موسم الجوائز اللبنانية... الأتراك يتصدرون

24 يوليو 2016
الممثلة التركية مريم أوزرلي في حريم السلطان(فيسبوك)
+ الخط -
ما زالت مهرجانات الجوائز التكريمية في العالم العربي، تستأثرُ باهتمام الناس والمتابعين. ويُعتبَر لبنان، رغم صغر مساحته، وقلّة عدد الفنانين اللبنانيين، من أكثر دول العالم تنظيماً لمثل هذا النوع من الجوائز. 

بعد نشأة جائزة "موركس دور" قبل 17 عاماً، جاءت جائزة "بياف" قبل سبع سنوات، إضافة إلى مهرجان "الرواد" قبل ثلاث سنوات، وجائزة "وجوه من لبنان" وعمرها أربع سنوات، وكذلك، توجد جائزة الإعلامية، مي شدياق. تأتي محاولة القائمين على مثل هذا النوع من الأنشطة، للتّنافس على الأفضلية لجهة اختيار الشخصيات المُكرَّمة، على الرغم من غلبة الآراء الشخصية أحياناً، والمصالح التي تجمع بين المنظمين وبعض المشاهير. وكذلك العنصر المادي الذي صار يُحكى عنه في السنوات الأخيرة، إذ يعمد بعض الفنانين أحياناً، إلى دفع مبالغ مالية تساهم في تغطية نفقات المهرجان، لينالوا الجائزة الحلم بالنسبة لهم. يجب الاعتراف بالصراع الخفيّ بين منظمي حفلات التكريم في لبنان، ما دفع بعضهم إلى الاستعانة بالخارج، وعدم إغراق المهرجانات بالطابع المحلي اللبناني.. البداية كانت مع الفنانين المصريين ثمّ السوريين، وها هم الأتراك يدخلون قائمة المكرّمين في بيروت.


الفنانون المصريون

منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى بداية الألفية الجديدة كان نجوم القاهرة، هم الأقرب إلى قلب الجمهور اللبناني: نور الشريف، بوسي، فاتن حمامة، يسرا، ليلى علوي، حسين فهمي، إلهام شاهين وغيرهم كثيرين، كانوا هم الأكثر شهرة في لبنان. وكانت مسلسلاتهم هي الأكثر مشاهدة، في وقت لم تكن الدراما اللبنانية قد بدأت تعتبر دراما حقيقية مقارنة بالصناعة المصرية. هكذا ومع انطلاق المهرجانات الفنية، كان النجوم المصريون هم أبرز المكرّمين، وذلك تماشياً مع رغبة الجمهور اللبناني برؤية نجومهم المفضلين، إلى جانب غياب أي منافس فني حقيقي. فشاهدنا في الدورات الاولى لجائزة "موركس دور" تكريم نور الشريف، ويسرا وغيرهما... في ما اعتبر وقتها تقديراً من الجمهور اللبناني لهؤلاء.


الفنانون السوريون

مع بداية الألفية الجديدة، اجتاحت الشاشات اللبنانية، في شهر رمضان تحديداً المسلسلات السورية، ووصلت إلى قمة انتشارها بين اللبنانيين، قبل ثماني سنوات مع مسلسلات البيئة الشامية، تحديداً "باب الحارة" الذي تحوّل إلى ظاهرة في لبنان. هكذا بدأ نجم الأعمال المصرية يخفت، مقارنة بالأعمال السورية التي بدت أقرب إلى اللبنانيين، تحديدا لجهة اللهجة.
هكذا شاهدنا عشرات الممثلين السوريين مكرّمين في لبنان: من نجوم "باب الحارة" وصولاً إلى سلاف فواخرجي، وبسام كوسا، وأين زيدان، وقصي خولي، وباسل خياط، مكسيم خليل، وتيم حسن... نجوم بات اسمهم يلمع في ذهن المشاهد اللبناني، ويلمع في قائمة المكرّمين في المهرجانات الفنية.

الفنانون الأتراك

مع انطلاق الثورة في سورية، بقي للنجوم السوريين حضورهم في لبنان، خصوصاً مع استقرار قسم كبير منهم في بيروت، هرباً من الموت اليومي في بلادهم. لكن تدريجياً كان منافس حقيقي يدخل إلى السوق، وهو الفنان التركي. فخلال سبع سنوات باتت أسماء الممثلين الأتراك "المعرّبة" والمدبلجة، لا تحتاج إلى أي تعريف بسبب شهرتها.

البداية كانت مع مسلسل "نور"، الذي جمع الممثل التركي كيفانتش تاتليتوغ والممثلة سونغول أودان. وشكلت المسلسلات التركية منافساً قوياً لقطاع الإنتاج العربي، بعد الدراما السورية التي أمنت موقعاً متقدماً. وتميزت الدراما التركية بالحيوية والتنوع واكتشافات جديدة على صعيد الأماكن، واتخاذ المناطق السياحية التي تمتاز بها تركية نقطة رئيسية لجذب المشاهد، وكذلك في قلة الاعتماد على الاستديوهات. كما نقلت الدراما التركيَّة القصص العاطفيَّة ضمن إطارها الرومانسي التقليدي. والدبلجة كانت باللهجة السورية وبطريقة مفهومة جداً.

شعر السوريون بأنَّهم أصبحوا منافسين للدراما المصرية الأكثر والأوسع انتشاراً في الوطن العربي عبر قوسين، الأول، الدراما المحليّة والإنتاجات التي تُنشَر لهم في الوطن العربي. وثانياً، من خلال الدوبلاج، حيث اتّخذوا من الأعمال التركية المُدبلجة منفذاً آخر، لنشر أعمالهم داخل الوطن العربي. وفي حين استفادت الدراما العربيَّة من المستوى الفنّي العالي للدراما التركية، بالإضافة إلى الخبرة التي اكتسبها العاملون في الدوبلاج، وهرب المنتج إلى الأمر الواقع الذي فرض نفسه على المحطات العربية، التي بالغت في شراء الأعمال التركية وعرضها، نظراً للجماهيرية العالية التي حظيت بها.

واستثمرت كبرى المحطات التلفزيونية في العديد من الممثلين الأتراك بداية، عبر تنظيم ندوات ومهرجانات لهم في عدد من الدول العربية. في دراسة نُشِرَت عام 2014، يتبيَّن أنَّ حصيلة بيع المسلسلات التركية تبلغ 3 ملايين دولار سنوياً. ويتم عرضها في مصر والإمارات وسورية والعراق والأردن ولبنان، بالإضافة إلى اليونان وإيران. وبحسب الدراسات الإحصائية، بلغ عدد مشاهدي المسلسلات التركية المدبلجة حوالي 85 مليون مشاهد عربي، بينهم حوالى 50 مليوناً من الإناث، أي ما يعادل أكثر من نصف عدد النساء العربيات البالغات. هكذا سنشاهد الخميس المقبلة وضمن مهرجان "بياف" الممثلة التركية، مريم أوزرلي، المعروفة عربياً، بالسلطانة هويام، على الرغم من الوضع الأمني والسياسي الذي تعيشه تركيا ولبنان معاً في هذه الفترة. واشتهرت أوزرلي بدور السلطانة اللعوب في أشهر المسلسلات التركية التي قدمت قبل سنوات، وكان بعنوان "حريم السلطان"، إلى جانب الممثل، خالد ارغش، واعتبر من أكثر المسلسلات إثارة للجدل في تركيا، حيث منعت بعض الأقنية عرضه لأسباب قيل إنها تزوير في تاريخ السلطنة العثمانية.

المساهمون