موجات جديدة من الهجمات الصهيونية على المسلمين في فرنسا

01 يوليو 2017
ضغوط يمارسها اللوبي الصهيوني لشرعنة الاستيطان (أحمد غرابلس/فرانس برس)
+ الخط -
خرج رئيس "المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية" في فرنسا، عن طوره، وفق ما يصرح به رئيس جمعية "فرنسا - فلسطين للتضامن"، توفيق تهاني، ليطلب من الخارجية الفرنسية الامتثال لتوصيات رئيس حكومة إسرائيل، التي تشرعن الاستيطان، قبل أن يطالبه بالاعتراض على إدراج مدينة الخليل القديمة كتراث عالمي مهدد، خلال دورة لجنة التراث التي ستفتتح، غدًا الأحد، في مدينة كراكوف في بولندا.

ولم يكتف رئيس هذه المنظمة اليهودية الفرنسية بمخاطبة الخارجية الفرنسية؛ بل كاتَبَ مسؤولي 16 بلدًا من بين 21 بلدًا عضواً في هذه اللجنة، على الرغم من أن نتنياهو منع، يوم الجمعة الماضي، مجموعة من خبراء "يونسكو" من ولوج مدينة الخليل التاريخية.

وناشد توفيق تهاني الخارجية الفرنسية بـ"رفض هذه الضغوط الوقحة، وأيضًا إعلان رفض فرنسا للاستيطان، وكذلك تشجيع أعضاء لجنة التراث في "يونسكو" على مقاومة ضغوط إسرائيل وترامب".

ومن جهة أخرى، وجّه الكاتب والصحافي في موقع "أتلانتيكو" الإخباري اليميني، بونوا رايسكي، المتخصص في مهاجمة الإسلام، نداء ملحًّا إلى يهود فرنسا بألّا يغادروا فرنسا، "لأننا نحن الفرنسيين"، كما يقول، "لا نتمنى البقاء وَحيدينَ مع الآخَرين"، في إشارة إلى المسلمين.

واختتم مقاله: "توجد في فرنسا بِيَعٌ ومآثر تاريخية عن بِيع يعود تاريخها إلى القرنين الثالث والرابع عشر الميلاديين"، ثم يَسخَر من المسلمين، فيكتب: "إلى أي عهد يعود تاريخ مسجد بلدة أرجونتوي (في ضاحية باريس) المبهرج؟". وتجدر الإشارة إلى أن رايسكي، وقّع، قبل هذا المقال، مقالاً آخر، يخاطب فيه نساء مسلمات، بعنوان: "انزعن نقابكن أو غادرن أوروبا".

من جانب آخر، عبّر المفكر الفرنسي ألان فينكلكروت، في لقاء إذاعي مصور، عن غبطته البالغة باختفاء ما يسميه "يسار- نجاة"، من المشهد السياسي، في إشارة إلى الوزيرة السابقة للتربية الوطنية، نجاة فالو بلقاسم. لكنه لم يستطع إخفاء أسفه الكبير على خسارة المرشح الاشتراكي مالك بوطيح، كما تأسّف لأنَّ حركة "الجمهورية إلى الأمام" عيّنت مرشحًا لها في مواجهته، على الرغم من رغبة مالك بوطيح الملحّة في الحصول على تزكية من حركة الرئيس الفرنسي.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا النائب البرلماني السابق من أصول جزائرية، وسبق له أن ترأس جمعية "إس. أو. إس. عنصرية"، المشبوهة، وهو معروف بعلاقاته الوثيقة مع إيمانويل فالس، كما أنه دعَّم، بقوة، مشروع قانون تجريد الفرنسيين ثنائيي الجنسية من الجنسية الفرنسية، كما دعّم، أيضاً، استخدام الشرطة للعنف ضد شباب الضواحي، ولم يتوقف عن انتقاد انفتاح بعض السياسيين والمنتخبين الفرنسيين على ممثلي الجالية الإسلامية، والذي اعتبر تشجيعًا على الطائفية والانزواء.

وتأسف فنكلكروت على احتفاظ الرئيس ماكرون في حكومة إدوار فيليب الثانية، بعد الانتخابات التشريعية، بالوزيرة مارلين شيابا. وهي سكرتيرة دولة في المساواة بين النساء والرجال، والتي عاب عليها رفضها، قبل سنوات، قانون حظر العلامات الدينية في المدارس. ورأى أن الرئيس الفرنسي "كانت لديه فرصة للتخلص من هذه الوزيرة، ولكنه لم يلتقط هذه المناسبة".

وأنكر المفكر على الوزيرة تصريحاتها بعدم وجود مناخ معاداة للسامية في فرنسا، كما انتقدها، واتهمها بالكذب، لأنها كشفت في زيارة تفقدية عن "غياب كل ما يشاع عن تحرش بالنساء في بعض مقاطعة باريس الثامنة عشرة".

ثم عرّج منتقداً صحفاً ومواقع "لوكنار أونشينيه" و"ميديا بارت" و"فرانس أنتير"، وقال: "إن الصحف تغذيها الوشاية"، وانتقد ما سماه "تأثير إيدوي بلونيل (مدير موقع ميديا بارت الإخباري المستقل) على العقول، في فرنسا"، مضيفًا: "إن فرنسا تتفكك.. وبعض أطياف المعارضة تتبنى هذا التفكك".




ثم انتقد فينكلكروت بشدة تعيين حركة "فرنسا غير الخاضعة" للمرشحة فريدة عمراني في مواجهة إيمانويل فالس، معتبرًا إيّاها "مرشحة إثنية". واستعرض ما سماها بـ"الليلة الرهيبة" في مدينة إيفري، حين احتج أنصار المرشحة فريدة عمراني، على ما وصفوه بتزوير حصل في صناديق الاقتراع، نتج عنه فوز فالس بفارق 139 صوتًا، وهي قضية توجد، الآن، بين يدي القضاء الفرنسي.

ودافع فينكلكروت عن مانويل فالس وقال: "إن ما يلام عليه هذا الرجل ليس هو قانون مريم الخمري (قانون الشغل المثير للجدل)، ولا نزوعه الليبرالي في الاقتصاد، بل هي رؤيته عن العلمانية وعن الجمهورية، وأيضًا، وهذا ما لا يجب أن ينسى، علاقته مع إسرائيل، خصوصًا ما صرَّح به يوم 17 يونيو 2011: "بسبب زوجتي فأنا مرتبطٌ بالمجموعة اليهودية وبإسرائيل، إلى الأبد".

وشدد المفكر الفرنسي أنه لا يوجد فرق سياسي وأيديولوجي بين حركة "فرنسا غير الخاضعة" وبين حزب "أهالي الجمهورية"، ثم هاجَم النائبة البرلمانية عن باريس لحركة "فرنسا غير الخاضعة"، دانييل أوبونو، لأنها وقَّعت سنة 2012 عريضة دعم لمجموعة موسيقية "راب"، تنقد الدولة الفرنسية، ولامها على التلفظ بشعار "عاشت فرنسا".

ثم يصل المفكر الفرنسي، وعضو الأكاديمية الفرنسية، إلى حورية بوثلجة، الناطقة باسم حزب "أهالي الجمهورية"، ويعيب على جامعيين وكتاب فرنسيين تضامنَهُم معها، في بيان توقيعات، بعد نشر مسؤول ملحق الكتب في صحيفة "لوموند"، جان بيرنبوم، وهو معروف بميوله الصهيونية، مقالًا ينتقد فيه ما يعتبره "خطابًا مزدوجًا لها". كما يعيب عليهم توصيفهم لما تتعرض له بوثلجة، قائلًا: "درجة الحقد الذي تتعرض له بوثلجة هو في مستوى جرأتها"، ثم ينتقد فينكلكروت ما كتبتْه بوثلجة في مؤلفها الأخير "البِيضُ، اليهود ونحن" حول أن "المَحارق والجرائم والإبادات كثيرة في التاريخ"، كما ينتقد صورة لها في إحدى محطات القطار، وهي جالسة بالقرب من شعار "الصهاينة إلى الغولاغ".

وينهي فينكلكروت تصريحه أن "اليسار المتطرف الفرنسي يمنح اللجوء السياسي لمعاداة السامية وللفرنكو-فوبيا"، بينما "حكومة ماكرون تختار طريق الإنكار"، عبر احتفاظها بالوزيرة مارلين شيابا".