يشكو أهالي مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين على تخوم العاصمة اللبنانية بيروت، من مشكلة ملوحة المياه، من ضمن كثير من مشاكل البنى التحتية المزمنة.
ويعتمد أهل المخيم ومعظمهم من الفلسطينيين، على خدمات وكالة الأونروا، ما يحرمهم بالتالي من خدمات الدولة اللبنانية. ويضطر كثير منهم إلى تحلية المياه كي تصبح صالحة للشرب وغيره من الاستخدامات.
من جهته، يقول المسؤول في اللجنة الشعبية للمخيم أبو عماد المصري: "كان هناك قرار بتحسين البنى التحتية في مخيمي صبرا وشاتيلا والجوار، لتنظيم المجاري ومياه الشتاء، ضمن مشروع من تمويل الاتحاد الأوروبي. تابعنا من خلال اللجنة سير عمل المشروع منذ بدايته وحتى نهايته، مع العلم أنّ هناك من سعى لتعطيل المشروع لأسباب شخصية، لكننا نصرّ على متابعته حتى النهاية".
يضيف: "طلبنا من المانحين حفر بئر ارتوازي لاستخراج المياه الجوفية النظيفة والحلوة، وهو ما يتطلب موافقة الدولة اللبنانية، وبالفعل نعمل على هذا".
أما عن الواقع الحالي فيقول: "هناك خمسة آبار في المخيم، وهي تكفي للخدمة العادية، لكن إذا أردنا تحليتها فهي لا تكفي للشرب والخدمات الأخرى معاً". وكان المشرفون السويسريون على محطة التحلية ومن قبلهم الإيطاليون قد اقترحوا إعطاء كلّ بيت 30 لتراً من المياه المحلاة، لكنّ ذلك لا يكفي".
ويتابع: "وبذلك بدأنا مشروع البئر الجديد، وتم إنجاز 70 % منه. وكنا قد اتفقنا على مدّ حنفية مياه حلوة واحدة لكلّ بيت، لكننا تفاجأنا بأنّ المشروع يهدف إلى مدّ حنفية واحدة لكلّ حيّ. وما زلنا نتباحث في الأمر مع الأونروا". وفي انتظار ذلك، يتوقف المشروع، فالجهات المانحة تطلب دائماً جهة رسمية للتواصل معها، والأونروا كانت تلك الجهة.
وعن سير المشروع، يقول: "حاولنا حفر البئر لكننا اصطدمنا بصخرة بركانية على عمق 300 متر، وعندما اخترقت الحفارة الصخرة، خرجت مياه بركانية سوداء، ورائحتها كبريتية وعفنة. جلبنا مهندساً جيولوجياً فأكد أن المياه غير صالحة، حتى وإن كررناها مائة مرة". ويضيف: "أقفلنا ذلك البئر، وحفرنا بئراً أصغر على عمق 35 متراً. ولا يمكن أن نحفر بما هو أعمق من ذلك في الأراضي غير الكبريتية، لأنّنا قد نصل إلى مياه البحر المالحة هذه المرة، فالمخيم يقع في منطقة أكثر انخفاضاً من باقي مناطق بيروت".
وفي الوقت الراهن وبانتظار إتمام المشروع، لا يحصل كلّ بيت فلسطيني إلاّ على 30 لتراً من المياه الحلوة من محطة التكرير الأساسية. بينما يلبي استخداماته الباقية من المياه المالحة التي توفرها الآبار القديمة.