مثّلت المغنية الجنوب أفريقية الراحلة ميريام ماكيبا (1932 – 2008) القارة السمراء وحركاتها التحرّرية ضد الاستعمار والدكتاتوريات، بما فيها الجزائر التي نالت جنسيتها عام 1972 مثلما نالت جنسيات بلدان أفريقية أخرى وتكريمها، وآخر ذلك إعلان وزارة الثقافة الجزائرية أمس تأسيس جائزة تحمل اسمها لأفضل الأعمال الموسيقية والسينماتوغرافية والأدبية.
"ماما أفريقيا"، كما يلقبّونها، زارت الجزائر عام 1969 لتشارك في أول مهرجان أقيم بعد الاستقلال وتقدّم فيه أغنيتها "أنا حرّة في الجزائر"، لتعود اليوم إليها عبر "جائزة ميريام ماكيبا للإبداع الفني" التي ستُمنح للمبدعين الأفارقة في مختلف المجالات الفنية من قبل الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة (أوندا).
ومن المعروف أن صاحبة أغنية "باتا باتا" بدأت مشوارها وهي في الثامنة من عمرها، حين التحقت بجوقة إحدى الكنائس، وقبل أن تصل العشرين أصبحت نجمة فريق "Manhattan Brothers" الشهيرة، لتنطلق في تقديم أغانيها تعبيراً عن مواطنيها المضطهدين بسبب نظام الفصل العنصري "الأبارتايد" التي كانت تمارسه سلطة بلادها آنذاك.
راجت أغانيها حول العالم، حيث كان يُهتف بكلماتها أثناء مظاهراته الطلبة في أوروبا والولايات المتحدة عام 1968، واحتفت بجميع حركات الاستقلال في قارتها، وكذلك ضد العنصرية في أميركا، من خلال موسيقاها التي تمزج الجاز والبلوز مع الألحان الأفريقية الشعبية.
شاركت كممثلّة في الفيلم التسجيلي "عودي إلينا يا أفريقيا" (1959) للمخرج الأميركي ليونيل روغوزين، والذي تناول القمع والظلم الذي مارسه النظام في بلادها، وظّلت منذ ذلك العام تنتقل من منفى إلى آخر بعد تجريدها من الجنسية لتعود إلى جنوب أفريقيا عام 1990 حين استلم نيلسون مانديلا السلطة، وقد قدّمت في حياتها أكثر من 30 أسطوانة طوال أكثر من نصف قرن من العمل أسّست خلاله عدة فرق قبل أن تعتزل الغناء عام 2005.
لم يعلن تفاصيل الجائزة بعد، لكن جرى تحديد يوم 14/ كانون الاول/ ديسمبر من كلّ عام موعداً في حفل يخصّص لتوزيعها.