ما زالت تحظى الإذاعة بمكانة مميزة في موريتانيا، بفضل برامجها التي تحدت الزمن وعاشت فترات طويلة رغم أن الموت غيب مذيعيها، فلا تزال الكثير من البرامج التي انطلقت منذ عقود مستمرة تتحدى رياح التغيير وتنافس البرامج الحديثة بقوة.
وفي بلد لا غنى فيه عن المذياع، لم تستطع نتائج الثورة التكنولوجية والإعلامية إزاحة موجات الأثير عن مكانتها حيث ظل المذياع مرافقا لراعي الإبل في الصحراء والسائق الذي يمضي أغلب وقته في التنقل بين المدن، والعامل المنهمك بعمله ويجد في المذياع ما يسليه ويخفف عنه معاناة العمل لساعات، وربة البيت التي تحصل على نصائح عملية عن كيفية الاعتناء بالبيت والأطفال وهي تؤدي عملها في البيت، وآلاف من الطلبة والموظفين الذين يستمعون للراديو من سماعات هواتفهم وسياراتهم.
ويبدو أن الإذاعة التي أسست لعلاقة قوية مع الموريتانيين، لم تتأثر كثيرا بالتلفزيون والإنترنت، فقد ساعدت عدة عوامل على احتفاظ المذياع بمكانته رغم مغريات الثورة الإعلامية، فعدم تغطية مناطق واسعة من موريتانيا بالبث التلفزي المحلي وحياة الترحال التي ما زال ثلث الموريتانيين يتمسكون بها، وضعف شبكة الإنترنت ساعد على الإبقاء على المذياع كخيار أول في حياة الموريتانيين.
كما أن الدور العاطفي للمذياع جعله مهما في حياة الموريتانيين الذين يستخدمونه لحل المشاكل والاستماع لقصص حياة الناس، خاصة في الأرياف حيث الحياة البدوية الأصيلة، إضافة إلى أن الاستماع إلى الراديو يناسب ظروف العمل ولا يحتاج إلى معدات وتغطية قوية كالتلفزيون والإنترنت.
ويؤكد الباحثون المهتمون بالحقل السمعي البصري أنّ الراديو سيواصل جذب مشاهدي التلفزيون في موريتانيا بفضل برامجه القريبة من نبض الشارع واهتمامه بالبسطاء واعتماد مذيعيه على لغة سهلة. ويعتبرون أنّ انتشار الإذاعات الخاصة وظهور إذاعات محلية في بعض المدن بعد تحرير القطاع السمعي البصري، يؤكد أنّ موجات الأثير لا تزال تحتفظ بسيطرتها وسحرها، وتحافظ على خصوصيتها وعلاقتها الفريدة بالجمهور، فهي بالنسبة إليهم ليست فقط وسيلة للتسلية وتزجية الوقت، بل أيضاً للحصول على المعلومات والأخبار المحلية التي تغيب عن اهتمامات مواقع الإنترنت وقنوات التلفزيون.
ويقول الباحث في المجال الإعلامي إبراهيم ولد مايابا أن الراديو يناسب نمط حياة الكثير من الموريتانيين ويمنحهم شعورًا إيجابياً وحنينًا للماضي، فالكبار يستمعون للمذياع الذي لعب دورًا مهما في حياتهم ويرتبطون به بسبب ذكرياتهم معه وما حمله إليهم من أخبار كان سبّاقًا في إذاعتها كالانقلابات العسكرية التي حدثت في بلادهم، أما الشباب فقد ارتبطوا به بسبب اختلاف برامجه عن التلفزيون وخصوصيته واللهجات المحلية التي يخاطبهم بها.
ويشير إلى أن عفوية الراديو تفوقت على رسمية التلفزيون. كما أن اللهجات المحلية الغائبة عن برامج التلفزيون قرّبت المتابع أكثر من البرامج الإذاعية التي تعتمد على اللهجة المحلية السائدة في كل منطقة وعلى فقرات وبرامج قريبة من نبض الشارع وبعض المسابقات التي تمنح هدايا فورية.
ويضيف أنّ وجود مقدمين إذاعيين حفروا أصواتهم في ذاكرة المستمعين واستمروا رغم تقدمهم بالعمر يكرّس مكانة الإذاعة ويجعلها متفوقة على التلفزيون ومذيعيه الذين يتم تغييرهم كل فترة لأغراض تسويقية، كما أنّ أغلبهم من الشباب لم يربطوا علاقة قوية مع الجمهور مقارنة بمذيعي الراديو.
وكانت الحكومة الموريتانية قد بدأت تحرير الفضاء السمعي البصري منذ سنوات، وتم إنشاء عدة محطات إذاعية بعد أحداث الربيع العربي، واليوم أصبحت الإذاعات الحرة في موريتانيا أهم مصدر للأخبار المحلية، حيث يعتقد خبراء الإعلام أن تأثيرها يتنامى في البلاد بشكل كبير، رغم الأزمة المالية التي تعيشها الشروط التي وضعتها السلطات لاستفادة وسائل الإعلام من الدعم الحكومي وحصة الإعلانات والاشتراكات.
اقــرأ أيضاً
وفي بلد لا غنى فيه عن المذياع، لم تستطع نتائج الثورة التكنولوجية والإعلامية إزاحة موجات الأثير عن مكانتها حيث ظل المذياع مرافقا لراعي الإبل في الصحراء والسائق الذي يمضي أغلب وقته في التنقل بين المدن، والعامل المنهمك بعمله ويجد في المذياع ما يسليه ويخفف عنه معاناة العمل لساعات، وربة البيت التي تحصل على نصائح عملية عن كيفية الاعتناء بالبيت والأطفال وهي تؤدي عملها في البيت، وآلاف من الطلبة والموظفين الذين يستمعون للراديو من سماعات هواتفهم وسياراتهم.
ويبدو أن الإذاعة التي أسست لعلاقة قوية مع الموريتانيين، لم تتأثر كثيرا بالتلفزيون والإنترنت، فقد ساعدت عدة عوامل على احتفاظ المذياع بمكانته رغم مغريات الثورة الإعلامية، فعدم تغطية مناطق واسعة من موريتانيا بالبث التلفزي المحلي وحياة الترحال التي ما زال ثلث الموريتانيين يتمسكون بها، وضعف شبكة الإنترنت ساعد على الإبقاء على المذياع كخيار أول في حياة الموريتانيين.
كما أن الدور العاطفي للمذياع جعله مهما في حياة الموريتانيين الذين يستخدمونه لحل المشاكل والاستماع لقصص حياة الناس، خاصة في الأرياف حيث الحياة البدوية الأصيلة، إضافة إلى أن الاستماع إلى الراديو يناسب ظروف العمل ولا يحتاج إلى معدات وتغطية قوية كالتلفزيون والإنترنت.
ويؤكد الباحثون المهتمون بالحقل السمعي البصري أنّ الراديو سيواصل جذب مشاهدي التلفزيون في موريتانيا بفضل برامجه القريبة من نبض الشارع واهتمامه بالبسطاء واعتماد مذيعيه على لغة سهلة. ويعتبرون أنّ انتشار الإذاعات الخاصة وظهور إذاعات محلية في بعض المدن بعد تحرير القطاع السمعي البصري، يؤكد أنّ موجات الأثير لا تزال تحتفظ بسيطرتها وسحرها، وتحافظ على خصوصيتها وعلاقتها الفريدة بالجمهور، فهي بالنسبة إليهم ليست فقط وسيلة للتسلية وتزجية الوقت، بل أيضاً للحصول على المعلومات والأخبار المحلية التي تغيب عن اهتمامات مواقع الإنترنت وقنوات التلفزيون.
ويقول الباحث في المجال الإعلامي إبراهيم ولد مايابا أن الراديو يناسب نمط حياة الكثير من الموريتانيين ويمنحهم شعورًا إيجابياً وحنينًا للماضي، فالكبار يستمعون للمذياع الذي لعب دورًا مهما في حياتهم ويرتبطون به بسبب ذكرياتهم معه وما حمله إليهم من أخبار كان سبّاقًا في إذاعتها كالانقلابات العسكرية التي حدثت في بلادهم، أما الشباب فقد ارتبطوا به بسبب اختلاف برامجه عن التلفزيون وخصوصيته واللهجات المحلية التي يخاطبهم بها.
ويشير إلى أن عفوية الراديو تفوقت على رسمية التلفزيون. كما أن اللهجات المحلية الغائبة عن برامج التلفزيون قرّبت المتابع أكثر من البرامج الإذاعية التي تعتمد على اللهجة المحلية السائدة في كل منطقة وعلى فقرات وبرامج قريبة من نبض الشارع وبعض المسابقات التي تمنح هدايا فورية.
ويضيف أنّ وجود مقدمين إذاعيين حفروا أصواتهم في ذاكرة المستمعين واستمروا رغم تقدمهم بالعمر يكرّس مكانة الإذاعة ويجعلها متفوقة على التلفزيون ومذيعيه الذين يتم تغييرهم كل فترة لأغراض تسويقية، كما أنّ أغلبهم من الشباب لم يربطوا علاقة قوية مع الجمهور مقارنة بمذيعي الراديو.
وكانت الحكومة الموريتانية قد بدأت تحرير الفضاء السمعي البصري منذ سنوات، وتم إنشاء عدة محطات إذاعية بعد أحداث الربيع العربي، واليوم أصبحت الإذاعات الحرة في موريتانيا أهم مصدر للأخبار المحلية، حيث يعتقد خبراء الإعلام أن تأثيرها يتنامى في البلاد بشكل كبير، رغم الأزمة المالية التي تعيشها الشروط التي وضعتها السلطات لاستفادة وسائل الإعلام من الدعم الحكومي وحصة الإعلانات والاشتراكات.