، وسيُتابعه حتماً جيل الألفية الثالثة عبر تقنيات وتكنولوجيا لم يتعرف عليها العالم، لأن ميسي أمسى الماضي، المستقبل والحاضر في كرة القدم...
هو ميسي القادر على مراوغة خمسة أو ستة لاعبين. هو ميسي القادر على صناعة شيء من لا شيء. هو ميسي المُتكامل الذي يُسجل، يصنع ويُقاتل على كل كرة. هو ميسي الذي أسقط مُدناً بأكملها مثل مدريد، ميونخ، لندن، مانشستر، باريس، روما، أمستردام، لشبونة وغيرها الكثير... هو باختصار ليونيل ميسي اللاعب الذي يُراقص موتاه...