وكانت سياسة استقبال طالبي اللجوء التي اعتمدتها ميركل، الصيف الماضي، وشهدت دخول 1.1 مليون لاجئ في 2015 إلى البلاد، في صلب النقاشات الانتخابية، وتثبت النتائج الاستثنائية التي حققها "البديل من أجل ألمانيا" في المقاطعات الثلاث (بين 12 -24%) حجم المعارضة التي تواجهها.
واستبعد مسؤولون سياسيون، منذ مساء الأحد، أن تغير ميركل نهجها مستقبلا، إذ إنها ترفض تحديد سقف لعدد اللاجئين الذين تستقبلهم ألمانيا.
وقال سيغمار غابرييل، نائب المستشارة وزعيم الاشتراكيين-الديمقراطيين، شركاء ميركل في الائتلاف الحكومي: "لدينا خط واضح حول السياسة المتعلقة باللاجئين وسنستمر فيه".
وأقر أمين عام الاتحاد المسيحي الديمقراطي، بيتر تاوبر، بأن "المرحلة صعبة"، لكنه أكد أنه "لا يتوقع" تغييرا في نهج المستشارة.
وبالنسبة إلى "الاتحاد المسيحي الاشتراكي"، الحليف البافاري للاتحاد المسيحي الديمقراطي، والذي يعارض سياسة ميركل للهجرة، فإن نتائج الانتخابات تثبت أنه لا بد من تغيير الاتجاه.
اقرأ أيضا: ميركل: إغلاق طريق البلقان لا يحل مشكلة الهجرة
أما الصحف الإلكترونية، فكتبت أن "الاتحاد المسيحي الديمقراطي" الخاسر الأكبر، وحزب "البديل من أجل ألمانيا" الفائز الأكبر، مشيرة إلى أن ميركل تجد نفسها في وضع غير مريح بعد أن هيمنت على الحياة السياسية في ألمانيا لسنوات.
وكتب موقع صحيفة "در شبيغل" أنه "أحد أسود للمستشارة أنجيلا ميركل. لقد أملت لفترة طويلة في الفوز على الرغم من المعارضة لسياستها حول المهاجرين" بمنطقتين، مضيفا: "لكن في النهاية لم يحصل ذلك. وسيتعين على ميركل التعايش مع المأخذ عليها بأنها سمحت لحزب "البديل من أجل ألمانيا" بتثبيت موقعه".
وكتب موقع صحيفة "بيلد" الشعبية أنه يتعين على الحزبين اللذين يهيمنان على الحياة السياسية الألمانية منذ 1945 "تضميد الجروح"، بعد "هذا الاختبار المهم حول سياسة الهجرة".
وهذه النتائج ستضع ميركل في موقع صعب على المستوى الأوروبي، حيث إن رفضها إغلاق أبواب الاتحاد الأوروبي أمام تدفق اللاجئين، خصوصا السوريين الفارين من الحرب، كان موضع انتقادات شديدة من قبل دول أعضاء عدة.
وخسر المحافظون، بزعامة ميركل، في ولايتين من ثلاث أجريت فيها انتخابات، أمس الأحد، بتصويت كبير لصالح حزب "البديل من أجل ألمانيا"، المناهض للهجرة.
وتمثل الخسائر في ولايتي بادن فورتمبرغ وراينلاند بالاتينات أسوأ سيناريو لميركل، التي راهنت على تاريخها العام الماضي، بقرارها فتح أبواب ألمانيا أمام أكثر من مليون مهاجر، في خطوة رفضها الناخبون.
وكانت ردة الفعل واضحة أيضا في ولاية ساكسونيا السفلى، في ألمانيا الشرقية سابقا، حيث لا يزال حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، الذي تتزعمه المستشارة الألمانية، أكبر الأحزاب، لكن حزب "البديل من أجل ألمانيا" حصد فيها 21.5 في المائة، ليدخل المجالس النيابية في الولايات الثلاث.
وقالت فروك بيتري، زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا": "لدينا مشكلات كبيرة في ألمانيا، أدت إلى هذه النتائج في الانتخابات".
اقرأ أيضا: ألمانيا: حزب البديل يحقق نتائج غير مسبوقة ببرلمانات الولايات
وفي ولاية بادن فورتمبرغ، بجنوب غرب ألمانيا، حصل حزب الخضر على المركز الأول بنسبة 32.5 في المائة، تلاه "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" بنسبة 27.5.
وكانت الولاية مركزا لتأييد "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" على مدار أكثر من 50 عاما، قبل أن تتحول لتأييد تحالف بقيادة "الخضر" و"الحزب الديمقراطي الاشتراكي" في 2011، عقب كارثة فوكوشيما النووية في اليابان.
وكانت النتيجة الأسوأ لحزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" في ولاية راينلاند-بالاتينات، وهي ولاية المستشار السابق هيلموت كول، حيث خسرت جوليا كلوكنر، التي تسعى إلى خلافة ميركل، أمام مالو درير، مرشحة الحزب الاشتراكي الديمقراطي ورئيسة وزراء الولاية.
وفاز الحزب الاشتراكي الديمقراطي بنسبة 37.5 في المئة، مقابل 33 في المائة للاتحاد الديمقراطي.
وفي ساكسونيا السفلى، حافظ الاتحاد الديمقراطي المسيحي على تفوقه، محققا 30.5 في المئة من التصويت، لكن حزب "البديل من أجل ألمانيا" حقق 21.5 في المائة، متفوقا على "الحزب الاشتراكي الديمقراطي"، شريك ميركل في الائتلاف الحاكم.
ونتيجة انتخابات أمس هي الأولى التي يصبح فيها حزب "البديل من أجل ألمانيا" ثاني أكبر حزب في إحدى الولايات.
ويعتمد الحزب الممثل بالفعل في خمسة من المجالس النيابية الألمانية الستة عشر على شعارات، منها "احموا الحدود"، و"أوقفوا فوضى اللجوء".
وكان الإقبال في الولايات الثلاث أعلى بكثير من انتخابات عام 2011، بحيث ارتفع بنسبة 5.7 في المائة في بادن فورتمبرغ، وبنسبة 9.7 في راينلاند-بالاتينات، وبـ11.8 في ساكسونيا السفلى.
اقرأ أيضا: انتخابات الولايات الألمانية اليوم... اليمين المتطرف بديلاً لميركل؟