موسم كروي أوروبي استثنائي

08 اغسطس 2020
الدوريات الأوروبية حُسمت وبقي الأبطال (العربي الجديد)
+ الخط -

في انتظار ما ستسفر عنه مسابقة دوري الأبطال في صيغتها الطارئة الفريدة من نوعها بعد خروج الريال واليوفي، فإن نهاية الموسم الكروي على صعيد الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى لم تشهد مفاجآت كبيرة، رغم تأثيرات تفشي وباء كورونا التي أوقفت البطولات وأجّلت عديد المسابقات، ومن بينها نهائيات كأس أمم أوروبا، كذلك ألغت عمليات سبر الآراء لاختيار الأحسن خلال هذه السنة، وحرمت الجماهير حضور المباريات واحتفالات الفرق المتوجة، بل بالعكس كرست هيمنة الكبار الذين يواصلون السيطرة في كل الظروف، رغم ما فعله في إيطاليا نادي أتلانتا الذي كان الفريق الأكثر تهديفاً وإمتاعاً، وكان يوفنتوس وليفربول والريال والبايرن أسياد دورياتهم، بينما أثرت سلباً بأداء البرسا ونتائجه، الذي لم يبقَ له سوى دوري الأبطال لإنقاذ موسمه. 

موسم كورونا شهد عودة ليفربول إلى سكة التتويجات باللقب بعد ثلاثة عقود من الغياب، بقيادة الألماني يورغن كلوب، وأفضل لاعب في البريمييرليغ جوردان هندرسن. وشهد عودة تشلسي إلى الواجهة بقيادة فرانك لامبارد الذي أنهى الموسم ضمن الأربعة الكبار، وبلغ نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي الذي خسره أمام أرتيتا، في أول تجربة له كمدير فني، وأنقذ فيها موسم أرسنال الذي أحرز الكأس الثالثة عشرة في تاريخه، وضمن مشاركة أوروبية في الدوري الأوروبي الموسم المقبل. تتويج فاردي بلقب أفضل هداف في الموسم كان لافتاً، وتألق كيفن دي بروين كأفضل ممرر حاسم في الدوري رشحه لكي يصنف ثاني أفضل لاعب للموسم. أما عودة مانشستر يونايتد إلى الواجهة ضمن الأربعة الكبار، فقد كان حدثاً مميزاً، على غرار تراجع توتنهام الذي سيغيب عن دوري الأبطال لأول مرة منذ سنوات، رغم مجيء مورينيو في منتصف الموسم.

 

زين الدين زيدان، بدوره، أعاد البسمة إلى عشاق الريال، بتتويجه المستحق بلقب بطولة الليغا أمام الغريم برشلونة في نهاية موسم مثيرة لم يخسر فيها الفريق الملكي منذ استئناف المنافسة بعد فترة التوقف الطويلة إلى غاية خروجه المتوقع أمس على يد السيتي في ثمن نهائي دوري الأبطال، رغم وجود بنزيمة المتألق في موسم كورونا الاستثنائي الذي بقي فيه ميسي سيد الهدافين والممررين الحاسمين، لكن فريقه عاش متاعب وصعوبات فنية أدت إلى تراجع النتائج وهددت استقرار البيت الكتلاني، وأدت إلى تعويض المدرب إرنستو فالفيردي بكيكي سيتيين في ظاهرة غير مسبوقة أعادت إلى السطح فكرة مغادرة نجمه الأرجنتيني التي ستكون بمثابة نقطة تحول كبيرة في حياة النادي لو حدثت.

في إيطاليا، رغم الخروج المفاجئ لليوفي في ثمن نهائي دوري الأبطال على يد ليون، إلا أن السيدة العجوز أثبتت أن العجز الفعلي يبقى لصيقاً بالفرق المنافسة له على الدوري التي لم تقدر على إطاحة اليوفي للموسم التاسع على التوالي الذي تُوِّج فيه مهاجم لاتسيو تشيرو إيموبيلي بلقب أفضل هداف ولقب الحذاء الذهبي الأوروبي، متقدماً على رونالدو الذي يستمر عطاؤه وتألقه بنحو لافت. كذلك لفت السويدي زلاتان ابراهيموفيتش الأنظار في نهاية الموسم عندما عاد ليقود الميلان إلى المركز الخامس المؤهل إلى مسابقة الدوري الأوروبي، لكن المفاجأة الكبيرة صنعها أتلانتا غاسبيريني المتأهل إلى ربع نهائي دوري الأبطال وصاحب المركز الثالث للموسم الثاني على التوالي في الدوري الايطالي بأفضل خط هجوم، مسجلاً 98 هدفاً بطريقة لعب هجومية من دون نجوم كبار ولا أسماء لامعة، لكن بروح عالية وطريقة لعب هجومية جماعية جريئة ستكون سلاحه في مسابقة دوري الأبطال. 

 

البايرن، من جهته، لا يزال يتسيد البوندسليغا بقيادة روبرت ليفاندوفسكي، في أول دوري كبير عاد إلى المنافسة في زمن كورونا، وقد يكون أول دوري يسمح بعودة الجماهير إلى مدرجات الملاعب بعد تصويت أندية الدرجتين الأولى والثانية البارحة على بروتوكول العودة  بانتظار دراسته من طرف الحكومة الفيدرالية، في تحدٍّ جديد للوباء من دون أن يقدر أي ناد على رفع تحدي إطاحة البايرن، وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على "البي اس جي" في الدوري الفرنسي الذي كرّس هيمنته بالفوز بأربع كؤوس هذا الموسم وبدوري أوقفته الحكومة في منتصف الطريق بسبب وباء كورونا، على أمل أن يتوَّج بالكأس الخامسة الغالية لدوري الأبطال لأول مرة في التاريخ.

 

سيختتم الموسم نهاية الشهر الجاري بمسابقتي دوري الأبطال والدوري الأوروبي بصيغة مباراة واحدة لكل دور في ملعب محايد من دون جماهير، ما يجعل المجال مفتوحاً لكل الفرق المتأهلة دون استثناء لكي تصنع الحدث و تحقق إنجازاً فريداً من نوعه في موسم استثنائي كان طويلاً ومرهقاً للنوادي بسبب فترة التوقف الطويلة والمباريات الكثيرة في فترة وجيزة وما رافقتها من إجراءات الوقاية والحظر والحجر وغياب الجماهير عن المدرجات.

المساهمون