بدأ "الصقيع" يضرب الأسواق اليمنية مع انخفاض المعروض من الخضروات والفواكه ومختلف المنتجات الزراعية، التي تشهد ارتفاعا في أسعارها مع اشتداد البرد.
وتضرب اليمن موجة صقيع شديدة مفاجئة منذ مطلع يناير/ كانون الثاني الجاري، الأمر الذي يجعل المزروعات في المناطق الجبلية أكثر تأثراً وعرضة للإصابة والتلف، إذ يعيق البرد الشديد نمو النباتات ويتسبب في تساقط الأزهار والثمار، ما يؤدي إلى تدن في إنتاجية وجودة الثمار والمحاصيل.
وتشهد بعض الأصناف خصوصاً الخضروات زيادة في أسعارها، حيث ارتفع سعر الطماطم من 400 ريال إلى 700 ريال للكيلو (الدولار = نحو 250 ريالا).
ويشكو مزارعون من الصقيع وتأثير تقلبات الطقس على منتجاتهم الزراعية، في ظل بدائية الطرق التي يضطرون لاستخدامها نتيجة تجاهل للجهات الرسمية وتواصل الحرب في البلاد.
ويفيد المزارع من قاع جهران بمحافظة ذمار (شمالاً)، ياسر الأنسي، قيامهم بنصب وسائل الحماية والتشبيك للمزارع في المحافظة التي من أكثر المناطق إنتاجاً للخضروات والبطاطس والطماطم في البلاد.
وتعد ذمار من أكثر المحافظات تأثراً بموجات الصقيع، حيث يجتاحها انخفاض حاد في درجات الحرارة، ما يهدد المحاصيل الزراعية.
ولمواجهة الصقيع يؤكد الأنسي لـ"العربي الجديد"، أنه يتم التخلص من الأعشاب والمخلفات والحفاظ على التربة المحيطة نظيفة، والإبقاء على رطوبة التربة خاصة في البيوت المحمية، والعمل على سد جميع الفتحات والثقوب الموجودة بالأغطية البلاستيكية التي يتم نصبها في المزارع المكشوفة.
ويوضح أن ما يقومون به من حماية جهود ذاتية بإمكانيات محدودة، حيث يلحق الصقيع أضراراً اقتصادية بالغة يتكبدها المزارعون، وتنعكس على الأسواق بشح المعروض وارتفاع الأسعار.
من جانبه يضطر علي العشملي، من مزارعي محافظة أبين جنوب اليمن، لقطع مسافة شاقة إلى العاصمة صنعاء، لشراء احتياجاته من الأسمدة والمستلزمات الزراعية والمعدات الخاصة بالوقاية، والحماية من الآفات الضارة بالمحاصيل وتقلبات الطقس.
ويقول العشملي لـ"العربي الجديد"، إن الحرب أضرت بهم كثيرا، وساهمت في تراجع الإنتاج الزراعي مع تغير المواسم وتقلبات الطقس، وغياب السلطات الرسمية التي بإمكانها مساعدتهم وإمدادهم بالوسائل اللازمة لحمايتهم.
بدوره يحمل مسؤول في وزارة الزراعة والري الخاضعة لسيطرة الحوثيين، المزارعين جزءا من المسؤولية في مواجهة كل هذه المشاكل والصعوبات والأزمات الطارئة التي تهدد القطاع، بسبب عدم التزامهم بالمواعيد والمواسم الزراعية، وهو ما يجعل محاصيلهم أكثر عرضة للإصابة بموجة البرد الشديد.
ويقول المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه، إن الجهات الزراعية رفعت درجة الاستعداد لمواجهة الصقيع الذي يضرب عددا من المناطق اليمنية في الوقت الراهن والتقلب الحاصل في الطقس في اليمن، إذ قامت وزارة الزراعة والري الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بحملة توعية مكثفة لتحذير المزارعين في المرتفعات الجبلية من موجة البرد الشديد، ودعتهم إلى حماية محاصيلهم من تدني درجات الحرارة بشكل كبير، منذ مطلع يناير/كانون الثاني في جميع المناطق اليمنية.
ويؤكد في هذا الخصوص مدير عام وقاية النباتات، وجيه المتوكل، على المزارعين أهمية اتباع التوصيات البحثية والإرشادية واتباع الطرق التقليدية كتغطية النباتات وتدفئتها بمادة القش، ومقاربة عدد مرات الري للمحاصيل أثناء موجة البرد الشديد.
وكان المركز الوطني للأرصاد الجوية الحكومي، حذر من موجة برد شديد تتعرض لها عدد من المرتفعات نتيجة المنخفض الجوي الذي يضرب مناطق ومحافظات متعددة في اليمن، والتي تشهد انخفاضاً كبيراً في درجات الحرارة.
ومن جانبه، يقول أستاذ الزراعة النباتية بجامعة صنعاء، أحمد الوشلي، إن الصقيع يختلف تأثيره من نبات لأخر حسب تحمله لدرجات الحرارة وأنواعه وأصنافه ومرحلة نموه. وأشار في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن أكثر النباتات تضررا هي محاصيل الخضار، والتي بدأت أسعارها بالارتفاع منذ بداية الشهر الحالي.