وقال النائب عن التحالف الكردستاني، عرفات كرم، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تحرّكات ومواقف رئيس الحكومة حيدر العبادي تثبت أنّه يسعى لتأسيس الدولة المدنية في البلاد"، مؤكدا أنّ "العبادي يكسب اليوم ثقة المكونات العراقية، خصوصا وأنّه وبعد تغيّر موقفه إزاء أحداث سورية وانتقاده لجريمة خان شيخون النكراء، وحفاظه على استقلالية وسيادة العراق، سيدفعنا لإعادة حساباتنا ومواقفنا إزاء العراق، ونكون أقرب إلى حاضنة العراق".
وأوضح أنّنا "في حال استمر العبادي بهذا المنهج الذي يصب بصالح البلاد فإنّنا ككرد سنؤيده"، مشيرا الى أنّ "ذلك لا يعني أنّنا سنتراجع عن الاستفتاء، لكنّ أغلب أزماتنا ستحل بالحوار".
وأكد أنّ "الحكومات السابقة أبعدت الكرد عن المشهد العراقي، بسبب العقبات التي وضعتها في طريقنا"، مضيفا "إذا جاء العبادي اليوم بمشروع وطني وتأسيس دولة مدنية ديمقراطية فإنّنا سنؤيده، وسنقف بوجه المطالبات بحكومة الأغلبية السياسية ومن يدعو لها".
من جهته، رأى القيادي في التيّار المدني العراقي، حميد الخالدي، أنّ "مواقف العبادي تمثّل تغيّرا واضحا في سياسة العراق، وستعيد ثقة الكتل والجهات الوطنية العراقية به".
وقال الخالدي، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "سياسة العبادي بدأت تتضح شيئا فشيئا، فهي على طرف نقيض من سياسة سلفه نوري المالكي"، مبينا أنّ "المالكي لم يكن يؤسس لدولة مستقلة، بل كان يبني دولة تدين بالتبعية والولاء لإيران وللمذهب، الأمر الذي شتت ومزّق العراق وأوصله إلى ما وصل إليه من أزمات".
وأضاف أنّ "العبادي ورغم الضغوط الكبيرة التي يواجهها من داخل بعض كتل تحالفه الوطني، إلّا أنّه اليوم يتحرّك بشكل صحيح، متوجها نحو مشروع الدولة المدنية البعيدة عن الأيديولوجيات الطائفية في المنطقة، الأمر الذي يلبي طموح الأصوات الوطنية في العراق".
وأشار إلى أنّ "هذا التوجه سيخدم البلاد ويلم شتاتها، كما أنّه سيصب بصالح العبادي، الذي قد يستطيع انتشال البلاد من المحاور الطائفية، ومن أزمات المنطقة التي يجب أن ينأى عنها العراق".