ميركاتو ليفربول..أحلام المشجعين تخضع أمام الواقع

01 اغسطس 2015
+ الخط -


تعاقد ليفربول بشكل رسمي مع كلٍ من كريستيان بنتيكي وداني إنجز، كبدائل هجومية بعد تكرر إصابة ستوريدج، ورحيل النجم الشاب ستيرلينج إلى صفوف مانشستر سيتي، لتكون الأسلحة الهجومية لزعيم ميرسيسايد في موضع اختبار جديد خلال الموسم المنتظر، تحت قيادة المدرب براندن رودجرز.

وبعد إتمام الصفقات الجديدة، انتشرت تغريدة غريبة لأحد مشجعي ليفربول، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، توقع خلالها هذا المشجع بأن فريقه سيتعاقد مع "إنجز، بنتيكي، ميلنر"، رغم أن النادي يحتاج إلى "أوباميانج، لاكازيت، بيانيتش"، بتاريخ 27 فبراير/ شباط 2015! فهل فعلاً رأي هذا المناصر صحيح، أم إدارة ليفربول هي المحقة؟

الثنائي الهجومي
بنتيكي هداف بالفطرة، لغة الأرقام وفقاً لأوبتا تؤكد أن البلجيكي يعتبر رابع أفضل مهاجم في الدوري الإنجليزي منذ 2012، من ناحية إحراز الأهداف داخل شباك المنافسين، مع نسبة نجاعة كبيرة للغاية خلال آخر ثلاث سنوات، يتصدّر كريستيان الترتيب بنسبة 22.1%، متفوقاً على نجم مانشستر يونايتد واين روني، الذي حل ثانياً بنسبة 20.5%. بينما يعتبر إنجز مهاجماً ممتازاً أمام المرمى، بعد تسجيله 11 هدفاً مع بيرنلي في الموسم الماضي، كلها من داخل منطقة الجزاء.

لا يكتفي الثنائي الجديد بتسجيل الأهداف فقط، بل يمتاز أيضاً بالعودة إلى منطقة الوسط الهجومي، وإعطاء الفرصة إلى القادمين من الخلف، من أجل التوغل داخل صندوق العمليات، في ما يُعرف تكتيكياً بعمل ما قبل الأهداف. وبالتالي سيكون هجوم ليفربول فعالاً من ناحية تسجيل الأهداف بالقدمين والرأس، سواء من مسافات قريبة أو بعيدة، وهذا ما افتقده بالوتيلي ولامبرت وبقية الأسماء خلال المباريات الفائتة.

لكن هناك عيباً فنياً أيضاً يعاني منه الهجوم الجديد خصوصاً بنتيكي، في ما يتعلق بعملية الركض السريع الخاطف خلف المدافعين، مع ضعف مهارة المراوغة في موقف 1 ضد 1، وهذه الأمور تظهر بشدة في المباريات المغلقة أمام الفرق التي تلعب بدفاع متأخر، لأن الحاسم دائماً في مثل هذه المناسبات، يكون مع هذا اللاعب المهاري. إنجز لديه هذه الصفة لكن الأساس بنتيكي، المهاجم الذي دفع فيه ليفربول أموالاً طائلة، من أجل الخانة الأساسية.

الثنائي البديل
أراد أنصار ليفربول كلاً من أوباميانج لاعب دورتموند، ولاكازيت هداف ليون والدوري الفرنسي، لكن جاءت إدارة الليفر بأسماء أخرى. وإذا حاولنا المقارنة بين الجانبين، سنجد أن رأي المشجع هو الأنسب فنياً، لأن اللاعب الأفريقي أوباميانج يمتاز بسرعة غير عادية، وهو بارع بشدة في لعبة الركض واستثمار المساحات خلف المدافعين، مع قدرة على أداء دور الساعد الهجومي على أطراف الملعب.

لاكازيت أيضاً هداف من طراز فريد، مثله مثل بنتيكي، لكنه يتعامل بالكرة أفضل في المساحات الضيقة، لذلك ثنائية "أوبا-لاكازيت" متنوعة أكثر على المستوى التكتيكي، بوجود لاعب سريع وقوي بين الأطراف والعمق، ومهاجم خاطف يترجم الفرص إلى أهداف في أي رقعة بالثلث الهجومي الأخير.

فقط الكرات الهوائية هي نقطة ضعف هذه الثنائية، لكن فريقاً مثل ليفربول لا يلعب كثيراً في الهواء، وبالتالي لن يتأثر بفكرة وجود مهاجم لا يجيد الرأسيات، وبالرجوع إلى الخلف، صنع سواريز وستوريج ثنائية تاريخية، رغم أنهما يلعبان على الأرض أكثر. لكن في النهاية ظروف السوق ورغبة النجوم، كلها عوامل أبعدت "الريدز" من سباق التعاقد مع هذه الخيارات.

ميلنر أم بيانيتش؟
بيانيتش هو لاعب الوسط الثالث المكمّل لطريقة ثلاثية الارتكاز، اختلاف بيانيتش في أنه لاعب وسط مباشر، يجيد اللعب في الأمام لكنه يعود لتكملة خط الوسط، هو ليس صانع لعب حقيقي بل نجماً يتحرك بذكاء في منطقة الوسط الهجومي دون توقف، وبالتالي تزيد مهامه الهجومية بالمقارنة مع تقييمه في شغل الشق الدفاعي.

أما ميلنر فهو لاعب الوسط الكل في الكل، يجيد التمركز كجناح صريح على الخط، مع التحول إلى دور لاعب الارتكاز المساند، لا يهاجم فقط للأمام، بل يعود أيضاً ويساعد زملاءه في الضغط على حامل الكرة من المنافس، لذلك هو لا يمتاز بمهارة وقدرات بيانيتش، لكنه أكمل في ما يخص عملية التوازن أثناء التحولات، ويناسب جداً أفكار المدرب رودجرز، خصوصاً أنه يميل إلى نوعية اللاعبين التي تشغل أكثر من مركز.

ومن الهجوم إلى الدفاع مروراً بالوسط، لا يزال الليفر يحتاج إلى مدافع إضافي، في حال عودة الألماني التركي إيمري كان إلى خانة المنتصف، لأن لوفرين لم يقدم نفسه بعد بالشكل الصحيح، وسكرتل فقط من يستحق المكان الأساسي، لذلك رغم كل هذه التعاقدات الأخيرة، إلا أن ليفربول بعيد عن مقولة "الفريق المكتمل"، ويحتاج إلى تدعيمات جديدة، وعمل فني مضاعف للاستفادة القصوى من الصفقات الحالية.

لمتابعة الكاتب
اقرأ أيضاً:

هل يلعب بالوتيلي وكاسانو في الدوري القطري؟

قمة الوفاء: جيرارد يرتدي واقياً بشعار ناديه السابق ليفربول
دلالات
المساهمون