لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً مهماً منذ بدء الحملة للانتخابات الرئاسية الأميركية التي أجريت أمس. وواجهت بعضها اتهامات بالانحياز لصالح مرشح معين والتأثير على قرارات المواطنين الأميركيين في اختيار الرئيس الأميركي الجديد، بينما اكتفت بعضها بالتعاون مع مؤسسات إعلامية عريقة للمساهمة في تغطية المناظرات للمرة الأولى.
اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب حين كان مرشحاً، محرّك البحث العملاق "غوغل" بالتحكم في نتائج البحث، وتلاعب بها بطريقة تجعل المعلومات التي تسيء لمنافسته الخاسرة، الديمقراطية هيلاري كلينتون تختفي.
ونفت "غوغل" وقوع أي تلاعب في محركها للبحث لصالح هيلاري كلينتون، مؤكدة أن إرشادات البحث التلقائية في محركها لا تحابي أي مرشح ولا تجامل أي قضية، لكن الشركة أقرت في الوقت ذاته بتعمدها عدم إظهار العبارات المسيئة تلقائياً عندما تكون تلك العبارات مسبوقة أو مرتبطة باسم أي شخص.
وفي سياق متصل، أطلقت الشركة ميزة التحقق من دقة الوقائع Fact Check، قبل وضع الترتيبات النهائية قبل الانتخابات الرئاسية، كما تملك عدداً من المؤسسات الإعلامية ميزة التحقق من دقة الوقائع لمتابعة الحملات الانتخابية للمرشحين، مثل صحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة "بي بي سي" وغيرها. وبرزت الحاجة تحديداً للتدقيق في الوقائع بسبب الإشاعات والمعلومات المغلوطة التي روّج لها ترامب في تصريحاته وخطاباته.
وهاجم المدير التنفيذي لشركة "فيسبوك"، مارك زوكربيرغ، الحملة الإعلامية لترامب خلال كلمته الافتتاحية في مؤتمر المطورين السنوي للشركة F8، كما دافع عن المسلمين ضد عنصرية ترامب في خطاباته عبر منشور له، مما أثار تخوفات أنصار ترامب من انحياز الموقع لصالح كلينتون، وتلاعبه بالأخبار.
في المقابل، أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن زوكربيرغ لم يحذف منشورات ترامب التي دعا فيها إلى فرض حظر على المسلمين، على الرغم من أنها تنتهك سياسات الموقع حول الخطاب المثير للكراهية، معتبراً أن حذفها ستترتب عليه آثار جذرية".
كما تبرّع المؤسّس المشارك في شركة "فيسبوك"، داستن مسكوفيتز، وزوجته، كاري تونا بـ20 مليون دولار أميركي لحملة مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية، هيلاري كلينتون. ويعدّ تبرعه هذا ثاني أكبر تبرّع للحملة، إذ تلقت لجان عمل ومنظمات ديمقراطية وعدداً من الصناديق الداعمة لحملة كلينتون تبرعات وصلت قيمتها المجمعة إلى 20 مليون دولار.
ويدفع موقع "فيسبوك" كثيراً من الناخبين إلى صناديق الاقتراع، وتوقعت صحيفة "واشنطن بوست" أن يصوت معظم هؤلاء لكلينتون، بسبب التوزيع الديمغرافي للمستخدمين على الموقع، إذ يشكّل الشباب والنساء القسم الأكبر من المستخدمين على الموقع، وتميل الفئتان أكثر نحو التصويت لكلينتون. ويحصل الأمر المعاكس تماماً على موقع "Airbnb" الذي يشكل كبار السن والبالغون البيض القسم الأكبر من مستخدميه، ويرجح أن يصوت معظمهم لصالح ترامب.
وأطلق منصة لمساعدة المواطنين الأميركيين في الاطلاع على المعلومات اللازمة كلها، إذ تعرِض الميزة الجديدة الاختيارات المتوفرة ليوم الاقتراع، كما تعرِض النتائج الأولية في الولايات التي لا تقدم عينة من أوراق التصويت الانتخابية.
وتوفر الخدمة للمواطن الأميركي كل ما يحتاج معرفته حول المرشحين وخططهم وبرامجهم وآرائهم حول مختلف القضايا الأساسية؛ إذ يظهر المرشحان عند فتحها بشكل عشوائي، ثم يختار المستخدم مرشحه ليتعرف على التفاصيل.
كما أتاح سابقاً خاصية تسمح للمستخدمين على منصته أن يظهروا تأييدهم لأحد مرشحي الانتخابات الأميركية، واعتبرتها صحيفة "ذا إنديبندنت" خطوة نحو إشعال الجدل السياسي على الموقع، من خلال السماح لمختلف المستخدمين بالتعبير عن انتمائهم وتشجيعهم لأحد المرشحين للرئاسيات الأميركية.
كما عقد "فيسبوك" شراكة مع 50 مؤسسة بث بينها مطبوعة وإلكترونية لإنشاء بثّ مباشر لليوم الانتخابي الأميركي.
وقامت كلّ مؤسسة إعلامية على شراكة مع "فيسبوك" بنشر فيديو مدته 15 دقيقة عن الانتخابات الرئاسية في واحدة من الولايات الخمس. ونشر المحتوى على صفحة Election 2016 أمس الثلاثاء، والتي احتوت وسم "#50states".
في سياق متصل، اعتبرت التغطية الإعلامية للمناظرات الرئاسية الأميركية هذا العام الأسهل في تاريخ المناظرات التلفزيونية على الإطلاق، بفضل الخيارات المتعددة التي أتاحتها مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي.
إذ غطّى تطبيق "سناب تشات" المناظرات الرئاسية من زوايا مختلفة، بمشاركة طلاب، ومتطوعين، وشخصيات إعلامية، وشجّع على فتح نقاشات بين المستخدمين عند انتهاء المناظرة. كما أعلنت قناة "سي بي سي أن" عن شراكة جديدة مع "إنستغرام" في التغطية الحية للحدث التي اتخذت منحى تحريرياً أكبر.
وتعاونت وكالة "بلومبيرغ" مع شركة "تويتر" في التغطية الإعلامية. وأطلق "تويتر" عدة وسوم خاصة بالانتخابات الرئاسية، كان بينها أمس #Election2016 و#ElectionDay و #Electionnight التي وصلت جميعها إلى الأكثر تداولاً في أكثر من بلد حول العالم.
وأعلن "تويتر" أنّ المغردين في الولايات المتحدة الأميركية نشروا أكثر من مليار تغريدة عن الانتخابات الرئاسية منذ أغسطس/آب من العام 2015 الماضي، أي بداية الحملات، وحتى يوم الإثنين الماضي.
وركّز المستخدمون خلال حديثهم على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، والتي استحوذت على 50 في المائة من مجمل التغريدات.