مواجهة مرتقبة في مجلس الأمن بشأن إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران

17 سبتمبر 2020
خطوة ترامب تواجه معارضة ساحقة (Getty)
+ الخط -

في تحدٍّ للمعارضة الساحقة للمنتظم الدولي، تستعد الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب، لإعلان إعادة جميع العقوبات الدولية ضد إيران، في وقت ترى فيه قلة من الدول أن هذه الخطوة قانونية، وهو إجراء من شأنه أن يثير أزمة مصداقية في الأمم المتحدة.

وستعلن إدارة ترامب بمفردها تقريباً على مستوى العالم يوم السبت أن عقوبات الأمم المتحدة، المخففة على إيران بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، ستعود حيّز التنفيذ، وفق ما أوردته وكالة "أسوشييتد برس". لكن الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بمن فيهم حلفاء الولايات المتحدة، يعارضون، وتعهدوا بتجاهل هذه الخطوة.

ويمهد ذلك الطريق لمواجهات غاضبة، حيث تستعد المنظمة العالمية للاحتفال بالذكرى السنوية الـ75 لتأسيسها في جلسة الجمعية العامة المحدودة المقررة الأسبوع المقبل بسبب الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا.

والسؤال هو كيف ستردّ إدارة ترامب عندما يجري تجاهلها. وفرضت إدارة ترامب بالفعل عقوبات شديدة على إيران، لكنها قد تفرض عقوبات على الدول التي لا تطبق عقوبات الأمم المتحدة التي تدعي أنها أُعيد فرضها.

وقد يؤدي الرفض الجماعي لموقف الولايات المتحدة إلى دفع الإدارة الأميركية، التي انسحبت بالفعل من العديد من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات والمعاهدات، بعيداً عن المجتمع الدولي.

وأمس الأربعاء، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني دومينيك راب، في مقرّ الوزارة في واشنطن، إنّ "الولايات المتّحدة ستفعل ما دأبت على فعله دوماً. ستتحمّل نصيبها من المسؤولية". وأضاف: "سنبذل كلّ ما هو ضروري لضمان تطبيق هذه العقوبات واحترامها".

وفي 20 أغسطس/ آب الماضي، لجأ ترامب إلى إجراء مثير للجدل، حين كلف بومبيو إخطار مجلس الأمن الدولي رسمياً بأنّ الولايات المتّحدة فعّلت بند "العودة إلى الوضع السابق" (سناب باك)، المنصوص عليه في الاتفاق النووي الإيراني، والذي يتيح إعادة فرض العقوبات الدولية على طهران تلقائياً، بعد مرور 30 يوماً من تاريخ التبليغ، أي فجر الأحد بتوقيت غرينيتش.

لكنّ سائر أعضاء مجلس الأمن الدولي يخالفون الولايات المتّحدة في موقفها هذا، إذ إنّهم يعتبرون أنّ واشنطن فقدت حقّها في تفعيل هذه الآلية حين انسحبت من الاتفاق النووي في 2018.

وفي خضمّ حملة مستعرة لإعادة انتخابه، يخطط ترامب لإلقاء كلمة لمخاطبة إيران أمام الجمعية العامة يوم الثلاثاء.

ويقول مسؤولون إنه سيتطرق أيضاً إلى توسطه في إبرام اتفاقات بين الاحتلال الإسرائيلي والإمارات والبحرين لتطبيع العلاقات جزئياً لتقوية حاجز إقليمي ضد إيران.

وبينما يسعى الرئيس الأميركي إلى إظهار أوراق اعتماده كرجل دولة قبل الانتخابات، أضاف عنصراً آخر من عدم اليقين في هذا المزيج من خلال التهديد بالانتقام "1000 مرة" بقوة أكبر ضد إيران إذا هاجمت موظفين أميركيين في الخارج.

وبعد تقرير لموقع "بوليتيكو" الإخباري الأميركي عن تخطيط طهران لاغتيال السفيرة الأميركية لانا ماركس في جنوب أفريقيا، ثأراً لاغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في ضربة جوية أميركية بالقرب من مطار بغداد الدولي مطلع العام الحالي، حذّر ترامب، مساء الاثنين، في تغريدة عبر "تويتر"، إيران من شنّ أي هجوم على الولايات المتّحدة، مهدداً إياها بأن رد بلاده سيكون "أقوى ألف مرة".

وأضاف ترامب أن "أيّ هجوم من إيران ضد الولايات المتّحدة، بغضّ النظر عن شكله، سيجابه برد عليها سيكون أقوى بألف مرة".

في المقابل، قللت إيران من أهمية هذه التهديدات، واعتبرت أنها "لها استهلاك انتخابي"، لكنها في الوقت نفسه، أكدت استعدادها لمواجهة أي هجوم أميركي، من دون أن تستبعد ذلك.

المساهمون