موجة ثانية من كوفيد-19 في النمسا و"أسترازينيكا" تستأنف تجارب لقاحها

13 سبتمبر 2020
أعلنت النمسا أنها تشهد موجة جديدة من الوباء (شون غالوب/Getty)
+ الخط -

 

واصلت حصيلة ضحايا كوفيد-19 ارتفاعها في العديد من دول العالم، بينها النمسا التي أعلنت الأحد أنها تشهد موجة جديدة للوباء، والإمارات التي سجّلت حصيلة يومية قياسية للإصابات، بينما أكدت مجموعة صناعة الأدوية "أسترازينيكا" استئناف تجاربها السريرية في بريطانيا والبرازيل.

وأعلن رئيس حكومة النمسا سيباستيان كورتز، اليوم الأحد، "نحن في بداية الموجة الثانية" في البلد الذي يبلغ عدد سكانه تسعة ملايين نسمة، وسجّلت ليل الجمعة - السبت حوالي 870 إصابة جديدة، أكثر من نصفها في العاصمة فيينا. وحذّر من أنّ عدد الإصابات قد يتجاوز الألف يومياً في وقت قريب، داعياً السكان إلى الالتزام الصارم بإجراءات مكافحة الفيروس وخفض الاتصالات إلى أدنى حد.

أمّا الإمارات، فتجاوزت عتبة الألف إصابة، أمس السبت، لأول مرة منذ بدء تفشي الوباء. وأعلنت الدولة الخليجية تسجيل 1007 إصابات بفيروس كورونا، بعدما كانت تسجّل أعداداً قليلة جداً نسبياً قبل شهر واحد فقط. ووصل العدد الأعلى من الإصابات اليومية في البلاد إلى 994 في 22 مايو/أيار، قبل أن يتراجع إلى 197 إصابة فقط في 10 أغسطس/آب الماضي.

لكن في نبأ يبعث على بعض الأمل، أعلنت "أسترازينيكا" أنها ستسأنف اختباراتها التي كانت تجرى على عشرات الآلاف من المتطوعين في المملكة المتحدة والبرازيل وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة، بعدما أوقفتها الأربعاء، جراء إصابة أحد المشاركين في بريطانيا "بمرض لا يمكن تفسيره"، وقد يكون واحداً من آثار جانبية خطيرة للقاح. وقالت شركة الأدوية في لندن، مساء السبت، إنها ستستأنف اختباراتها "الاثنين المقبل" في البرازيل، بعدما تلقت الضوء الأخضر من السلطات الصحية المحلية. والأمر نفسه ينطبق على بريطانيا، حيث أعطت لجنة مستقلة، تمّ تشكيلها لتقييم المخاطر المرتبطة باللقاح، ضوءاً أخضر أيضاً، حسب ما ذكرت "أسترازينيكا" التي تجري تجاربها بالتعاون مع جامعة أوكسفورد العريقة. وأكدت جامعة أوكسفورد، السبت، استئناف التجارب، مشيرة إلى أنه "في اختبارات تجرى على نطاق واسع، من المتوقع أن يمرض بعض المشاركين".

وأشادت شارلوت سامرز، أستاذة طب العناية المركزة في جامعة كامبريدج، باستئناف التجارب. وقالت "لمواجهة الوباء العالمي كوفيد-19، نحتاج إلى تطوير لقاحات وعلاجات يشعر الناس بالارتياح لاستخدامها". وأكّدت أنّ "الحفاظ على ثقة الجمهور، لدرجة، بأننا نعتمد على الأدلة أمر حيوي".

بيئة
التحديثات الحية

مطلع 2021 

حدّدت منظمة الصحة العالمية 35 "لقاحاً مرشحاً" تم تقييمها في تجارب سريرية بشرية في العالم، تسعة في المرحلة الأخيرة أو على وشك دخولها. وقالت الوكالة الأوروبية للأدوية إنّ "لقاحاً ضد كوفيد-19، قد يستغرق حتى مطلع 2021 على الأقل ليصبح جاهزاً للموافقة عليه ومتاحاً بكميات كافية" للاستخدام العالمي. وتفيد حصيلة، وضعتها وكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية السبت، أنّ فيروس كورونا أودى بحياة 916 ألفاً و372 شخصاً في العالم، خلال ستة أشهر. وتمّ تشخيص إصابة أكثر من 28 مليوناً و534 ألفاً و330 شخصاً بالفيروس، منذ بداية الوباء، تعتبر السلطات الصحية أنّ 19 مليوناً و16 ألفاً و500 منهم تماثلوا للشفاء. وتبقى الولايات المتحدة الدولة الأكثر تضرراً من حيث عدد الوفيات الذي بلغ 193 ألفاً و16، وعدد الإصابات الذي وصل إلى ستة ملايين و445 ألفا و800، حسب أرقام جامعة جونز هوبكينز. وأعلن عن شفاء مليونين و417 ألفاً و878 شخصاً. وتأتي البرازيل بعد الولايات المتحدة،  بـ131,210 وفيات من أصل أربعة ملايين و315 ألفا و687 إصابة، والهند (77472 وفاة وأربعة ملايين و659 ألفا و465 إصابة)، ثم المكسيك (70183 وفاة و658 ألفا و299 إصابة)، فبريطانيا (41614 وفاة و361 ألفا و677 إصابة).

وفي فرنسا، تجاوز عدد المصابين العتبة الرمزية المتمثلة بعشرة آلاف خلال 24 ساعة، أمس السبت، وهو رقم قياسي منذ إطلاق الفحوص على نطاق واسع في البلاد. في مواجهة هذه الأرقام المثيرة للقلق، تكثّف دول تدابيرها التي تهدف إلى حماية السكّان. فأعادت لاتفيا السبت فرض حجر صحي إجباري لـ14 يوماً للقادمين من إستونيا المجاورة، بسبب ارتفاع عدد الإصابات في هذا البلد. وتستقبل ريغا بلا قيود الزوار القادمين من البلدان التي لا يتجاوز معدل الإصابات فيها الـ16 لكل مئة ألف نسمة. وكان هذا المعدل يبلغ 21,75 لكل مئة ألف في إستونيا الجمعة. وفي جزيرة غوادلوب الفرنسية، في جزر الهند الغربية، حيث تسجّل نحو 800 إصابة يومياً، تم فرض قيود جديدة في الأماكن العامة. واعتباراً من الأحد، سيتم إغلاق المؤسسات المفتوحة للجمهور من صالات رياضية ومسابح وقاعات معارض وغيرها. وعلى العكس، أعلنت الإكوادور، السبت، رفع حالة الطوارئ التي فرضت لمنع انتشار الوباء منتصف ليل الأحد -الاثنين. وسجّلت في هذه الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، ويبلغ عدد سكانها 17,5 مليون نسمة، أكثر من 116 ألف إصابة و10864 وفاة. وسيتم رفع حظر التجوّل والقيود المفروضة على حركة السير في هذا البلد. لكن الحانات والنوادي الليلية ستبقى مغلقة ما لم تسمح السلطات المحلية بفتحها، وكذلك حفلات العروض العامة.

"العرض يجب أن يستمر" 

مرة أخرى ، تظاهر آلاف المعارضين للتدابير التقييدية التي فرضت للحدّ من انتشار الوباء في عدد من مدن ألمانيا وكذلك في وارسو. في ميونيخ (جنوب) وحدها، حيث تمّ تنظيم تظاهرة من هذا النوع للمرة الأولى، أحصت الشرطة عشرة آلاف شخص. وفي لندن، على الرغم من الإجراءات مثل قياس درجة الحرارة عند المدخل، أو وضع الكمامات الإجباري خلال العرض بأكمله، توجّه عشاق المسرحيات الموسيقية إلى المسارح باطمئنان. وقالت كلير هاتون (36 عاما) التي كانت ترتدي قميصاً كتب عليه "العرض يجب أن يستمر"، وكانت ترافقها والدتها جولي (61 عاما) وصديقتها نيكي غوتريدج (47 عاما)، "اشتقت" إلى العروض. ومع ذلك وبسبب الإجراءات الصحية، ما زالت الغالبية العظمى من المسارح البريطانية مغلقة.

في البندقية، كسب مهرجان الأفلام رهانه. فعُرض آخر فيلم في المسابقة الجمعة، ومنحت لجنة التحكيم جائزة الأسد الذهبي مساء السبت، من دون أن يوقف فيروس كورونا آلة أول مهرجان كبير يقام خلال الجائحة. وفاز بالجائزة المرموقة فيلم "نومادلاند" للمخرجة الأميركية صينية الأصل كلوي تشاو، التي تبلغ من العمر 38 عاماً.
(فرانس برس)

المساهمون