"اعتُقلت واستُشهدت تحت التعذيب"، قصة قصيرة مؤلمة تتكرر مئات المرات في عصر الهولوكوست السوري، عندما يتحول الإنسان في سورية لمجرد رقم في زمن الموت المجاني.
صورة مسربة لشهيدة، هزّت مواقع التواصل الاجتماعي ضمن مجموعة صور جديدة عن معتقلين قضوا تحت التعذيب في الأفرع الأمنية، ضمن تقرير سيزر الذي سرّب صور المعذّبين، وتم عرضها في نيويورك.
وانتشرت صورة أُلصق على جبينها رقم 215 إشارة للفرع الذي قتلت فيه على يد الأمن السوري مع رقم جثتها. وتعود الصورة لرحاب محمد العلاوي ابنة الـ26 ربيعاً، اعتقلتها القوات الحكومية قبل أن تنال شهادة الهندسة المدينة من جامعة دمشق، إذ خطفت من منزلها على أطراف العاصمة يوم 15-1-2013.
رحاب من مدينة موحسن في دير الزور، ولدت في تدمر، نشطت في الثورة السورية منذ انطلاقها عام 2011، كما عملت في مجال الإغاثة ومساعدة النازحين ومناصرة المعتقلين.
وكتبت صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد": "رحاب الثائرة من دون شهرة إعلامية ولا مؤتمرات دولية، إن لم يخلّدك السوريّون في ذاكرتهم لتكوني عوناً وسبباً لتطهير سورية من وحوش بيت الأسد، وإن لم نكمل ما أردتِ وما حلمتِ به أن يكون لكِ وللشهداء من قبلك، فلن يهنأ لنا العيش من بعدك، بل سنكون من أتعس التعساء، وأشد الخاسرين والمفرّطين بحق دماء الشهداء".
وكتبت سعاد خيبة: "أيتها القديسة بشعرك وجسدك وروحك وطهرك، طهّرينا، طهّري نجس العقول وقذارة الضمائر، العار بصمتهم، العار بسرقاتهم وبتجاهل عذابك وعذابات المعتقلين".
وأضاف أحمد سامي في تغريدة: "شعرك قد فتن العدل في الأرض وجسدك الطاهر أسقط الدمع من العين رحمة من الله". وقال فادي الزاوي: "سقطت وجوه العالم في قعر الدنيا، وجهك علا نحو الجنان، لتحيا رموز الشرف والعزة، الرحمة لروحك الطاهرة".
كما انتشر وسم "كلنا رحاب العلاوي" وعلق يحيى فواخرجي "في الحقيقة لا أحد منا رحاب هي وحدها تعذبت حتى ماتت، جاعت ولم تأكل، حلمت وما تحقق حلمها.. صدقت حين قالت الموت ولا المذلة وصارت عبارة عن رقم هي ومن معها من شهداء التعذيب. هم الخالدون ونحن لنا العار إن بقي الأسد على كرسيه، يا حرية غمرينا".
وغرد أبو خالد:"وجب علينا أن نلبس الخيش والشوالات من رأسنا حتى أسفل أقدامنا حياء منك يا رحاب علاوي".
ويذكر أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان كانت قد وثقت مقتل ما يزيد عن 32 امرأة، أغلبهن قُتلن داخل الأفرع الأمنية، في حين قدرت أن هناك ما لا يقل عن 2500 امرأة ما زلن قيد الاحتجاز حتى الآن، بينهن أكثر من 450 حالة اختفاء قسري، تُنكر السلطات السورية احتجازهن لديها، على الرغم من أن كافة روايات الأهالي تؤكد أن القوات الحكومية هي من قامت بعمليات الاقتحام والاعتقال.