لطالما، كانت أندية كرة القدم في العالم، تبحث عن صفقات قوية خلال فترة الانتقالات الشتوية والصيفية، تبحث عن المهاجم الفعال والمدافع الشرس ولاعب خط الوسط الذكي، لكنها، دائماً، كانت تتجاهل قيمة حارس المرمى في الملعب، وكأنه لاعب عادي، لكن بعد 103 تقريباً أصبح لحارس المرمى قيمة لا يمكن الاستخفاف بها.
منذ سنوات طويلة وأبرز الأندية الأوروبية، مثل برشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد وبايرن ميونيخ وغيرها من الأندية العريقة لا تعطي حارس المرمى أهمية كبيرة في الميركاتو أو في أولوياتها، ربما لأن هذه الأندية تبحث عن صناعة الألقاب، لذلك تصرف النظر عن مركز حراسة المرمى، وتصب تركيزها على المهاجم أو صانع الألعاب الذي يغير الكثير على المستطيل الأخضر، لكن في ميركاتو عام 2015 الكلام أصبح مجرد حبر على ورق.
الصراع على ضم حراس المرمى في ميركاتو الصيف، يحتل المرتبة الأولى لدى معظم الأندية الأوروبية حالياً، بيتر تشيك، انتقل من تشيلسي إلى أرسنال، ليس لأن أوسبينا ليس حارساً جيداً، لكن نظراً لحساسية هذا المركز والخوف من فقدان حارس قوي، ليحل مكانه حارس ضعيف، دفع بأرسنال للتعاقد مع تشيك، وهناك في البرتغال بورتو يقاتل من أجل خطف حارس مرمى بحجم كاسياس، وفي الوقت نفسه "الملكي" يريد ذلك الحارس العملاق الموجود في مانشستر يونايتد الإنجليزي.
وقبل ذلك تعاقد برشلونة مع حارس عملاق مثل كلاوديو برافو والذي لعب دوراً كبيراً في تتويج برشلونة بالثلاثية التاريخية، ومثله الألماني مانويل نوير، الذي انتقل إلى بايرن ميونيخ وأصبح من أفضل حراس المرمى في العالم. كل هذه المؤشرات تؤكد، أن حارس المرمى لم يعد مجرد لاعب عادي على أرض الملعب، بل أصبح ركيزة أساسية في كل فريق، لأن الحارس الضغيف يؤثر، سلباً، على أي فريق مهما كان حجمه الكبير.
والمثير أنه عبر التاريخ لم يتم تكريم حراس مرمى لفتوا الأنظار على الرغم من دورهم الكبير في صناعة المجد الكروي، باستثناء ليف ياشين الروسي، الذي كان الحارس الوحيد الذي يحصد جائزة أفضل لاعب في العالم، والأمر الثاني أن حارس المرمى وسعره في السوق لا يُقارن بنجوم الهجوم والدفاع أو خط الوسط، باستثناء، أيضاً، الإيطالي بوفون أغلى حراس المرمى في العالم، والذي انتقل من بارما إلى يوفنتوس مقابل 3 ملايين يورو في عام 2001.
طوال هذه السنوات وحارس المرمى ليس له قيمة، مثل أي لاعب على أرض الملعب، على الرغم من أنه، فنياً، عنصر مؤثر في نفسية اللاعبين وبث الراحة لديهم، أن هناك حارساً قادراً على صناعة الفارق وحماية المرمى بشكل مُتميز، لكن بعد 103 سنوات، تقريباً، في ملاعب كرة القدم، أصبح لحراس المرمى قيمة في السوق، وميركاتو عام 2015 يُظهر أهمية حراس المرمى، بعد أن كانت الأندية تمنحهم قميصاً للمباريات فقط، والتركيز كله على الخطوط الثلاثة في الفريق.
اقرأ أيضاً:شبح مورينيو يُطارد كاسياس في "بورتو"