وقال المدير الجهوي للصحة في محافظة القيروان، حمدي الحذري، لـ"العربي الجديد"، إنّ مستشفيات محلية في منطقة حاجب العيون، من محافظة القيروان، والمستشفى الجهوي بالمدينة، استقبلت، مساء أمس الاثنين، أشخاصاً مصابين بتسمّم حاد، ناتج عن استهلاك مواد كيميائية خطرة (الميثانول)، بعد جلسة خمرية، تعاطوا فيها سوائل كحولية مصنّعة في البيوت، تمّت إضافة عطور إلى مكوّناتها.
وأكّد الحذري أنّ الأشخاص الذين تعرّضوا للتسمّم، وصلوا إلى المستشفيات في وضع صعب، ما تسبّب بوفاة 6 منهم، من بينهم 3 من أفراد عائلة واحدة، فيما خضع البقية لحصص تصفية الكلى، بهدف إنقاذهم. وأشار إلى أنّ أغلبهم لا يزالون قيد المراقبة الطبية، وأنّ وضع بعضهم حرج، في انتظار تحويل عدد منهم إلى مستشفيات بالمحافظات المجاورة.
وفي السياق، قالت المسؤولة في قاعة العمليات المركزية، في وزارة الصحة، هندة الشابي، إنّ الكحول المصنّعة محلياً، تسبّبت في تسمّم حاد لدى الشباب المتوفّين، بعد تعطّل أعضاء حيوية في الجسم، هما الرئتان والكليتان. وأشارت إلى أنّه تمت إحالة كلّ المتوفين إلى أقسام الطب الشرعي، بهدف تحديد الأسباب النهائية للوفاة وتحميل الجناة المسؤولية.
وأضافت الشابي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "الفحوص الأولية المجراة، أثبتت أنّ المواد المسكّرة التي تناولها الضحايا، تشكّل خطراً كبيراً على الأجهزة الوظيفية للجسم، تصل إلى حد الوفاة". وأشارت إلى أنّه "تمّ حجز نحو 80 لتراً منها لدى البائع الذي يقوم بالترويج لها على أنّها عطور".
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "وات"، عن محافظ القيروان، محمد بورقيبة، قوله إنّه تم القبض على متهمين اثنين (رجل وامراة)، بمعتمدية حاجب العيون، قال إنّهما قاما ببيع عطر محلي الصنع يُعرف لدى العموم بـ"القوارص" المخلوط بـ"الميثانول"، للمتضرّرين. ولفت إلى أنّ ذلك تمّ بعد أن حجزت الوحدات الأمنية أكثر من 80 لتراً من "القوارص" لديهما.