تستضيف العاصمة النمساوية فيينا، يوم غد الخميس، جولة جديدة من المفاوضات بين وفدي المعارضة والنظام السوري، تحاول موسكو خلالها إقناع وفد المعارضة بالمشاركة في "مؤتمر سوتشي" الذي تعتبره الأخيرة غامض النوايا.
هذا، وقد وجهت روسيا الدعوات لحضور "مؤتمر سوتشي" حول سورية، نهاية الشهر الجاري، وسط امتناع المعارضة حتى الآن، عن تأكيد حضورها المؤتمر الذي تقول موسكو إنها دعت إليه نحو 1700 شخصية سورية، فضلاً عن العديد من الدول والمنظمات الدولية.
وقال المبعوث الرسمي للرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرينتيف، إنه تم توجيه دعوات إلى 13 دولة للمشاركة في "مؤتمر سوتشي"، من بينها إيران وتركيا والأردن ومصر والسعودية والعراق ولبنان وكازخستان.
وأوضح أن الدعوة وجهت أيضاً، إلى ممثلي الأمم المتحدة ومراقبين من الولايات المتحدة الأميركية والصين وبريطانيا وفرنسا، وقال إن "هدف المؤتمر هو دعم الحوار السوري – السوري، وتهيئة الظروف لعودة الاستقرار إلى المجتمع السوري والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها الإقليمية واستقلالها".
وكانت مصادر اعلامية ذكرت، أن أهم ما هو مطروح على جدول أعمال المؤتمر، تشكيل جيش وطني يعمل بموجب الدستور، والتزام أجهزة الأمن بالقانون وحقوق الإنسان، وتوفير التمثيل العادل لسلطات الإدارات الذاتية.
وتسعى موسكو إلى إقناع هيئة التفاوض التابعة للمعارضة السورية بحضور "مؤتمر سوتشي"، وسط مخاوف من جانب الأخيرة بأن يكون هدف المؤتمر مجرد تمييع مسار جنيف، وفرض حل على المعارضة على مقاس النظام وإيران وروسيا، بعيداً عن القرارات الدولية ذات الصلة.
وفي هذا الشأن، قال المتحدث باسم الهيئة، يحيى العريضي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن رئيس وفد الهيئة، نصر الحريري، أكد خلال لقائه بالمسؤولين الروس في موسكو، أن ما تسرب عن "مؤتمر سوتشي" مازال غامضاً، مشيرا إلى أن الهيئة لم تتخذ بعد قراراً نهائياً بخصوص المؤتمر حتى تحصل على معطيات واضحة، وأن الحريري أبلغ الروس بأن اجتماع فيينا (يوم غد) سيكون امتحاناً لمدى جديتهم في الضغط على النظام للالتزام بالقرارات الدولية قبل الذهاب إلى سوتشي.
وأضح العريضي أنه "إذا تمت المشاركة في سوتشي، فسوف يكون ذلك بهدف مزيد من الإيضاح لصورة النظام وداعميه، أنهم غير مهتمين بالعملية السياسية، وأن تركيزهم فقط على تعديل الموازين على الأرض، وضم المزيد من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة". وأضاف أن وفد الهيئة حصل على ضمانات من روسيا، بالعمل على تطبيق القرارات الدولية في مؤتمر سوتشي.
وبشأن مفاوضات فيينا يوم غد، التي تعقد هذه المرة في العاصمة النمساوية بدلاً من جنيف لأسباب "فنية ولوجستية"، بحسب الأمم المتحدة، فقد أعرب العريضي عن تشاؤمه بإحراز أي تقدم فيها، مشيراً إلى أنه، خلال سبع سنوات، لم يغير النظام أسلوبه في المماطلة، وحاول قدر ما يستطيع الابتعاد عن دخول أي عملية سياسية منتجة".
إلى ذلك، نشرت هيئة التفاوض على "تويتر" ملخصَ اجتماع وفدها مع وزير الخارجية الروسي، مشيرة إلى أن الحريري أكد "ضرورة الحل السياسي المنطلق من تطبيق بيان جنيف 1 والقرار الدولي 2254، الرامي إلى تحقيق الانتقال السياسي بعملية سياسية تقودها الأمم المتحدة في جنيف".
وحسب "هيئة التفاوض"، فإن لافروف أكد "التزام بلاده بالتطبيق الكامل للقرار الدولي 2254 بكافة بنوده"، لافتًا إلى أن "الهدف الأساسي لموسكو بخصوص العملية السياسية، يبقى دعم عملية جنيف تحت مظلة الأمم المتحدة للوصول إلى الغاية المنشودة".
وأضافت الهيئة، أن الجانبين اتفقا على "استمرار التواصل بشكل جاد، لإنجاح لقاءات فيينا وتفعيل مسار جنيف، ووضع كل الجهود أو الفعاليات السياسية في هذا الاتجاه ضمن السعي إلى إيجاد حل سياسي للقضية السورية".
ولاقت الزيارة إلى روسيا والصور الواردة من هناك، استهجان كثير من السوريين، وردّ العريضي بأنه "لا تهمنا التعليقات على الاتهامات ووضعيات ظهورنا في الصور، فنحن قلناها مباشرة للروس، إنهم محتلون لأراضينا".
وكان المتحدث باسم "هيئة التنسيق الوطنية حركة التغيير الديمقراطي"، منذر خدام، قد ذكر في تصريحات صحافية أن موسكو "ستحاول إقناع وفد الهيئة بالمشاركة في سوتشي، مع ضمان أن مخرجات سوتشي سوف يتم إظهارها في جنيف".