موجة طقس حارة تضرب أوروبا... 40 درجة مئوية أو أكثر

24 يونيو 2019
أوروبيون يستعينون بالمراوح لمواجهة الحر (العربي الجديد)
+ الخط -
اختفت المراوح من رفوف متاجر عدد من البلدان الأوروبية، ولجأ كثيرون إلى النوافير العامة بعد ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير اليوم الإثنين، في حين دعا مسؤولون إلى توخي الحذر مع توقعات بأجواء أكثر حرارة في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وأكد خبراء الأرصاد أن الحرارة وصلت إلى 40 درجة مئوية في أجزاء واسعة من القارّة، مرجعين موجة الحر إلى كتلة هوائية ساخنة قادمة من الصحراء الكبرى، وأصدرت السلطات تحذيرات من الجفاف، أو احتمال التعرض إلى ضربة شمس، وتحديداً بالنسبة للأطفال وكبار السن، بينما وضعت المستشفيات في حالة تأهّب قصوى.
وقالت وزيرة الصحة الفرنسية، أغنيس بوزين: "أنا قلقة بشأن الأشخاص الذين يستخفون بموجة الحر ويواصلون ممارسة الرياضة كالمعتاد أو البقاء في الخارج تحت الشمس، لا يوجد من يتمتع بقدرات خارقة عندما يتعلّق الأمر بالتعامل مع الحر الشديد الذي سنشهده الخميس والجمعة المقبلين".
وحضّت وزيرة العمل الفرنسية، ميريل بينيكو، الشركات على "تكييف ساعات العمل والمعدات" لمساعدة الموظفين على تحمّل الوضع.
ويتذكر الفرنسيون ما حدث في 2003، حين تسبب قيظ شديد في وفاة مئات الآلاف، مسبباً أزمة سياسية واجتماعية كبيرة، وأعلنت عمدة باريس، آن هيدالغو، عن إجراءات لمواجهة الحرارة بينها وضع المواطنين في ملاجئ تقيهم أشعة الشمس، وفتح 13 حديقة كبرى في العاصمة ليلاً، وتمديد ساعات فتح المسابح إلى العاشرة والنصف ليلاً، وتفعيل تطبيق للهواتف الذكية يستعرض الأماكن الباردة في مقاطعات العاصمة العشرين.
ولأن الضحايا غالباً من المسنّين، قررت بلدية باريس تفعيل إجراء "شاليكس"، وهو يتضمن الاتصال بكل الأشخاص في وضعية هشاشة، وتوزيع المياه على المشردين، وتمديد ساعات المداومة في المراكز التي تستقبلهم نهاراً، وفتح "غرف مبردّة" داخل المباني العامة، وإقامة نوافير مياه مؤقتة، وتزويد المدارس والحضانات بالمراوح.
وأوضح خبير الطقس لدى وكالة أرصاد "ميتيو-فرانس"، إيمانويل دومايل: "إنه أمر غير مسبوق لأن هذا الحر يأتي مبكراً. لم نشهد ذلك منذ عام 1947"، وتوقع بأن يتم تسجيل درجات حرارة قياسية خلال الشهر الجاري، و"في بعض الأماكن خلال كافة شهور الصيف".
لكن فرنسا شهدت نقصاً في المراوح بعدما دفعت التقارير المرتبطة بحالة الطقس السكان للمسارعة إلى المتاجر خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما تتوقع شركة تشغيل شبكة الكهرباء الفرنسية "أر تي أي" أن يزداد استهلاك الطاقة مع تشغيل المكيّفات إلى أقصى درجة.
وأفاد متجر "بولانجيه" الفرنسي أن مبيعات معدات "معالجة الهواء" ارتفعت بنسبة أربعة أضعاف عن مستوياتها المعتادة خلال الأيام الأخيرة.

وحذّرت وكالة الأرصاد الوطنية الإسبانية من وجود "خطر كبير" من اندلاع حرائق غابات في مناطق بينها أراغون ونافار وإكستريمادورا مع احتمال تجاوز الحرارة 42 درجة مئوية في وادي إبرة في شمال شرق البلاد.
وفي ألمانيا، رجّح خبراء الأرصاد أن يتم تجاوز درجة الحرارة القياسية لشهر يونيو/حزيران، والتي تم تسجيلها في فرانكفورت عام 1947، مع احتمال ضئيل بحدوث عواصف قد تخفف من الحر.
وقالت سابين كروغر، من خدمة الأرصاد الألمانية: "قد تصل الحرارة إلى 39 درجة، وقد تتجاوز الأربعين درجة في بعض الأماكن"، في وقت يتوقع أن يكون الحر أشد في جنوب غرب البلاد.
ولم تسلم الدول الاسكندنافية من الموجة الحارة، إذ قد تصل الحرارة في أجزاء من الدنمارك والسويد إلى 30 درجة مئوية اعتباراً من الثلاثاء، وستكون درجات الحرارة الأكثر ارتفاعاً اعتباراً من الخميس، وفق خبراء الأرصاد، بينما يتوقع أن تزيد نسب الرطوبة العالية من سوء الأوضاع خاصة خلال الليل.
وأشار خبراء الأرصاد إلى زيادة احتمال حصول موجات حر كهذه حتى وإن أوفت الدول بالتزاماتها بالحد من ارتفاع درجات الحرارة عالمياً استناداً إلى اتفاقية باريس للمناخ التي تهدف لاحتواء ارتفاع حرارة الأرض دون 1.5 درجة مئوية، ويحض الدول الموقعة على الالتزام بذلك.
دلالات