موقع الاكتشاف يقع بالقرب من مدينة توزر (جنوب غرب البلاد)، في موقع "كستيليا"، ويتمثّل في العثور على كنيسة تعود إلى ما يسمّى بالعهد الروماني المتأخر، وهي المرحلة التي سبقت دخول الإسلام إلى شمال أفريقيا.
كانت الحفريات قد انطلقت في هذا الموقع في بداية الشهر الجاري بناء على تقديرات بإمكانية العثور على مدينة مطمورة في الأرض، ويبدو أن العثور على كنيسة تمتدّ على مساحة على 140 متراً مربعاً، ويقدّر ارتفاعها بثلاثة أمتار ونصف، يرجّح وجود هيكلة مدينة من حولها، وهو ما قد يمثّل اكتشافاً مهماً في خارطة الآثار في شمال أفريقيا.
وبحسب وصف فريق الخبراء الذي تناقلته وسائل إعلام محلية، فإن الكنيسة تحتوي على ثلاثة أروقة ويضمّ الرواق الأوسط المعبد الذي يقابله المحراب وغرفتين في الجانبين الأيمن والأيسر. كما جرى ترجيح استغلال الكنيسة إلى فترة لا تقل عن قرنين، قبل أن تهجر ثم تطمرها الرمال.
هذا الاكتشاف، خصوصاً إذا ما كشفت الحفريات القادمة عن وجود مدينة بأكملها، قد يمثّل إضافة أساسية في بناء عناصر تاريخ تونس، خصوصاً تلك الفترة ما قبل الإسلامية والتي تعتبر من أقل الفترات دراسة من قبل المؤرّخين، سواء منهم التونسيين أو الأجانب المهتمين بتاريخ تونس، وذلك مقارنة بالعصر الذي ازدهرت فيه قرطاج، أو العصور الرومانية الأولى، أو تاريخ الدول الإسلامية التي حكمت البلاد.