موهوبون ومبدعون صغار من الجزائر في رحلة تحقيق الأحلام

16 نوفمبر 2017
تلاميذ الجزائر (فيسبوك)
+ الخط -
قطع الطالب ياسين بولنوار، نحو 120 كيلومتراً من بلدة "العجيبة" بولاية البويرة، للوصول إلى البريد المركزي في قلب العاصمة الجزائرية، بغية المشاركة في أحد النشاطات الثقافية التي أقامتها ولاية الجزائر، للموهوبين والمبدعين الصغار، في رحلته للسعي وراء أحلامه.

يقول بولنوار، لـ"العربي الجديد"، إنه يطمح أن يكون طياراً، وهنا في النشاط الذي ضم العشرات من التلاميذ والشباب، تمكن الطفل البالغ تسع سنوات من تحقيق رغبته في الاطلاع على بعض الاختراعات، وتسجيل رغبته في السجل الخاص بالموهوبين.
يتحدث عن حلمه وهو يداعب القلم وينظر للورقة البيضاء باستحياء، ويردد "الأهم أنني وجدت ضالتي"، فأغلب المشاركين قدموا من مختلف أحياء العاصمة، بينما هو قادم من ولاية بعيدة.

جمعت الموهبة والإبداع عشرات التلاميذ، وبعضهم من المدن الداخلية الجزائرية، حيث تتولى دور الشباب ومراكز التكوين، وهو ما أكده مدير دار الشباب بمنطقة حمر العين في ولاية تييازة، مهدي حاج علي، لـ"العربي الجديد"، والتي أطلقت برنامجا أسبوعيا يتكفل بتشجيع المواهب أطلق عليه اسم "نادي الشطار" يضم العشرات من التلاميذ.
ويضيف حاج علي، أن "الموهبة تبرز في تعلق التلميذ بالنادي الذي يشجعه على الاستمرار في ممارسة نشاط معين، مثل الرسم أو التمثيل أو العزف، أو المنافسة في الشطرنج أو كتابة الشعر والقصة، أو الاختراعات".

ويؤكد أستاذ العلوم الطبيعية، محمد يوهالي، لـ"العربي الجديد"، أن عشرات من تلامذته ضاعوا بين الكراريس والدروس، رغم إمكاناتهم التي ظهرت خلال مشوارهم الدراسي خارج المقررات المدرسية، ويرى بوهالي أن "المعضلة الكبرى في الجزائر هي المثبطات المتمثلة في العائلة التي لا تمنح ابنها فرصة التميز، وحصره بين التحصيل المدرسي وبين المحيط الذي لا يعترف إطلاقا بالتميز والمواهب، وكذا المجتمع الذي لا يهتم بفئة المتميزين".

ويدعو المدرس وزارة التربية الجزائرية إلى تأهيل الموهوبين، وحملهم على إفادة بلدهم عن طريق تحفيزهم للمضي نحو تحقيق أحلامهم على أرض الواقع، واكتشاف مواهب أخرى.

قصاصات الطموحات

يقول تلميذ السنة الأولى ثانوي، عمار سعدون، لـ"العربي الجديد"، إنه قرر أن يدون أحلامه ويحتفظ بقصاصات التدوين إلى حين تحقق الحلم، لافتا إلى أنه يطمح إلى تعلم المزيد، والحصول على شهادة البكالوريا بمعدل يسمح له بولوج الجامعة في تخصص يحقق أحلامه وطموحاته.
بالحروف والكلمات دونت مجموعة التلاميذ أحلامها على قصاصات من الورق الملون حتى تبقى للذكرى. بعدها تم وضع تلك الأوراق على سبورة، وبدأ كل تلميذ بشرح وجهة نظره، وطرق تحقيق طموحاته بحرية.

وترعى وزارة التربية الجزائرية عددا من الموهوبين في مؤسسات تربوية خاصة أسستها لرعايتهم وتحفيزهم على التقدم، وبينها الثانوية الرياضية الخاصة لمن يزاولون لعبة أو رياضة معينة، ومدارس متخصصة في العلوم والتكنولوجيا، ويؤكد الأستاذ عبد اللاوي نسيم، لـ"العربي الجديد"، أن هذه المؤسسات التربوية المتخصصة تهدف إلى "تأطير المواهب وحملهم على تحقيق أهدافهم وطموحاتهم".
من جهتها، ذكرت الأخصائية النفسية، حبيبة مدور، أن هناك أولوية في الجزائر لوضع برامج ونشاطات خاصة بالموهوبين، مؤكدة أن "البرامج التعليمية العادية من شأنها أن تضيع على البلاد عباقرة يمكن أن تستند إليهم في تطوير الاقتصاد الوطني".
وتطالب مدور، وزارة التربية بتقييم إمكانات البلاد البشرية وتخصيص ميزانية مالية لدعم تعليم المتميزين وفق استراتيجية محكمة علي المدى المتوسط والبعيد. وتضيف أن "تأهيل المتفوقين يتم عن طريق برنامج تنفيذي يشمل، علاوة علي التعليم في مجال الرياضيات مثلا، رعاية اجتماعية ونفسية".

ويعترف العديد من الأساتذة في الجزائر، بأن المعضلة الكبري هي عدم اكتشاف المواهب، وحتى إن تم التقاطها، فلا يمكنها المتابعة بسبب ظروف الدراسة والظروف الاجتماعية التي لا تولي اهتماما بالمتفوق ما يستدعي توسيع استعمال أساليب الكشف عن المواهب عبر مختلف مدارس الجزائر، فضلا عن ضرورة تحفيزهم على التخصص والتميز.

دلالات
المساهمون